تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليبيا ما بعد القذافي: الواقع ، التحديات والسيناريوهات !
نشر في الشروق يوم 23 - 08 - 2011

أخيرا انهارت خيمة العنكبوت التي احتمى بها القذافي ولم يقدر على الصمود أكثر من ستة أشهر أمام رياح الثورة الليبية العاتية وأمواجها البشرية الكاسحة...القذافي اليوم صار من الماضي...وهذه حقيقة لم تعد تحتاج إلى مزيد التأكيد والتدقيق بعد أن بسط أحرار ليبيا سيطرتهم على كل ليبيا وأطردوا فلول النظام ومرتزقته «شبرشبر دار دار زنقة زنقة...فرد فرد ... نعم فعلها ثوار ليبيا وحولوا هذا الشعار الشهير الذي أعلنه القذافي نفسه إلى حقيقة لكنهم استخدموه لصالحهم ليعلنوا بذلك الولادة الجديدة لليبيا الحرية والكرامة رغم الفاتورة الباهظة التي دفعها هذا الشعب من دمه.
رحيل القذافي أو بالأحرى «ترحيله» ينطوي بالتأكيد على أبعاد ودلالات كثيرة ليس في ليبيا فحسب بل في كل أرجاء المنطقة بالنظر إلى «القلاقل» والاضطرابات التي كان العقيد الليبي وراءها وخاصة بالنسبة إلى تونس التي كان أول الساعين إلى وأد ثورتها في المهد وأول «المتباكين» على سقوط نظام المخلوع بن علي لكن بالتأكيد فإن نهاية «نيرون ليبيا» كما يطلق عليه البعض لا تعني نهاية لمشاكل ليبيا وللمخاطر المتربصة بها بل إنها في الحقيقة بداية لما هو أهم وما هو أكبر من تحديات وسيناريوهات ستكون بلا شك في انتظار ليبيا ما بعد القذافي..
فلا نتصور أن حلف الأطلسي وبسبب الدور الذي لعبه في الاطاحة بالقذافي والفاتورة أو الفواتير التي دفعها من أجل هذه المهمة سيغادر في النهاية ليبيا...هكذا بخفّي حنين»!....
ولأن ليبيا ليست دولة مؤسسات وتغيب عنها المؤسسات القضائية فالخشية كبيرة من أن تجري عملية تقسيم الغنائم على الطريقة العراقية من خلال «مكافأة» دول الأطلسي الغربية بصفقات تجارية ونفطية على «مساهمتها » في تحقيق هذا الانتصار...! وهنا ليس مستبعدا بالمرة أن يسعى الغرب إلى تنفيذ مخططاته تحت غطاء إعادة إعمار ليبيا للحصول على نصيبه من «الكعكة» إضافة إلى عن السعي إلى التدخل في الشؤون السياسية لليبيا ومحاولة التدخل في صياغة نظامها السياسي والعمل على زرع الفوضى والانقسامات بين المجتمع الليبي خاصة أن قوات الثوار تتوزع فيها الانتماءات الفكرية والمذهبية والاسلامية والليبيرالية....
وهذه كلها بالتأكيد تحديات ومخاطر حقيقية على الثورة الليبية تحتم على الشعب الليبي التفطن إليها والعمل على مجابهتها بالوعي والمصالحة والوحدة الوطنية فهل ينجح الليبيون في تحقيق هذه الأهداف...وفي حماية ثورتهم من الاجهاض والإلتفاف؟
هذا السؤال وغيره تجيب عنه شخصيات ليبية وعربية في هذا الملف السياسي الذي يتضمن أيضا تقارير صحفية لمراسلينا.
ماذا يطبخ الغرب ل«ليبيا الثورة»؟
تونس (الشروق)
يتضح من المعلومات الصحفية الغربية ومن تصريحات مسؤولين غربيين ان امريكا وبريطانيا تسعيان الى وضع اليد على ادارة ليبيا بعد سقوط معمر القذافي. وأمضى فريق دولي تقوده بريطانيا وتدعمه الولايات المتحدة وايطاليا والدنمارك وتركيا واستراليا وكندا أسابيع عدة في شرق ليبيا الخاضع لسيطرة المعارضة الليبية لتقييم مرحلة ما بعد القذافي.
وأعد الفريق تقريراً أرسل الى المجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا، الاثنين الماضي، ومن المقرر عرضه في الاجتماع المقبل لمجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا الذي يعقد في اسطنبول بتركيا في 15 تموز المقبل.
وقال وزير بريطاني إن فريقاً تقوده بلاده لتخطيط الأوضاع في ليبيا بعد الحرب برعاية أمريكية، أوصى بعدم المساس بجزء كبير من قوات الأمن التابعة لمعمر القذافي بعد انتصار المعارضة الليبية المسلحة، لتجنب خطأ ارتكب بعد حرب العراق.
ويبحث التقرير في ثلاثة أطر زمنية، ويعالج مسألة تحقيق تسوية سياسية شاملة للاطراف وتوفير الخدمات الاساسية واستئناف النشاط الاقتصادي، ولا يقدر التقرير تكلفة اعادة البناء، ولا المدى الذي ستستغرقه عودة صناعة النفط الليبية الى العمل بشكل عادي.
وتحدد الوثيقة خمس أفضليات ينبغي بالمعارضة مراعاتها في المستقبل. وتم وضع الوثيقة من جانب البريطانيين وهم تحت انطباع بأن نظام حكم القذافي لا محالة سيزول.
ويلاحظ من فحوى الوثيقة أن الحكومة البريطانية لا تستبعد فكرة الحوار أو المفاوضات بين الثوار والقذافي من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، على اعتبار أنه مهما كانت الطريقة التي سيتم بها انتقال الحكم، عن طريق استخدام القوة أو بالمفاوضات، فإن المصير الشخصي للقذافي أصبح أمراً محسوماً من جانب المجتمع الدولي، بعد صدور القرارات في شأن محاكمته في المحكمة الجنائية الدولية على جرائم الحرب التي ارتكبها بحق المدنيين.
خالد السفياني : انتصار الثورة الليبية سيهزّ قلاع بقايا أنظمة الطغيان
اعتبر الناشط السياسي المغربي والمفكر القومي خالد السفياني في لقاء مع «الشروق» من الرباط ان انتصار الثورة الليبية سيكون له تأثير كبير على الزخم الثوري الذي تشهده المنطقة منذ أشهر.
تونس (الشروق)
دعا الاستاذ خالد السفياني الشعب الليبي الى العمل على تحقيق البناء الديمقراطي وارساء دولة تقوم على الكرامة والحرية والديمقراطية والى «دفن» الضغائن والأحقاد والنعرات والعرقية والاثنية، وفي ما يلي هذا الحوار.
كيف توصف أستاذ خالد، النتيجة التي انتهى عليها نظام القذافي... وكيف تقرأ آفاق المرحلة القادمة؟
اعتقد ان هذه النهاية هي نتيجة طبيعية للطريقة التي اعتمدها مع شعبه الذي حكمه بالحديد والنار منذ أكثر من أربعة عقود... وبالتالي الشعب عبر عن موقفه ورأيه وانتصر في انتزاع حريته ويمكن القول ان ما جرى يجب ان يكون خطوة نحو البناء الديمقراطي... ونحو دولة القانون اي ان تكون ليبيا بعيدة عن اي نزاعات عرقية أو إثنية... الأهم الآن هو بناء الدولة الليبية على أساس الكرامة والحرية والديمقراطية للمواطن الليبي... واعتقد ان هذا الشعب الذي انتصر على واحد من أخطر أنظمة الطغيان في المنطقة قادر على استكمال مسيرة الانتصار والوصول الى اللحمة بين أبناء الوطن الواحد واقامة قواعد الحكم الديمقراطي... فالشعب العربي قادر على اسقاط كل ديكتاتور وان على الانظمة الاخرى ان تأخذ العبرة مما جرى في ليبيا وان تسارع الى تمكين شعوبها من حقوقهما...
وهل ترى ان الطريق ستكون سالكة فعلا أمام الثورة الليبية لتحقيق الاهداف التي تفضلت بذكرها خاصة في ضوء التدخل الغربي في الشأن الليبي منذ أشهر؟
من المؤكد ان الغرب سواء أمريكا او أوروبا سيبذل كل مساعيه من أجل الهيمنة على ليبيا لكن الثوار بإمكانهم ان يتحرروا من هذه السيطرة... يجب ان يدرك الليبيون ان عروبتهم واسلامهم هما الأساس وان انتصارهم هو جزء من معركة عربية شاملة وان الثورة التي لا تتجه نحو التحرر من الهيمنة الخارجية ونحو نصرة قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين ليست ثورة يمكن ان تشكل انتقالا من حكم مستبد الى حكم عادل... أنا في الحقيقة لدي ثقة في القيادات الليبية الثائرة وأعرف أنهم يدركون مخاطر الهيمنة الغربية في ليبيا...وبالتالي فإن الامر لن يكون سهلا، ويجب اذن ان يقف الامر عند هذا الحد وان تترك للشعب الليبي حريته في تقرير مصير السيطرة على ثروات وطنه... وهذا شيء اعتقد ان أغلب قيادات الثوار مدركة له.
ما هو المفعول التي يمكن ان يضفيه انتصار الثورة الليبية على الثورات العربية الاخرى برأيك... هل تعتقد ان هذا «القطار» سيواصل «دحرجة» أنظمة أخرى؟
بالتأكيد الامور متصلة ببعضها البعض والاكيد ان ثورة تونس لعبت دورا كبيرا في اسقاط جدار الخوف عن المواطن العربي وفي الاطاحة بأنظمة الطغيان من عليائها... وبالتالي جاءت ثورة تونس وفتحت أبواب التغيير على المنطقة واتضح ان هناك لحمة عربية حقيقية.
طبعا ما جرى في ليبيا مساره كان مختلفا عن مسار الثورة في تونس ومصر حيث كان هناك تخوف من الاحتراب الداخلي... وكان هناك نوع من الجمود الذي لازم الثورة الليبية خلال الاشهر والأسابيع الماضية وهذا أحدث نوعا من الخلل بالنسبة الى بقية الثورات العربية...
وبالطبع فإن زوال هذه الغمة على الشعب الليبي سيكون لها مفعول كبير على المد الثوري في المنطقة وعلى حكّام هذه المنطقة اليوم ان يضعوا أمام أعينهم تجربة ليبيا وان يسارعوا الى تحقيق رغبات شعوبهم ومتطلبات الحرية والكرامة.
كاتب عربي : مطلوب عزل ليبيا عن الأصابع الدولية
تونس (الشروق)
أكد الدكتور نبيه برجي أن ليبيا تتواجد في موقع جغرافي حساس قد «يغري» الغرب بالاستيلاء على ثرواتها النفطية..
كيف ترى دكتور نبيه مرحلة ما بعد القذافي ...وهل تعتقد أن الحقبة الماضية بكل مخلفاتها وإرثها الكارثي قابلة للإصلاح والتغيير بسهولة؟
أعتقد أنه من حيث المبدإ سيحاول المجلس الانتقالي الليبي تجديد نفسه على ضوء ما جرى أخيرا على الأرض...ومن وجهة نظري فإنني أرى أنه لا بد أن تكون هناك هيكلية للمجلس الانتقالي الذي يتمتع بديناميكية ولا بد أن تكون أكثر نضجا من الديناميكية السابقة بالتأكيد عندما قرر حلف شمال الأطلسي التدخل في ليبيا لم يكن ذلك من أجل قيم إنسانية معينة وإنما انطلاقا من مصالح محددة وهو بالتالي سيحاول بطريقة أو بأخرى الضغط لإدارة الثروات الليبية..فأمريكا تريد وضع اليد على ليبيا لما يعنيه ذلك من الناحية الجيواستراتيجية ولما لذلك من تأثير على مصر وتونس ومع ذلك أرى أنه من الناحية الداخلية لن تكون هناك مشكلات بنيوية في إعادة هيكلة ليبيا ولكن أعتقد أن الخطوة الأولى التي يفترض أن يقوم بها المجلس الانتقالي هي عزل ليبيا عن الأصابع الدولية.
كيف؟
نحن نعلم الموضع الجغرافي الحساس لليبيا كما نعلم ما تمثله ليبيا من وزن استراتيجي مهم في المنطقة ولكن هناك فارقا كبيرا بين أن نتعامل الند للند وبين أن نكون مرتهنة لها...
الملاحظة هنا أن الولايات المتحدة حاولت الابتعاد عن الحلف الأطلسي في ما يتعلق بالتعامل مع ليبيا وكانت ضد أي موقف طلائعي تقوم به الدول الأوروبية...وبالتالي فإن ما أفهمه من هنا أن الادارة الأمريكية من خلال تصريحاتها هذه أرادت أن تطالب المجلس الانتقالي الليبي بإعادة إنتاج نفسه عبر أخذ الحقائق من الأرض بعد سقوط نظام القذافي والمبادرة إلى إعادة تشكيل نفسه بعد أن عاشت ليبيا في عشوائية وفي جماهيرية ضائعة على مدى العقود الماضية.
ما من شك في أن مسار الثورة الليبية كان مختلفا وأكثر صعوبة من مسار الثورتين التونسية والمصرية...السؤال هنا إلى أي مدى يبدو النموذج الليبي برأيك قابلا للتفاعل مع النموذجين الآخرين؟
أعتقد أن النموذج الليبي هو الذي يؤثر في المنطقة العربية وليس العكس...أنا أعتقد أن تونس لديها مشاكل ومصر لديها مشاكل ولكن بالتأكيد سيحدث تفاعل بين الثورة الليبية والثورة التونسية ولكن العامل النفطي سيكون مؤثرا جدا بالنسبة إلى الأمريكيين خصوصا وهذا أمر مختلف عن تونس ومصر.
الثورة الليبية بعيون تونسية: فرح بسقوط «دكتاتور»... ونجاح ثورة أخرى... وتخوّف من «التمرّد والفوضى»...
بعد اعتقال سيف الاسلام نجل العقيد الليبي معمر القذافي من طرف الثوار... وبعد ان تضاربت الانباء بين هروب القذافي الى الجزائر وبقائه في منزله في باب العزيزية في طرابلس... أيقن الشعب الليبي والشعب التونسي والشعوب العربية باحتضار نظام معمر القذافي.
«الشروق» نزلت الى الشارع التونسي وحاولت معرفة تفاعل وتحاليل التونسيين عن سقوط القذافي... وفترة ما بعد معمّر...
بداية الحديث كانت مع فتحي قمودي (موظف) الذي أشار الى أن نهاية العقيد الليبي معمر القذافي كانت منتظرة، وقال: «هذا دكتاتور آخر... وقد سقط...» وتفاءل بتحسّن الأوضاع بعد سقوط القذافي... في المقابل نأسّف لسقوط ضحايا وشهداء سيبقون في بال الثورة الليبية.
وقال فتحي إن الشعب الليبي قد عانى من استبداد وظلم دكتاتور... وعلى المحكمة الدولية تحقيق العدالة للشعب الليبي...
كما أشار الى أن هناك تحديات كبيرة لما بعد القذافي منها اصلاحات البنية التحتية... واعتبر أن اعتراف الحكومة التونسية في «الدقيقة 94» منطقي نظرا إلى حساسية موقع تونس... ووضعها الاستراتيجي...
سقوط الدكتاتور
بدوره عبّر مراد (عامل) عن سعادته بتداول أخبار عن خروج القذافي وهربه... وقال «هذا دكتاتور آخر يهرب... لقد تعرّض الشعب الليبي والشعب المصري والشعب التونسي الى مظالم من حكام مستبدين... لكن ما يحصد اليوم هو دليل على أن لكل ظالم أجله».
وتفاءل مراد بمستقبل الشعب الليبي ما بعد القذافي.
ومن جهته قال السيد بشير بن عاشور (موظف) ان المعطيات الاخيرة الواردة من إيقاف ابن القذافي وعدم امتثال الثوار لقرارات المجلس الانتقالي تنبئ ببوادر تمرّد... وأنه متخوف من حصول فوضى في ليبيا...
وذكّر بأن الثورات العربية قد قامت لأجل الكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، لذا فمن الضروري أن يسود الاحترام والتعامل الحضاري بين الشعب الليبي في فترة ما بعد الثورة كي تكتسب التحديات.
وقلّل السيد بشير من أهمية موضوع مكان وجود القذافي سواء داخل ليبيا أو خارجها، معتبرا أن حكمه قد انتهى... وقال: «لقد تحقق المهم... فهذه الثورة قد أطاحت بهرم السلطة لتحذو الثورة الليبية جنب نجاح الثورة التونسية والثورة المصرية».
ولم ينف السيد بشير تخوفه كمواطن تونسي من الفوضى في فترة ما بعد القذافي... وبين أن هذا الموضوع مقلق... ونوّه بكلام رئيس الحكومة الانتقالية الليبية مصطفى عبد الجليل واعتبره شخصية متوازنة وحكيمة.
تاريخ... وكواليس
أما السيد حسين الماجري (موظف) فدعا الله بحسن العاقبة قائلا «ربي يقدر الخير»... معتبرا ان ما حدث هو نجاح ثورة، لكنه وفي المقابل شكك في اعتبار القذافي «دكتاتورا»... مفسّرا أن الشعوب تجهل الكثير من الخفايا والخلفيات والكواليس... مذكّرا بأن القذافي هو الآخر قام بثورة وأخرج الاستعمار وقاوم الولايات المتحدة الامريكية.
وأضاف أن نظام معمر القذافي هو نظام فيه ايجابيات وسلبيات... كما حذر من مستقبل ليبيا بعد الثورة خاصة أن ل «معمّر» أنصارا في مصراتة وبن غازي وفي الخارج... وقال إنه لولا حلف النيتو الذي ساعد «الثوار» لم تكن الثورة الليبية لتنجح... وهو ما يطرح تحديات وأسئلة حول الدور الخارجي في الحكم الليبي في ما بعدالثورة... واعتبر السيد حسين ان موقف تونس كان منطقيا في حيادها حتى اللحظات الاخيرة من القضية الليبية نظرا إلى حساسية الوضع.
نجاح... وتخوف
تفاءل مراد سعيداني (كاتب عدل تنفيذ) بمستقبل ليبيا بعد القذافي... قائلا إن ما يحدث اليوم هو بوادر خير... وانه لا وجود لتخوّف من فترة ما بعد القذافي فالاوضاع ستزدهر في ليبيا وكذلك في تونس...
وعلى عكس مراد أبدى حسن (موظف) تخوّفه من فترة ما بعد سقوط القذافي خاصة وأن الاسلحة مازالت بيد الشعب والثوار... وقال ان التخوف هو من انعكاسات الوضع في ليبيا على الحدود التونسية...
وفي المقابل اعتبر أن خروج القذافي سيمكن من بناء دولة أكثر ديمقراطية بعيدا عن الحكم الواحد قائلا: «لقد تحققت رغبة الشعوب الباحثة عن العدالة والديمقراطية... انها العدالة الالهية بعد الظلم الذي تعرض له الشعب الليبي والتقتيل... وهي رغبة الشعوب في رسم مصيرها والتعبير عن ارادتها».
وتفاءل حسن بمضي بقية الشعوب العربية في النضال من أجل ان يسري نجاح الثورة التونسية في بقية البلدان كما سرت في ليبيا ومصر.
ابتسام جمال
صور: طارق سلتان
مصادر أمنية
منصور والمحمودي ليسا في جربة
جربة «الشروق»:
تداولت مساء أول أمس الأحد أخبار تشير الى وجود مسؤولين ليبيين بارزين وهما عبد اللّه منصور والبغدادي المحمودي بنزل «بارك اين» بجزيرة جربة وهو خبر أوردته قناة «الجزيرة» وقد اتجهت «الشروق» صباح يوم أمس الاثنين الى النزل المذكور.
وقد كانت الحالة عادية جدا أمام النزل، فلم نلاحظ أي تواجد أمني باستثناء مرور دورية للجيش من أمام النزل ثم توقفها لبعض الوقت. ولقد اتصلت «الشروق» برئيس الدورية وسألته عن مدى صحة الأخبار التي تحدثت عن وجود اشتباكات بين ليبيين تابعين للكتائب وآخرين من الثوار وذلك أمام النزل المذكور فجر يوم أمس الاثنين. وحسب ما ذكره المسؤول من الجيش، فإن تلك الأخبار لا أساس لها من الصحة وأن كل ما حدث وتنقل العديد من السيارات الليبية وأثناء سماعهم خبر وجود منصور والمحمودي بالنزل وأكد نفس المسؤول أنه لم تحدث أي اشتباكات وكل ما حدث هو تعبير هؤلاء الليبيين عن أفراحهم بعد الانتصارات التي تحققت بمدينة طرابلس. كما نفى المسؤول وجود منصور والمحمودي بالنزل.
عادل بوطار
الأحزاب التونسية: إشادة بإنجازات الثوار... وتفاؤل بمستقبل مشترك
تفاعلا مع التطورات الميدانية الاخيرة التي أفضت الى سيطرة الثوار الليبيين بشكل كامل على طرابلس رصدت «الشروق» مواقف الأحزاب الوطنية.
تونس (الشروق) عبد الرؤوف بالي:
التكتل الديمقراطي: من أجل العمل والحريات
على اثر انتصار ثورة الشعب الليبي الشقيق وانهيار الحكم الاستبدادي الذي حكم البلاد بالقهر والعسف أكثر من 40 عاما يحيى التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بكل اعتزاز هذا النصر العظيم الذي أنجزه الشعب الليبي البطل بكل فئاته ومكوناته كما يترحم التكتل على أرواح الشهداء الأبرار الذين قضوا فداء للوطن وانجازا لثورته المباركة التي نالت إعجاب العالم وتقدير المجتمع الدولي بأسره وأدخلت ليبيا التاريخ مرة أخرى ومن الباب الكبير.
وأن حزب التكتل الذي يتابع يقظة واهتمام ما يجري الآن على الساحة الليبية ليترقب ساعة الحسم النهائي وانتصار كل القوى المحبة للحرية والكرامة والانعتاق.
وان أجواء الاحتفالات التي عاشتها العاصمة وعدة مدن تونسية مساء أمس ماهي إلا دليل ساطع على أن تونس وليبيا تشكلان شعبا واحدا له نفس التطلعات نحو الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة في إطار الاحترام والإخاء المتبادلين بين كل المواطنين.
عاشت الثورة الليبية وعاش الشعب الليبي الشقيق وعاشت الأخوة الليبية التونسية أبد الدهر.
الأمين العام د. مصطفى بن جعفر
محمد براهمي (حركة الشعب): أخشى من صومال جديد
الوضع في ليبيا لا يفرح صديقا ولا عدو بالتأكيد النظام انهار ولم يعد له اية فرصة للبقاء في الحكم ونأمل أن لا تتحول الأمور إلى انتقام وتصفية حسابات فالشعب محافظ على التركيبة القبلية.
نخشى أن تتحول الأمور إلى حرب أهلية ونتمنى أن يتحلى إخواننا بالحكمة والصبر فهناك متطرفون يحاولون الانتقام من التاريخ فقد شاهدنا مثلا في طرابلس ازاحة اللوحة على شارع جمال عبد الناصر لا نعرف ما المقصود من ذلك.
أضاف أتمنى أن لا تقع في ليبيا فظاعات وأتمنى أن لا يحدث ذلك كما أدعوا الجميع إلى الحكمة وحقن دماء الشعب الليبي الذي لا يستحق أن يحتل من هذا الطرف أوذاك.
كما أن قضايانا كعرب يجب أن تحل داخليا وتدخل الأجنبي لا يزيد الأمور إلا تعقيدا ولولا تدخل الناتو لحلت الأمور بأقل التكاليف وتجربة العراق مازالت ماثلة أمامنا وكيف انتهت الأمور إلى فضاعات لم يشهد التاريخ مثلها.
أنا اختشى أن تتحول ليبيا إلى صومال جديد ويبنى حاجز بين أبناء الشعب الواحد وتصبح ليبيا مرتعا للصوص النفط وتصبح وكر للتطرف بكل أنواعه.
سليم الرياحي (الاتحاد الوطني الحر): دماء الشهداء تبني ليبيا الجديدة
يتابع حزب الاتحاد الوطني الحر باهتمام شديد آخر التطورات على الساحة السياسية في القطر الليبي الشقيق، ويعبّر عن دعمه الكامل ومساندته المطلقة لثورة الشعب الليبي إيمانا منه بحق الشعوب في تقرير مصيرها والتخلص من أغلال القمع والقهر والاستبداد.
واذ يترحم حزب الاتحاد الوطني الحر على أرواح شهداء الثورة الأبرار فإنه يأمل في أن تساهم دماؤهم الزكية في بناء ليبيا جديدة تضمن لمواطنيها التعايش السلمي في كنف الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
محمد البصيري بوعبدلي (الحزب الليبرالي المغاربي): لبنة أولى في بناء الاتحاد المغاربي
في سياق دعمنا اللامشروط لإخواننا الليبيين في نضالهم من أجل الحرية والديمقراطية نهنئ الشعب الليبي الشقيق بهذا النصر الثمين الذي كان ثمرة شجاعته واستماتته في استرجاع كرامته.
كما نجدد التزامنا بالوقوف إلى جانب الأشقاء الليبيين لإرساء مستقبل يوفر لكلا شعبينا العيش في كنف العدالة والديمقراطية.
ويعتبر الحزب الليبيرالي المغاربي انتصار الشعب الليبي لبنة أولى في بناء الحلم المغاربي.
محمد الوزير (افاق تونس): عهد جديد قوامه الوحدة
حقّقت الثورة الليبية نصرا كبيرا في حجم التضحيات التي دفعها الشعب من آلاف الشهداء والجرحى. أن هذا اليوم لهو يوم عظيم آخر في تاريخ العرب الحديث، يوم يخطّ أحداثه الشعب الليبي الشقيق الذي أراد أن يطوّع قدره وأن يكسر قيوده بالتخلص من أحد أعتى طغاة هذا الزمن لذلك فإن هذا النصر هو نصر الأشقاء في ليبيا بقدر ما هو نصر للشعوب العربية كافة. أن حزب افاق تونس وهو يحيي شهداء الثورة الليبية داعيا الله أن يتقبلهم بواسع رحمته ليدعو إخواننا في ليبيا أن يتوفقوا إلى تدشين عهد جديد قوامه الوحدة الوطنية في ظل الحرية والديمقراطية ولما فيه الرخاء لأفراد الشعب الليبي كافة وفي كنف التعاون مع جميع شعوب المنطقة.
صفاقس تعيش على وقع تطورات الأحداث بليبيا
احتفالات حتى مطلع الفجر... و«علم الثورة» : على أعلى القنصلية الليبية
مدينة صفاقس التي يقدر عدد المقيمين فيها من القطر الليبي الشقيقي ب100 ألف مهاجر في هذه الفترة، لم تعرف ليلة أول أمس النوم حتى ساعات الفجر الأولى وهي تواكب تسارع أحداث الثورة بالجارة الجنوبية.
«الشروق» مكتب صفاقس
الأخبار المتعاقبة والتي خفقت لها القلوب وحبست لها الأنفاس، حركت الأشقاء الليبيين وخاصة منهم المحسوبين على الثوار فخرجوا بأعداد غفيرة على سياراتهم وكأنهم يستبقون حدث سقوط القذافي بين أيدي الثوار ليعبروا على طريقتهم عن ابتهاجهم بالحدث السعيد ..
شوارع صفاقس امتلأت بالسيارات والمترجلين رجالا ونساء وشبابا وأطفالا... بالثوار وبالمتعاطفين معهم من مدينة صفاقس وما أكثرهم، وقد رفع الجميع أعلام «الثورة» أو قل علم إدريس السنوسي، وهللوا وكبروا وصاحوا في تناغم وفي غير تناغم تعبيرا عن فرحتهم التي عرفت لحظات ذروتها حين الإعلان عن اعتقال سيف الإسلام نجل معمر القذافي...
المحسوبون على النظام الليبي والمقيمون بصفاقس في هذه المدة، لم يتواروا ليلة أول أمس عن الأنظار تحسبا إلى ردة فعل غير مرتقبة من الثوار، بل سرعان ما انصهروا في أجواء الثورة مستفيدين من تطمينات رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل في عدم الإنتقام أو التشفي من التابعين لنظام القذافي...
الظروف الأمنية المستقرة بصفاقس خلال هذه الفترة، شجعت الفرقاء الليبيين المقيمين بالجهة إلى الإلتقاء عن قرب بالشوارع والساحات العامة دون أدنى مناوشات أو اتهامات، وقد تدعمت الفرحة الليبية بتباريك أهالي صفاقس للأشقاء حتى ساعة متأخرة من فجر يوم أمس .
القنصلية الليبية بصفاقس فضلت يوم أمس الإثنين غلق أبوابها في وجوه المواطنين الليبيين بعد أن استقر على أعلى بنايتها علم الثورة الليبية الذي أخذ مكان العلم الأخضر للنظام القذافي بعد أن فقد النظام كل دعم له من الليبيين المقيمين بصفاقس سواء منهم من غادر وطنه هروبا من الحرب أو للتداوي أو تجنبا للدخول مع أي طرف دون غيره .
وقد شهد مقر القنصلية تعزيزات أمنية من قوات الجيش الوطني و الأمن مع نشر الأسلاك الشائكة بالشوارع المحيطة بالقنصلية تحسبا لأي طارئ .
أجواء الاحتفالات التي شملت اغلب شوارع المدينة ورفع فيها العلم الليبي مع العلم التونسي، تواصلت صباح يوم أمس بصفاقس، فعطش يوم الصيام لم يثن بعض الأشقاء للخروج من حين إلى آخر على سياراتهم منادين بسقوط معمر القذافي الذي يعيش أحلك ساعات حياته في هذه الفترة بعد 42 عاما من الحكم الفردي ..
راشد شعور


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.