أجرى رئيس الوزراء العراقي المعين إياد علاوي محادثة قصيرة مع وزير الخارجية الصهيوني سيلفان شالوم تخللها مزاح ومصافحة وهو اللقاء الاول بين مسؤول عراقي وآخر اسرائيلي يحدث علنا منذ نكبة 1948. وعلق مراقبون ان لا صدفة في أمور سياسية كهذه، فهي عملية معدة مسبقا ولها أغراضها وأهدافها. وتوقعت مصادر عراقية أن يواجه علاوي عاصفة من الانتقادات داخل العراق لمصافحته شالوم وتبادل الحديث معه في مقر الاممالمتحدة. ورغم أن شالوم تبادل عبارات مقتضبة مع علاوي معربا عن أمله في أن يأتي يوم يسود فيه السلام بين الشعوب الا ان خطورة الحدث تكمن في أنه جاء وسط اتهامات داخلية وعربية لحكومة علاوي بالسماح بتغلغل اسرائيلي في العراق ووجود خبراء اسرائيليين وتجار فيه اضافة الى اتهامات توجه للموساد بالمسؤولية عن اغتيال العلماء وأساتذة الجامعات العراقية. ومنذ بداية الغزو الامريكي للعراق تحدثت تقارير عن تصريحات «لتدفئة العلاقات» صادرة عن مسؤولين عراقيين واسرائيليين كما دار حديث عن دفع تعويضات لليهود الذين هاجروا من العراق. وقال شالوم ومسؤولون اسرائيليون آخرون ان المحادثة القصيرة التي تخللتها مجاملات ومصافحة جرت على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة قبيل بدء المناقشات وفقا للترتيب الابجدي حيث كان الاسرائيليون جالسين الى جانب العراقيين. وأوضح شالوم للصحفيين لدى عودته الى فندق مانهاتن الذي ينزل فيه، كنا جالسين الى جانب بعضنا البعض وشكّل ذلك فرصة للتحدث مع بعضنا وأضاف شالوم تصافحنا وقلت له إني آمل في أن يستتب الأمن والسلام في مستقبل قريب فابتسموا جميعا وصافحوني وهذا كل ما في الأمر. وكان مسؤولان آخران يرافقان علاوي تحدث معهما شالوم ووفده. وأبلغ شالوم الصحفيين أن هذا هو أول اتصال رسمي بين مسؤول اسرائيلي ومسؤول عراقي منذ الحرب على العراق وأضاف ان المسؤولين الامريكيين أبلغوا اسرائيل منذ أكثر من عام بأنه من الوارد أن يوقع الطرفان يوما ما اتفاق سلام. وكان الوزير الاسرائيلي صرح في جوان الماضي بأن تل أبيب ترغب في إقامة علاقات ديبلوماسية مع العراق لكن قرار ما اذا كان ذلك سيحصل يبقى بيد بغداد. وأوضح شالوم أن الامريكيين لا يرون أي سبب في عدم توقيع معاهدة سلم في المستقبل القريب بين اسرائيل والعراقيين، لكنه قال هذا ليس سهلا فالعراق دولة عربية وتتعرض للضغوط. ويأتي هذا الحدث بعد أيام من عاصفة سياسية واعلامية اثارتها زيارة غير رسمية الى اسرائيل قام بها الاسبوع الماضي مثال الالوسي الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه أحمد الجلبي. وفي أول انتقاد لمصافحة علاوي لشالوم قال رئيس تحرير موقع «العراق للجميع» على الانترنت سرمد عبد الكريم، اننا نعتبر المصافحة تمت مع ممثل العدو لان العراق لازال في حالة حرب رسمية مع اسرائيل. وتساءل عبد الكريم عمن خوّل لعلاوي مصافحة شالوم وقال ان كان اللقاء شخصيا فهذا شأنه أما الآن فهو رئيس حكومة العراق والمصافحة هنا ليست شخصية والمزاح هنا ليس لغرض المزاح بل لغرض إذابة الجليد النفسي واعداد البلد للمرحلة القادمة بإقامة علاقات رسمية. وتساءل عما اذا كان علاوي قد بدأ المصالحة مع اسرائيل بدلا من المصالحة الوطنية وقال أين جمعيتنا الوطنية وأين حكومتنا العتيدة من هذه التصرفات فهل سيستمر ذبح العراق علنا بهذه الطريقة.