دخل صباح يوم أمس الإربعاء أعوان التنظيف ببلدية صفاقس في إضراب من أجل العديد من المطالب المشروعة من أبرزها إجراءات الترسيم التي لم تنفذ بعد، وغياب معدات العمل وخاصة منها المتعلقة بالنظافة وحصة الحليب وغيرها من المطالب التي من أجلها اجتمع المضربون أمام قصر البلدية قبل أن يلتقوا برئيس النيابة الخصوصية الجديد السيد نجيب عبد المولى. وطالب بعض المحتشدين ممن شملهم الترسيم بمرتباتهم التي تعطلت منذ أشهر، كما طالب البعض الآخر بالأحذية والمظلات الواقية من الشمس، وطالب البعض الآخر بأجرة الساعات الإضافية والليلية، كما اتجه حديث بعض العمال إلى بعض رؤساء المصالح مطالبين بإعفائهم من المسؤوليات مقابل منح المسؤولية للأعوان من في نفس الاختصاص. وتبعا لذلك، توقفت يوم أمس أعمال النظافة بصفاقس، و يتردد أن عدد المضربين بلغ ال800 عامل، وهو ما لم يتسن لنا رصده بشكل يؤكد أو ينفي صحة الرقم، لكن الثابت أن البعض منهم اتجه إلى مقر إدارة البلدية للإلتقاء برئيس النيابة الخصوصية الأستاذ الجامعي نجيب عبد المولى الذي التقيناه في مكتبه ورفعنا له مطالب العمال قبل أن يلتقي بهم. رئيس النيابة الخصوصية فاجأنا بموقفه الذي بدا متناغما ومتناسقا مع عمال البلدية و خاصة منهم الذين توقفت مرتباتهم، وعلى هذا الأساس قال إننا سنخرق القانون لنمكن العمال من مرتباتهم، ولمزيد توضيح المسألة قال محدثنا إن الأعوان الذين شملهم الترسيم بعد الثورة تعطلت مرتباتهم بسبب الروتين الإداري فملفاتهم تنطلق من البلدية إلى الولاية ثم إلى الوزارة الأولى ثم من جديد إلى الداخلية لتعود الملفات إلى البلدية ثم مراقب المصاريف وهو إجراء بيروقراطي روتيني معطل للمصالح. وأضاف السيد نجيب عبد المولى بالقول «لذلك سنسعى و كإجراء استثنائي إلى خرق القانون من أجل المصلحة أي بتوجيه ملفات أعواننا مباشرة إلى مراقب المصاريف بعد موافقة الوالي». وفيما يخص حصة الحليب ، قال رئيس النيابة الخصوصية ان النقص الحاصل في الكمية سببه المزود الذي لم يتمكن من الإيفاء بالتزاماته نتيجة قلة المنتوج الموجه في هذه الفترة إلى القطر الليبي الشقيق ، فلئن تعودت البلدية على اقتناء 12 ألف لتر من الحليب لفائدة العمال ، فإنها لم تتمكن في هذه الفترة إلا من 4 آلاف لتر وهي كمية لا تفي بالحاجة». وعن قلة التجهيزات و معدات العمل ، قال المتحدث إنها فعلا قليلة بسبب موارد وميزانية البلدية المحدودة مما يستوجب مساعدة من بعض الخواص، وهو ما تم فعلا، إذ تطوع البعض من رجال الأعمال مشكورا ببعض المعدات لضمان تنظيف شوارع صفاقس ورفع الفضلات. السيد نجيب عبد المولى بدا متفهما لكل المطالب، لكنه في المقابل يطلب من الأعوان تفهم الوضعية الاستثنائية التي تمر بها البلدية، مشيرا بالمناسبة إلى انه كان من الأجدر على الأعوان وقبل الإضراب إعلام المجلس البلدي الجديد بمشاغلهم و مشاكلهم باعتبارها غائبة عن النيابة الخصوصية التي تم تنصيبها منذ أقل من أسبوعين فقط.