كشف تقريران فلسطينيان أن عشرات الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الاسرائيلي يعانين من تعذيب نفسي وجسدي وحشي على يد محققين وضباط وجنود اسرائيليين يبتكرون أساليب مختلفة لقهرهن، فيما وصل عدد الأطفال المعتقلين الى ثلاثة آلاف، من بينهم مئة مثلوا امام المحكمة وفق ما نقلته صحيفة الحياة العربية. ونقلت «جمعية الأسرى والمحررين» (حسام) شهادات أسيرات عن بعض من جرائم إدارة السجون في حقهن. وأفادت الجمعية في تقرير أنها تلقت أخيراً افادات وشهادات حية من الأسيرات تشير الى الوضع اللاانساني والقاسي الذي يعشنه في سجن «هشارون» المؤلف من 11 قسماً يحوي كل منهم 12 غرفة. ومعروف أن اتفاقية جنيف الرابعة تعتبر أساليب الضرب والحرمان من النوم واستخدام الموسيقى الصاخبة والتفتيش الجسدي العاري والتحرش الجنسي والاغتصاب التي يُتهم الجيش الاسرائيلي باستخدامها، «جرائم حرب». وجاء في احدى الافادات التي عرضتها «حسام» أن الأسيرة عبير عودة تعرضت للضرب على وجهها مرات على يد سجّانين بعدما رفضت الخضوع لتفتيش عارٍ. وقالت عودة إن ادارة السجن عاقبتها «بالشبح على السرير لمدة اسبوع (واحد)»، وعُزلت في زنزانة لمدة 10 أيام تعرضت خلالها للضرب المبرح، علماً أنها تعاني من قرحة في المعدة. وأشارت الأسيرة نورة شلش الى أن الأسرة التي ينمن عليها مبللة ورطبة. وقالت إن نوافذ غرف السجن مغلقة بألواح تحرمهن من أشعة الشمس والهواء النقي، كما شكت من سياسة التفتيش العاري، مشيرة الى أن السجانين يعتدون بالضرب المبرح على أي أسيرة ترفض الانصياع الى هذا الاجراء. ولفتت «حسام» في تقريرها الى الطفلين نور (10 أشهر)، ووائل (عام واحد) اللذين ولدا داخل السجن حيث تقبع والدتاهما منال غانم وميرفت طه. ونقلت الجمعية عن الأسيرة جلاء ابو عجمية المحررة من سجون الاحتلال قولها إن الاسيرة غانم المريضة مرت أخيراً بظروف صحية صعبة جداً نتيجة سوء التغذية، وغياب العناية الصحية اللازمة لأم مرضعة مثلها. وقالت أبو عجمية إن الطعام الذي تقدمه ادارة السجن الى الأسيرات، خصوصاً المريضات منهن «سيىء». وأعربت عن قلقها على حياة الطفل نور الذي عانى الشهر الماضي من ضيق في التنفس واضطراب في دقات قلبه، علماً أن ادارة السجن رفضت زيادة مدة خروجه ووالدته للنزهة اليومية في باحة السجن المعروفة بين الأسرى ب»الفورة».