تبدو بطولة هذا الموسم مختلفة تماما عن السنوات والمواسم الماضية... فالبطولة الحالية والتي انطلقت يوم 17 أوت الماضي وتوقفت في عديد المرات بدت على غير العادة حماسية ولئن تراجعت بعض الأندية مثل الملعب التونسي الذي فاجأ الجميع رغم امتلاكه لمجموعة محترمة من اللاعبين... في المقابل عاد النادي الصفاقسي والنادي الافريقي للاقتراب أكثر فأكثر من النجم الساحلي والتري الرياضي كما أن المدربين لطفي البنزرتي وعلي السلمي تركا انطباعات طيبة من خلال نتائج ومستوى كل من الاتحاد المنستيري ومستقبل المرسى خلال الجولات الماضية. تحية لا بد منها لكل من الاتحاد الرياضي المنستيري على بدايته القوية والتي جعلته يحقق أربعة انتصارات متتالية... ومعه مستقبل المرسى الذي عاد خلال الجولات الأخيرة ليحقق انتصارات داخل وخارج ميدانه لينتج عن ذلك تجمع في المراتب الأولى اذ هناك نقطتان تفصلان ما بين صاحب الطليعة النادي الصفاقسي (له 14 نقطة) وصاحب المرتبة السادسة مستقبل المرسى (له 12 نقطة) وهو مؤشر ايجابي على أن بطولة هذا الموسم ستكون حماسية للغاية بعد أن برزت بعض الأندية لتلتحق بالأقوياء نتمنى أن يتواصل هذا التحسن وهذا التشويق خلال المباريات والجولات المقبلة. النتائج المبدئية تؤكد أن مسابقة هذا العام فيها الكثير من صفات القوة والاحترام والتشويق والمفاجآت خاصة اذا ما تواصلت انتصارات الفرق الزائرة التي ميزت عديد النتائج خلال نصف ذهاب هذا الموسم. الافريقي غير مستقر المتأمل في نتائج النادي الافريقي يلفت انتباهه دون أدنى شك نجاح هذا ا لفريق مع الأندية الكبيرة بالفوز على النادي الصفاقسي والنجم الساحلي والتعادل ضد الترجي الرياضي لكن نفس الفريق فشل ضد كل من النجم الخلادي والأولمبي للنقل وكلاهما متواجد في آخر مرتبتين ثم انه نافسهما بملعب المنزه وكان المنطق يرشح الافريقي للفوز في اللقاءين لكن الحقيقة كانت غير ذلك تماما... هدف وحيد... النجم الخلادي وبعد مرور سبع جولات بتمامها وكمالها تمكن من تسجيل هدف وحيد وكان ذلك خلال الجولة السادسة وتمكن بفضله من تحقيق فوزه الوحيد حتى الآن وكان ضد الملعب التونسي بملعب نابل... في المقابل دخلت شباكه سبعة أهداف بمعدل هدف لكل مباراة... ربما اعتماد هذا الفريق على الدفاع المبالغ فيه هو الذي جعل هجومه شبه غائب حتى الآن. بلا فوز حتى نهاية الجولة السادسة تمكنت كل الأندية من تحقيق فوز واحد على الأقل ما عدا كل من الأولمبي الباجي والنادي الأولمبي للنقل فالفريق الأول انهزم مرة واحدة وكان ذلك خلال الجولة الثالثة ضد الاتحاد الرياضي المنستيري أما بقية مبارياته فقد انتهت كلها بالتعادل وهي سلسلة طريفة والحق يقال أما الفريق الثاني فهو الأولمبي الذي تعادل في مناسبتين وانهزم خمس مرات فمتى يعود كلاهما لتحقيق الانتصارات؟ الأولمبي «يكبر» مع الكبار النادي الأولمبي العائد لأندية النخبة وبعد خمس هزائم متتالية تمكن خلال الجولتين السادسة والسابعة من افتكاك التعال ضد النادي الصفاقسي بملعب زويتن قبل أن يجبر النادي الافريقي على اقتسام النقاط منذ أيام فهل هي العودة التدريجية لفريق الملاسين. الأولمبي سجل حتى الآن هدفين فقط وهو رقم ضعيف فيما دخلت شباكه 14 اصابة وهي أكبر حصيلة لأندية الوطني والتعادل في آخر جولتين قد يكون مؤشرا على عودة هذا النادي لتحقيق النتائج الايجابية. ماذا أصاب الاتحاد؟ الاتحاد الرياضي المنستيري وبعد بداية أكثر من ممتازة حيث حقق خلال الجولات الأربع الأولى أربعة انتصارات مسجلا عشرة أهداف ولم يقبل إلا هدف وحيد تعرض للهزيمة في آخر جولتين واهتزت شباكه في ست مناسبات وأكيد أن فريق الاتحاد تأثر سلبيا بتوقف البطولة الوطنية وغياب بعض اللاعبين واهتزاز مردود البعض الآخر... أهداف المرسى غالية المستقبل سجل خمسة أهداف وقبل مثلها... محققا أربعة انتصارات وثلاث هزائم واللافت للانتباه أن مستقبل المرسى كلما سجل إلا وانتصر ففي الجولة الثانية هزم حمام الأنف بهدفين نظيفين... قبل أن يهزم كلا من المنستير البنزرتي وأخيرا الملعب التونسي بنفس النتيجة أي بهدف لصفر... في المقابل فقد انهزم ضد النجم الساحلي والنادي الصفاقسي والنادي الافريقي. عجز النجم ضد الكبار النجم الرياضي الساحلي ورغم أن مسيرته تعتبر موفقة حتى الآن فإنه فشل عند مواجهته للأندية الكبيرة والمعروفة مثل النادي الصفاقسي والنادي الافريقي على التوالي في الجولتين الرابعة والخامسة بملعبي سوسة والمنزه واللافت للانتباه أن النجم كلما قبل هدفا عجز عن الرد عليه وتعرض بذلك للهزيمة. النجم سجل عشرة أهداف نصفها في لقاء واحد ضد جاره الاتحاد الرياضي المنستيري في لقاء متأخر من الجولة السادسة. تراجع الترجي الترجي الرياضي لم يعرف انطلاقته المعهودة ولا ندري أن كان ذلك مرتبطا به أم بالمنافسين فبعد مرور ست جولات جمع 13 نقطة من الفوز في أربعة لقاءات وتعادل في مباراة... وخسر في مثلها. سجل ثمانية أهداف ودخلت شباكه اصابتان... بينما كان رصيد فريق باب سويقة في مثل هذه الفترة من الموسم المنقضي 16 نقطة بعد خمسة انتصارات وتعادل مسجلا 17 هدفا مقابل أربع اصابات مقبولة . عقوبة طريفة للحارس فاضل تغيب الحارس خالد فاضل لأول مرة هذا الموسم عن تشكيلة النادي الرياضي الصفاقسي رغم أن هذا الحارس يملك رقما قياسيا وهو محافظته عن نظافة شباكه خلال الجولات الخمس المتتالية من الجولة الثانية وحتى السادسة لكن تم ابعاده عن تشكيلة فريقه فاقترن غيابه بدخول هدف جديد في مرمى النادي ا لرياضي الصفاقسي سجله المهاجم العوجي. أرقام غريبة خلال الجولات السبع الأولى والتي استغرقت 1890 دقيقة سجل لاعبو النادي الرياضي لحمام الأنف النجم الرياضي الخلادي والنادي الأولمبي للنقل خمسة أهداف فقط. نعم هذه هي الجملة لكل اللاعبين الذين شاركوا في المباريات التي كانت فيها هذه الأندية طرفا وهو رغم قياسي لكنه سلبي وعبر مسبوق بالمرة ولا ندري ماذا يفعل المهاجمون على وجه التحديد؟ في الانتظار كل الفرق تعرضت للهزيمة على الأقل مرة منذ بداية الموسم ما عدا النادي الافريقي الذي تمكن من تفادي ذلك وحقق ثلاثة انتصارات وتعادل في أربع مرات كما أن الاتحاد المنستيري ومستقبل المرسى كلاهما لم يعرف التعادل حتى الآن (إما الفوز أو الهزيمة) أما الأولمبي الباجي والأولمبي للنقل فكلاهما ما زال يجري وراء تحقيق أول فوز له في الموسم. مرتبة غريبة للملعب التونسي الملعب التونسي وبعد مرور سبع جولات يحتل المركز قبل الأخير صحبة النجم الخلادي وهو مكان «غير لائق» ولم يتعود عليه فريق باردو الذي سجل حتى الآن ثلاثة أهداف... محققا فوزا وحيدا خلال الجولة الرابعة ضد صاحب المركز الأخير النادي الأولمبي بثلاثية نظيفة فيما عجز في بقية المباريات عن التسجيل. الضيف... ضيف النجم الخلادي والنادي الأولمبي للنقل كلاهما ضيف على أندية الوطني وكلاهما لم يقدم حتى الآن إلا نتائج متذبذبة وضعيفة... وحتى تغيير كلاهما لمدربه لم يغير شيئا على الأقل حتى الآن وربما المباريات القادمة قد تأتي بما هو أفضل وأحسن لهذين الفريقين ولأحبائهما. النجم والأولمبي كلاهما يعتبر نفسه ضيفا فظهر عليهما الخوف والانكماش الزائد عن اللزوم. البنزرتي محترم النادي الرياضي البنزرتي قدم مستوى طيبا في كل مبارياته خصوصا ضد الترجي بملعب المنزه رغم الهزيمة القاسية وصمد ضد النجم الساحلي بزويتن ولا بد من الاشارة الى كون البنزرتي لعب بعيدا عن ميدانه وجماهيره. وهو ما أثر فيه سلبيا دون أنى شك رغم المستوى المقبول في جل مبارياته. فارق كبير بين الموسمين تراجعت خطوط الهجوم بصفة واضحة عما كانت عليه في الموسم الماضي بعد مرور سبع جولات دون اعتبار اللقاء المؤجل ما بين الاتحاد المنستيري والترجي الرياضي التونسي. خلال الموسم الماضي وقع تسجيل 101 هدفا بينما تجمد الرصيد خلال بداية هذا الموسم عند 66 اصابة ليكون بذلك الفارق 35 هدفا وهو رقم كبير من الأهداف لصالح الموسم المنصرم كما أشرنا إلى ذلك. الصفاقسي غير مفهوم النادي الصفاقسي شأن بقية الأندية تقريبا غير مستقر في النتائج فهو تغلب في مباراة مثيرة على النجم بسوسة وأمكن له هزم الترجي الرياضي... لكنه في المقابل فشل ضد كل من الأولمبي الباجي بملعب الطيب المهيري بصفاقس وأجبر على اقتسام ا لنقاط مع النادي الأولمبي للنقل.. وهذا يدل على تذبذب في النتائج وعدم استقرار في العطاء.