يتحرّك على كل الجبهات الديبلوماسية والحقوقية والسياسية ساعيا إلى كسب الدعم للثورة الليبية، التقيته بعد أن عاد من رحلة إلى تركيا وإيطاليا وسويسرا وفرنسا التقى فيها عديد المسؤولين والمنظمات ونجح في طرد ممثلي القذافي من الجمعية الحقوقية للأمم المتحدة بسويسرا وتعيين ممثلين للمجلس الانتقالي بالسفارة الليبية بسويسرا. إنه الأستاذ كمال موسى البخبخي الناشط والمعارض والسجين والمهاجر الليبي السابق. سابق لماذا؟ لأنه أصر على هذا الوصف ليؤكد أنه الآن حرّ طليق ينشط على المستوى الديبلوماسي كما كان والده الزيتوني التكوين في الستينات ينشط هنا في تونس من أجل إعادة الكرامة للشعب الليبي وإعادة ثرواته المنهوبة من طرف المستعمر الإيطالي في تلك المرحلة الفاصلة بين نهاية حكم الملك إدريس وبداية نظام العقيد القذافي. الأستاذ كمال موسى كان مهندس عملية إجلاء التونسيين على متن الباخرة «الحبيب» من بنغازي في شهر فيفري الفارط أجاب «الشروق» عن هذه الأسئلة. كيف تقرؤون الأوضاع اليوم بعد 4 أشهر من اندلاع الثورة في ليبيا؟ نحن نحرز كل يوم انتصارا جديدا سواء على الصعيد العسكري أو الديبلوماسي والسياسي رغم قلّة إمكانياتنا لكن كما يقول الدكتور مصطفى عبد الجليل: «سنتغلّب عليهم بنوايانا الحسنة». طبعا أنا كنت في العديد من البلدان الأوروبية وفي تركيا ولمست حماسا كبيرا لدى كل الذين التقيتهم من مسؤولين حكوميين أو منظمات وأحزاب لدعم الثورة الليبية وفعلا تمكنا في الفترة الأخيرة من طرد مسؤولين من نظام القذافي من المنظمة الحقوقية للأمم المتحدة بجينيف كما غيرنا جميع المسؤولين بالسفارة الليبية بسويسرا الذين أصبحوا يمثلون الآن الثورة والمجلس الوطني الانتقالي. أحسست وأنا أتحدث إليك أن لديكم مؤاخذات على الحكومة المؤقتة في تونس. هل من توضيحات حول هذا الموقف؟ هي ليست مؤاخذات ولكنها من تلك العتابات الرقيقة لمواطنين ليبيين يحبّون تونس حتى النخاع وساندوا ثورتها ويحترمون هذا الشعب العظيم الخلاّق والمبدع. لكن بطء الحكومة المؤقتة في تونس في اتخاذ موقف مساندة للمجلس الانتقالي والاعتراف به كممثل وحيد وشرعي للشعب الليبي أمر محيّر قياسا بموقف الشعب التونسي الذي أعطى مثالا رائعا وبطوليا في مساندته للثورة الليبية، لذلك لا نفهم ازدواجية الخطاب الذي تنتهجه الحكومة المؤقتة، فمن ناحية تفتح بوابة العبور بالذهيبة أمام الليبيين الفارين من الحرب وتقدم لهم كل المساعدة والحماية ومن جهة أخرى يظهر أنها تترك المجال لنظام القذافي حتى يتنفس ومن ثمة مواصلة تقتيل الآلاف من المواطنين الأبرياء. ولا نريد في ليبيا أن يفهم أننا نريد التأثير أو التدخل في الشأن التونسي الداخلي لكن رجل بحنكة وذكاء السيد الباجي قائد السبسي الذي نكنّ له كل الاحترام نطلب منه بكل ودّ أن يدعم ثورة ليبيا كما يحمي الآن بكل عبقرية الثورة التونسية من التجاذبات حتى لا يؤثر ذلك في مستقبل العلاقات بين شعبينا الذين يقدمان الآن مثالا رائعا في التضحية والبطولة. كيف ترون إذن مستقبل هذه العلاقات؟ نريد القطع مع الماضي وننطلق في بناء علاقات جديدة تستند إلى القاعدة الشعبية ومن ثمة على حكومتي بلدينا في المستقبل احترام كرامة شعبينا. لا نريد أن يُهان تونسي في ليبيا ولا ليبي في تونس. نريد أن يتمتّع شعبنا بثرواتنا فكفى ما نهبته عائلتي القذافي وبن علي. في السابق كان القذافي وبن علي يساومان شعبينا فصرنا كالكرة بين أقدامهما ولعلمكم تلك العلاقة تعدت المصالح لتتورّط في «حب غير شريف» وليلى بن علي لها فكرة عن هذا الكلام. إنهم حكّام لا يحترمون لا أخلاقا ولا شرفا. نحن نحلم بكرامة التونسيين والليبيين والمصريين وإذا كانت ليبيا قادرة على حماية هذه الكرامة بثرواتها فلمَ لا؟ هل هناك خطر على الثورة الليبية؟ الخطر لا يحدق بالثورة الليبية فقط بل كذلك بالثورتين التونسية والمصرية. فعدم نجاح الثورة الليبية تهديد مباشر لثورة تونس التي نعتبرها الشعلة الأولمبية للثورات في كامل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأؤكد ما راج من أخبار حول نوايا القذافي بضرب الثورة التونسية فهو يعتبرها وباء لا بدّ من القضاء عليه حتى لا ينتشر إلى ليبيا ومن المؤكد أنه كان ينوي القيام بعمليات عسكرية ضدّ تونس. ماذا عن مرحلة ما بعد القذافي؟ نحن قبل كل شيء نريد القبض على القذافي حيّا وسنضعه في مكان ما حتى يعرف أطفالنا من كان وراء تشريدهم وتقتيل آبائهم وأمهاتهم واغتصاب اخوتهن. أما عن المسألة السياسية فإن رجل المرحلة الحالية والقادمة هو الدكتور مصطفى عبد الجليل الذي سيكون بمثابة باجي قائد السبسي ليبيا ليصل بالبلاد إلى برّ الأمان. وأقول حصريا لجريدة «الشروق» بأننا بصدد الإعداد لدستور الآن وسوف يعرض على الشعب الليبي للاستفتاء وما يختاره الشعب سوف يطبّق بحذافره إذ لم يعد ممكنا سلب إرادة شعبنا. على أنني أرى أن نظام الكنفدرالية هو الأقرب للاعتماد وهو رأي خاصّ. بمعنى سوف تكون هناك ثلاثة فيدراليات في طرابلس وفزّانة والبراقا وليست البريقة، على أن يبقى التصرف في النفط من مشمولات الحكومة المركزية. وفي الختام أتقدم بشكري لشعبنا الأبيّ في تونس لوقفته التاريخية مع الشعب الليبي ولا يسعني إلا الوقوف إجلالا واحتراما لأرواح شهدائنا ولثوارنا البواسل في تونس وليبيا.