عرف النادي الصفاقسي في الفترة الأخيرة عديد التجاذبات بعد تفاقم أزمته المالية خاصة إثر ديون كبيرة لم تكن في الحسبان. الأمور تعكرت أكثر ببروز أزمة إدارية حيث خيّم الغموض حول رسم رأسي الهيئة القادمة وبعد أن راجت أخبار عن إمكانية عودة جمال العارم لتولي مهمة رئاسة الفريق اتصلت به «الشروق» لتعرف منه الحقيقة من الخيال في المسألة إضافة إلى رأيه في مشاكل الفريق بما أنه أحد كباره وأحد حكمائه. راج في المدّة الأخيرة خبر على نطاق واسع مفاده أنك تنوي العودة إلى رئاسة الفريق؟ لا، هذا غير صحيح، وأنا لم أعلن هذا الأمر إلى أي شخص. يعني أن هذا الخبر يدخل في باب الإشاعات لا غير؟ لا في الحقيقة هو ليس إشاعة وكل ما في الأمر أن هناك من اتصل بي عارضا علي الفكرة. هل لنا أن نعرف ماذا قررت أي هل نزلت عند رغبة من اتصل بك أم أنّك رفضت؟ لم أرفض، ولم أقبل فأنا مازلت في مرحلة تفكير وأنا أشعر أنني بين نارين فإما أن أقبل المسؤولية مع ما يصاحبها من مشاكل من «النبارة» وممن يضعون العصي في العجلات وهم للأسف موجودون في ال«سي آس آس»... وهناك من يحرضهم ضد كل من يتحمل مسؤولية رئاسة الفريق، ووسائلهم في الهدم والتعطيل كثيرة من الإرساليات القصيرة إلى الشتائم في المدارج إلى بث الإشاعات والأخبار الزائفة المؤثرة على الأجواء وهذا ما يجعلني أرهب من تحمل المسؤولية لكنني في الوقت نفسه بين نار حب الفريق الذي اعتبره بمثابة عائلتي بل بمثابة والدتي والإنسان الحر يحز في نفسه حين يرى «والدته» تتألم وتمر بمشاكل ولا يبذل ما في وسعه لإنقاذها ومساعدتها على النهوض مجددا وأرى أن من واجبي كمحب يغار على جمعيته أن يتقدم لمساعدتها ماديا ومعنويا. لكنك إلى حد الآن لم توضح موقفك هل سترفض أم ستقبل ولم توضح لنا من اتصل بك عارضا عليك رئاسة الجمعية؟ أنا مازلت في مرحلة تفكير ولم أحسم أمري بعد أما عن الاتصال بي فقد تم من مجموعة «سوسيوس» وأنا أشكرهم على ثقتهم فيّ. مجموعة «سوسيوس» مؤثرة في أوساط الفريق بحكم اتساع قاعدتها وعلاقتها المتميزة مع كباره يعني أنها تملك كل الوسائل لإقناعك بعرضها؟ هذا صحيح ولهذه المجموعة محبة واحترام في أوساط النادي لكنني لا أريد العودة لسد الفراغ فقط بل لا بد أن تتوفر أرضية داخل الفريق لإرساء طرق جديدة في التسيير تحدّ من تراكم المشاكل. هذا أكيد لأن الثورة غيّرت عديد المفاهيم ولا بد أن يشمل التغيير ميدان تسيير النوادي الرياضية فماذا لديك من مقترحات في هذا المجال؟ أعتقد أنه حان الوقت للقطع مع الطرق القديمة في تسمية رؤساء الجمعيات ولا بد من تغيير القوانين المنظمة لعملها وأفضل طريقة هي إرساء مجلس إدارة يتكون من رجال النادي وكباره ينتخبون رئيسا منهم لكن بلا صلاحيات مطلقة إنما تكون مهمته تنسيقية بحتة مع تعيين «ماندجار عام» يتميز بالكفاءة يطبق تعليمات مجلس الإدارة فنيا وماليا وإداريا وهذا أفضل الحلول حتى لا نسقط في «الشخصنة» والأخطاء السابقة. لاحظت أنك تتحدث كثيرا عن كبار النادي ورجاله وكأنك نسيت أن هؤلاء تم تهميشهم في الفترة الأخيرة في خطة منظمة لإبعادهم عن الفريق؟ هذا يؤسفني كثيرا وسؤالك فيه الكثير من الصحة والمؤلم هو الإقصاء والذي هو أبشع شيء خاصة في الجمعيات الرياضية وأي ناد يتم إبعاد كباره منه من مدعميه سواء بالرأي أو بالمال وكل من له القدرة على تقديم أي إضافة مهما كانت صغيرة لا يمكنه أن ينجح أو يتطور فالفريق في حاجة إلى كل محبيه كبيرهم وصغيرهم لأنهم جميعا إفادتهم حاصلة لذلك أطلب إعادة الاعتبار لكبار الفريق لأنه من العيب أن نطرد شخصا من داره فمهما كانت خلافنا واختلافنا فإن طاولة الحوار تجمعنا كلنا وحب النادي قاسم مشترك بين الجميع. لكن هنالك حديث تم ترويجه عن عدم فائدة لجان الدعم والحكماء والمستشارين؟ هذا كلام مردود على أصحابه وهذه اللجان فوائدها ثابتة والدعوة إلى حلها إجرام في حق النادي بل يجب ترسيخ مكانتها ومزيد تطعيمها بعديد الوجوه خاصة الشابة منها فهذه اللجان تجمع ولا تفرق وتفيد ولا تعطل. ما تعليقك عمّا راج مؤخرا من ديون لم تكن في الحسبان زادت في إرهاق ميزانية النادي وعمّقت مشاكله؟ ما راج مؤخرا مخيف جدا لذلك لا بد مستقبلا وللقطع مع المشاكل التي صاحبت احتراف مبيلي وأوبوكو أن يتم توثيق كل العقود وإبراز تفاصيلها وأن يتم خلال الجلسات العامة إصدار تقارير حول التعهدات المالية تجاه أي طرف من الهيئة التي ستتخلى عن مهامها حتى لا تتفاجأ بها الهيئة الجديدة وتعاني من تبعاتها. حسنا، برأيك هل من حل جذري لكل مشاكل الجمعية؟ مشاكل النادي يتحمل قسطا كبيرا منها النظام البائد لأن ال«سي آس آس» لم يأخذ حظه معه بل تم تهميشه وحرم من ملعب كبير مثل النوادي الثلاثة الأخرى الكبيرة فمثلا مداخيل مباراة الإفريقي والترجي توفر للمضيف منهما ما يناهز عن نصف مليار في حين لا يجني النادي الصفاقسي هذا المبلغ خلال كل المباريات التي يستقبل فيها في صفاقس لأن ملعبها صغير وقد تحركنا كثيرا في السابق لبناء ملعب كبير في صفاقس لكن لم يسمعنا أحد وأرجو أن نتجاوز هذا العائق بعد الثورة. كما يجب ترشيد المصاريف حتى لا تتجاوز ما رصد من ميزانية فمثلا في هذا الموسم والسباق متوقف تمت برمجة تربصات خارج صفاقس بدون أي فائدة إلا كثرة المصاريف بلا موجب وأنادي أيضا بضرورة استغلال مركب طريق المطار إما ببيعه أو بإقامة مشاريع عليه تكون مداخيلها قارة للفريق وهذا أفضل من بيعه. كلمة الختام أرجو أن يتمّ لمّ شمل كبار الفريق وكل أحبائه وكل من له قدرة على إفادته إذ لا بديل عن ذلك لأن الفرقة تعمق المشاكل والنادي ملك لكل أبنائه.