تونس (الشروق) إن المتأمل في المشهد العام للبنية الأساسية في تونس اليوم سيظل حتما أعجز من أن يحصي أو يحصر العدد الهائل من مشاريع الطرقات والطرقات السيارة والجسور والمحوّلات وغيرها من المشاريع التي أنجزتها الدولة بقيادة الرئيس بن علي طيلة السنوات الأخيرة. ويكفي أن نلقي نظرة على مشاريع وبرامج الخماسية الأخيرة (1999 2004) حتى نقف على الحجم الحقيقي للإنجازات والإضافات وحتى نعلم أن هاجس الدولة من ور ائها هو تكثيف الربط بين جهات البلاد وتوسيع شبكة الطرقات السيارة نحو الشمال والشمال الغربي وفك عزلة جهات كثيرة وتيسير اندماجها في محيطها وبالتالي خدمة المواطن التونسي حيثما كان وتسهيل تنقلاته بين جهات ومناطق وربوع بلاده بقطع النظر عن أغراضه ومراميه من هذه التنقلات. في خمس سنوات فقط، أنجزت الدولة بإذن من الرئيس طريقا سيارة تتوفر فيها كافة مقومات ومواصفات الطريق العصرية تربط بين تونس وبنزرت ومعها طريقا سريعة تربطها بمدينة منزل بورقيبة اضافة الى طريق سيارة أخرى تربط بين تونس ومجاز الباب ووادي الزرقاء. وبالتوازي مع الطريقين اللذين تكلفا أكثر من 400 مليون دينار شهدت الفترة الأخيرة انطلاق أشغال بناء طريق سيارة ثالثة تربط بين مساكن وصفاقس ومعها فرع يربط هذه الطريق التي قدّرت كلفتها الجملية بنحو 450 مليون دينار. وفي غضون الخمس سنوات الأخيرة أيضا أقدمت الدولة على ا لشروع في مشروع ضخم وفريد يتمثل في بناء جسر معلّق يصل الضاحية الشمالية للعاصمة بالضاحية الجنوبية عبر قنال الملاحة. ومع الجسر أنجزت طريق سريعة مكنت من إيجاد محور بين الضاحية الشمالية والطريق السيارة الجنوبية. ولم تمض الخماسية الأخيرة دون أن تلتفت الدولة رغم كثرة وتعدد المشاغل الى تهيئة الأودية بالجسور التي أقامت منها 52 جسرا أبرزها الجسور التي أقيمت على أودية مجردة وملاّق والنقاضة والرمل والمالح والماو وبئر صالح ووادي سبيطلة والحطب واللّوز وكاف الدهل والسّراق 1 والسّراق 2. وتتواصل مسيرة اصلاح البنية الأساسية للبلاد كافة لتشمل انجاز مشاريع أخرى خلال الخماسية نفسها لتشمل تهيئة نحو 2700 كلم من الطرقات الوطنية والجهوية، وتمديد الشبكة الطرقية المرقمة بناء أجزاء جديدة على طول 290 كلم علاوة على تهيئة وتعبيد 2700 كلم أخرى من المسالك الريفية. وكان لحركة المرور بالعاصمة ومداخلها نصيب لا يستهان به من الاصلاح ومن المشاريع الهادفة الى تخفيف اختناقها واكتظاظها حيث قامت الدولة بإنجاز 12محولا منها 10 محولات بتونس الكبرى ومحول آخر بمدخل مدينة باجة وآخر بمنطقة بوعصيدة بصفاقس يضاف إليها إنشاء جملة من المنعرجات بنابل وصفاقس وقابس وفوشانة وسليمان لتخفيف الضغط عن المحاور الطرقية العابرة للمدن الكبرى فكانت النتيجة، أن تحسّنت السيولة المرورية على الطرقات وانفرج الوضع في المحاور والنقاط التي كانت تشكو من الاختناق الممل. سنوات الاصلاح الخمس الأخيرة اتسمت أيضا بإتمام مشاريع أخرى متفرقة اقتضاها الظرف والحاجة الطارئة من ذلك إنجاز الطريق الجبلية الجديدة بقربص التي أمّنت سلامة مستعملي الطريق هناك وكفتهم شرّ الطريق القديمة الوعرة التي شهدت عديد الفواجع والحوادث القاتلة فضلا عن إنجاز عشرات المشاريع الأخرى الرامية الى حماية المدن من الفيضانات آخرها مشروعا حماية مدينتي أريانة والقيروان اللتين يجري إنجازهما حاليا بالتوازي مع تطبيق الاجراءات الخصوصية التي أقرّها الرئيس بن علي إثر فيضانات سبتمبر 2003 لحماية جملة من المناطق بإقليم تونس الكبرى ومع إعداد دراسة شاملة حول حماية هذا الإقليم من الفيضانات. بهذه المشاريع والمشاريع الأخرى التي لم يتسع المجال لذكرها تكون الدولة قد قطعت شوطا هاما في مسار إصلاح البنية الأساسية وتطويرها هذا الاصلاح الذي لا غنى عنه في مسيرة النماء والرفاه الذي آلت الدولة على نفسها بقيادة رئيسها تحقيقه لكافة التونسيين.