من منكم زار مدينة حلق الوادي ليلة أول أمس؟! ألم تستمتعوا بتلك الحركية والأجواء المنعشة، التي جمعت بين التثقيف والترفيه في سهرة حضرت فيها الفرجة وامتزجت فيها الموسيقى بالرقص الافريقي والتنشيط. «بصراحة الأمن موجود والأجواء ممتعة كما ترون، نشرب قهوة... نشم «مشموما»، ونستمتع بتلك العروض المتنوعة»... هكذا حدثنا السيد علي (موظف) في الأثناء كانت الدمى العملاقة تجوب الشارع الرئيسي بمدينة حلق الوادي وخلفها بعض أفراد المجموعة الموسيقية السينغالية التي أثثت احدى فقرات حفل ليلة أول أمس في اطار مهرجان حلق الوادي. حفل قالت عنه الآنسة «دنيا» (طالبة) إنه متنفس لأهالي حلق الوادي وزائريها حتى يستمتعوا بالكلمة الهادفة والمغنى الجميل والموسيقات المتنوعة شبابية كانت أم ملتزمة أم طربية». دمى عملاقة في البدء كانت الفرجة حاضرة، فمنذ الساعة الثامنة مساء تقريبا. انطلقت الاحتفالات في الشوارع الرئيسية بمدينة حلق الوادي وخاصة شارع روزفيلت عبر تنشيط الدمى العملاقة، وعددها ثلاثة مختلفة الألوان منها الأبيض ومنها الأسود يتنقلون في تأن وبابتسامات أحيانا وعديد المتابعين من الأسر والشباب، يصوّرونهم ويأخذون معهم صورا تذكارية. «تلك هي أجواء الصيف الحقيقية»، يقول السيد علي ويضيف: «في حلق الوادي، تقضي أمتع الأوقات ويحلو لك الاصطياف، فكما تلاحظون البحر من أمامكم، والتنشيط يحيط بكم من كل مكان... أظنّ أنّ هذا ما يطلبه التونسي عموما...». «أولاد المناجم» إلى جانب التنشيط، نظمت إدارة مهرجان حلق الوادي حفلا فنيا أثثت جزأه الأول مجموعة «أولاد المناجم»، وكان من المفترض أن يقام هذا العرض في ساحة «البراطل»، لكن بحكم عدم توفر الاضاءة تطلب الأمر التنقل الى وسط الشارع في ركح صغير بالساحة الرئيسية بقلب مدينة حلق الوادي. هناك قدم «أولاد المناجم» عرضا أدّوا خلاله مجموعة من أغانيهم المعروفة والجديدة. فغنوا للحريةوللأم والوطن وللثورة والثوار ولضحايا المناجم. فجاءت أغاني «شعب» و«إنت يا وردة» و«يالّي ما تعرفيش حالي» و«سخط أم» و«يا ثوار العالم» و«الدّاموس». «أولاد المناجم»، اختاروا لباسا موحدا، يتلاءم مع تسميتهم كمجموعة موسيقية ملتزمة، فارتدوا سراويل «دجينز» متقاربة الألوان وميدعات زرقاء مما يصطلح عليه في الدّارجة ب«الدنڤري». أجواء افريقية ومن اللون الأزرق الى الألوان الزاهية التي اشتهرت بها المجموعات الموسيقية في كل الدول الافريقية (افريقيا السوداء)، حيث فسح «أولاد المناجم» المجال للمجموعة الموسيقية السينغالية التي رافقها ثلاثة شبان يحترفون ألعاب «السيرك»، فكانت الفرجة وكان الامتاع بعد الأغاني الهادفة والملتزمة لأولاد المناجم. نهاية حفل، استمتع فيه الحاضرون وحتى المتنقلون بشوارع مدينة حلق الوادي بحيوية الموسيقى الافريقية، السينغالية المرتكزة أساسا على الآلات الايقاعية والرقص الذي يبرز ثقافة الشعوب الافريقية عموما والشعب السينغالي على وجه الخصوص. هكذا إذن يمكن القول إن مدينة حلق الوادي عروض الصيف تتجلى في مهرجانها وتتجمّل بشاطئها، لتكون قبلة للثقافة والسياحة أو إن شئنا ، قبلة السياحة الثقافية.