اعادت الولاياتالمتحدة ودول غربية وكذلك الكويت العلاقات الديبلوماسية المقطوعة مع العراق بعد تنصيب الحكومة المؤقتة في بغداد التي قد تفتح باب التطبيع امام الجميع بما في ذلك الكيان الصهيوني وهي الرغبة التي عبّر عنها صراحة وزير الخارجية الاسرائىلي. وبعد ساعات من رحيل بول بريمر وصل السفير او الحاكم الامريكيالجديد جون نغرو بونتي ليدير اضخم سفارة امريكية في الخارج في وقت تستعد فيه واشنطن لدعم «السيادة» العراقية بمزيد من القوات. وبالتزامن تقريبا مع وصول نغروبونتي الى بغداد، كانت واشنطن قد اعلنت عن عودة العلاقات الديبلوماسية مع العراق التي قطعت عام 1990 بسبب ازمة الخليج.. سيل تطبيع وفي بغداد اعلنت السفارة الامريكية التي يقع مقرها في احد القصور الرئاسية داخل ما يعرف بالمنطقة الخضراء ان الولاياتالمتحدة اقامت امس علاقات ديبلوماسية مع الحكومة العراقية. وقدم امس السفير او الحاكم الامريكي الجديد (الذي لن تكون صلاحياته على الارجح اقل من صلاحيات بريمر) اوراق اعتماده للرئيس العراقي المؤقت غازي عجيل الياور وذلك غداة «نقل السلطة» الى حكومة اياد علاوي. وكما بالنسبة الى السفير الامريكي الذي كان قد تفقد الليلة قبل الماضية مختلف اقسام السفارة، قدم امس سفيرا استراليا والدنمارك اوراق اعتمادهما الى الياور. وكان وزير الخارجية الفرنسي «ميشال بارنييه» قد ابدى اول امس استعداد بلاده لاستئناف العلاقات الديبلوماسية مع العراق بأسرع ما يمكن. وبعد 14 عاما من القطيعة اعادت الكويت اول امس رسميا العلاقات الديبلوماسية مع العراق. ونقلت وكالة الانباء الكويتية عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله ان بلاده ستعيّن في وقت لاحق سفيرا لها في بغداد. ولوحظ ان الكويت اتخذت هذه الخطوة بالتزامن مع استئناف العلاقات بين الولاياتالمتحدة والسلطة الجديدة القائمة في بغداد. و»انعشت» التطوّرات الجديدة آمال الكيان الصهيوني في ان يطبّع مع السلطة المؤقتة في بغداد. وفي مقابلة تلفزيونية اذيعت امس صرح وزير الخارجية الصهيونية سيلفان شالوم بأن تل ابيب تأمل في اقامة علاقات ديبلوماسية كاملة مع العراق قائلا ان القرار يعود في نهاية الامر الى الحكومة القائمة في بغداد. وفي المقابلة التي اذاعتها مساء امس محطة «الحرّة» التلفزيونية الامريكية قال شالوم ان الكيان الاسرائىلي يأمل في ان تكون له علاقات مع كل الدول العربية مضيفا انه يعتقد ان لا سبب يدعو الى مقاطعة هذا الكيان. وحسب الوزير الاسرائىلي فإنه لا يوجد ما يمنع قيام علاقات بين الكيان الصهيوني والعراق طالما انه لانزاع بينهما على الارض. وأشار شالوم الى وجود «رجال اعمال» اسرائىليين ينشطون في كردستان العراق قائلا انهم لا يهددون مصالح تركيا في الشمال العراقي. وكانت تقارير متطابقة اكدت تفاقم نشاط المخابرات الصهيونية في شمال العراق تحت ستار الأنشطة التجارية. دعم الاحتلال وتذهب مختلف التحليلات في اتجاه التشديد على استمرار الهيمنة الامريكية على العراق في ظل وجود حوالي 140 الف جندي امريكي زيادة على آلاف البريطانيين وقوات من دول اخرى وهو ما يعني ان الاحتلال زال من على الورق فقط. وتستعد وزارة الدفاع الامريكية لارسال مزيد من القوات الى العراق في وقت يكرّر فيه الرئيس الامريكي تصريحاته «الاستعراضية» حول عودة «السيادة والحرية» الى الشعب العراقي. ويعتزم البنتاغون ارسال 5600 جندي من الاحتياط الى العراق خلال هذا العام. ويفترض ان يرسل البنتاغون في المجموع 20 الف عسكري اضافي لدعم القوات المنتشرة في العراق. وكان الرئىس الامريكي قال اول امس ان قوات الاحتلال ستبقى طالما تطلب فرض الاستقرار بقاءها هناك. غير ان عودة الاستقرار قد تتطلب في الواقع سنوات طويلة باعتبار ان مقاومة الوجود الامريكي ستستمر طالما ان هذا الوجود قائم. اما رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير فقال من جهته في مقابلة اذاعتها امس محطة «العراقية» التلفزيونية ان القوات البريطانية باقية في العراق طالما لم تطلب منها سلطات بغداد الجديدة الرحيل.