إضافة الى جمال عين دراهم وطبيعتها الخلابة، فإنها تفتقر الى الكثير من أسباب التنمية ولعل أبرزها مصنع للخزف خصوصا أن المادة الأولية متوفرة بكثرة وأكثر من ذلك فهي تستخرج لتصنعa في مناطق أخرى تزخر منطقة عين دراهم بالعديد من الموارد الطبيعية الهامة كالخفاف والصنبور والريحان والذرو والفطر وكذالك الديلومي وهي مادة طينية توجد بمنطقة اولاد هلال من عمادة سلول التي تبعد على مدينة عين دراهم بحوالي 7 كلمترات هذه المادة الاولية هي اساس صناعة الفخار والعديد من الاواني الخزافية في كامل تراب الجمهورية ما جعل الكثير من المصنعين يقبلون على التزود بها من هذه المنطقة فتستخرج هذه المادة من باطن الارض ثم تحمل بواسطة الشاحنات الى مناطق معروفة بالصناعات الخزفية فيقع عجنها وخلطها بمادة اولية اخرى ثم قولبتها وبيعها الى الحرفيين الذين يحولونها الى اواني فخارية يقع بيعها في الاسواق الداخلية ومنها ما يقع تصديره الى خارج تراب الجمهورية. وان كانت هذه المادة قد ساهمت بقدر كبير في تشغيل العديد من اليد العاملة وخلقت العديد من موارد الرزق خاصة ببعض المناطق المعروفة بصناعة الخزف ودرت الكثير من الاموال على اصحاب معامل العجن والقولبة وغيرهم فان متساكني عين دراهم والذين هم في اشد الحاجة الى التشغيل لم ينالوا منها سوى القليل من الدخل المحدود لايام عمل معدودة لاينتفع بها سوى قلة من المواطنين القاطنين بالقرب من مكان استخراج هذه المادة. وتجدر الاشارة ان في عهد الاستعمار لبلادنا وقع احداث مصنع للخزف وصناعة الفخار بجهة بلفيري المحاذية لمدينة عين دراهم واختص بصناعة فخارية تمتاز بطابعها الجبلي لما تنفرد به من رسومات جميلة على هذه الاواني تجسم المناظر الطبيعية الخلابة والحيوانات البرية الموجودة بالجهة ووقع استغلال هذه المادة في هذه الصناعات التي ساهمت بقدر كبير في تشغيل العديد من اليد العاملة لابناء الجهة وانتشالهم من البطالة والفقر وقد تواصل نشاط هذا المصنع لعدة سنوات بعد الاستقلال ثم بدا انتاجه يتقلص تدريجيا الى ان توقف أو كاد يتوقف نهائيا عن الانتاج وهو ما سيؤدي حتما الى اندثار احدى اهم الصناعات التقليدية بالجهة وبما ان هذه المادة متوفرة بالقدر الكافي واللازم فلماذا لا يقع استغلالها وبعث مصنع للاواني الفخارية والخزفية فيساهم في امتصاص البطالة وتشغيل العديد من الشبان العاطلين عن العمل ويساهم في المحافظة على هذه الصناعات التقليدية وينقذها من الاندثار والزوال.