تستعدّ وزارة التربية والتكوين نهاية هذا الأسبوع لإجراء مناظرة وطنية (خارجية) لانتداب 230 من القيمين الأول لتعزيز إطار التأطير بالمعاهد الثانوية والمدارس الاعدادية. وفي تصريح له ل»الشروق» أكد الكاتب العام للجامعة العامة للتأطير والارشاد التربوي السيد بدر الهرماسي أن الانتدابات المزمع إجراؤها عبر المناظرة المقرّرة ليوم السبت 25 سبتمبر لا ترتقي للحاجيات الضرورية واللازمة للمؤسسات التربوية والتي تتجاوز بحسب التقديرات النقابية الألف شغور على مستوى سلك القيمين الأول على أقل تقدير. قاعدة وأكد السيد الهرماسي أن القاعدة العددية المتفق عليها منذ سنوات مع الوزارة المعنية غير مطبّقة على أكثر من وجه وقال المتحدث: «القاعدة العددية تفترض وجود قيم واحد لكل 125 تلميذا والحال أنه يتوفر الآن قيّم واحد لكل 250 تلميذا كمعدل عام، إذ يوجد تفاوت للحالات وهناك وضعيات جدّ صعبة. واستغرب المتحدث أن تبدأ احدى المدارس الاعدادية سنتها الدراسية الحالية بقيمة وحيدة وهي التي تشتمل على أكثر من 750 تلميذا..! وأضاف كاتب عام جامعة التأطير والارشاد التربوي أن مسألة التأطير وتنظيم الحياة المدرسية يجب أن تلقى الاهتمام اللازم لضمان حسن سير المؤسسة التربوية ولإنجاح الموسم الدراسي خاصة بعد أن تخلّت عدّة أطراف عن دورها في العملية التربوية، ويواصل: «لا بدّ من الوصول الى القاعدة العددية حتى ينجز القيم مهامه في أحسن الظروف، وقد رسخت قناعات لدى الوزارة بخصوص هذا الموضوع حيث تمّ التصريح في السنة الفارطة بأن النقص الفادح في القيمين هو أحد أسباب المشاكل الحاصلة في المعاهد والمدارس إلا أن الانجاز بقي دون المؤمل وهو ما ينعكس سلبا وبصفة مباشرة على الدرس والمدرسة وعلى العاملين في المدرسة. ويدلّل المتحدث على ذلك ما تمّت معاينته خلال السنوات الفارطة من عنف بين التلاميذ وتجاه المربّين والاعتداء على المؤسسة الذي يمارس علنا بالاضافة الى الموبقات والتجاوزات الاخلاقية والسلوكية. الزمن المدرسي كما يرى السيد الهرماسي أنه لا بدّ من لفت الانتباه ونحن في بداية الموسم الدراسي الى أهمية مسألة الزمن المدرسي حيث أن واقعه الراهن وخاصة التجزئة الواقعة فيه تساهم في إرهاق التلميذ وحرمانه من فرص كثيرة للمراجعة والمذاكرة، وتأسّف المتحدث أن الزمن المدرسي الحالي لا يؤخذ فيه بعين الاعتبار وضع التلميذ الذي هو المحور الأساسي للعملية التربوية، وقال ان تهيئة الزمن المدرسي يبدأ بتنظيم أوقات الدراسة للتلميذ على أساس الحصة الواحدة للتلميذ أو على أساس تجنيبه الفراغات التي تبقى حسب تعبير المتحدث «الغوائل» التي تبتلع الناشئة، حيث أن الفراغات والتجمعات أمام المدارس والمعاهد تبقى الفضاءات الملائمة لتعلّم الأمور الرديئة والسيئة من تدخين وكلام بذيء وعنف وسلوكات مشينة. وأفاد كاتب عام جامعة التأطير والارشاد التربوي أن كل ذلك يحدث وأن الأولوية القصوى عند اعداد الجداول الدراسية ومواقيت العمل توجه للأساتذة وغيرهم من العاملين في المؤسسات التربوية في حين أن القانون التوجيهي للتربية ينصّ صراحة على أن التلميذ هو محور العملية التربوية. وأشار المتحدث الى أن الزمن المدرسي الحالي أقال الولي عن متابعة شؤون إبنه وقال ان الولي لا يمكنه أن يراقب ويتابع إبنه بحكم تشتّت التوقيت والفراغات، ويجزم السيد الهرماسي أن الولي قد تمّت إقالته من العملية التربوية بحكم الزمن المدرسي الحالي المرهق إذ لا يعقل أن نرى وليا يتجاهل ابنه ولا يرغب في مراقبته. تأديب ويعتقد السيد الهرماسي أن النظام التأديبي المعتمد منذ سنة 1991 في حاجة أكيدة للمراجعة والتحيين على اعتبار أن المدرسة قد تغيّرت وتبدّلت، وأشار المتحدث الى أنه برغم عقد أكثر من 8 جلسات مع الوزارة ونقابتي التعليم الثانوي والأساسي فإن المفاوضات قد توقفت منذ سنتين حيث لم يتم انجاز أي شيء بالرغم من أن النظام التأديبي هو أهم أدوات العمل داخل المؤسسة. ويرى المتحدث أنه لابدّ من ربط هذا النظام بوضع التلميذ والزمن المدرسي حيث لا يمكن الحديث عن تأديب دون توفر القاعدة الملائمة واللازمة للتطبيق. وأفاد المتحدث أن عدة مسائل أخرى تتطلب التحرّك قصد ضمان حسن سير الحياة المدرسية مثل نقص بعض التجهيزات وظروف العمل ونقص الاطار في بعض الأسلاك الأخرى مثل الاداريين وأعوان المخابر ومسألة تنقية الاطار ووضع خطة تباين بين الخطط والأسلاك لتوضيح المهام ولتحميل كل طرف مسؤوليته. وقال المتحدث أن الجميع ينتظر بفارغ الصبر الانتهاء من التفاوض حول الأمر الجديد المتعلق بتنظيم الحياة المدرسية والذي تأخر صدوره طويلا برغم أنه يُمكن أن يوضح بعض الملامح كما ناشد المتحدث الوزارة العمل على الاسراع بإصدار بعض النصوص المعطلة والتي تهم القانون الأساسي للقيمين والمرشدين التربويين وذلك لضمان أوفر الحظوظ لنجاح المسيرة التربوية للعام الدراسي الحالي.