مازالت الأحداث التي رافقت مباراة كرة القدم بين فريقي قفصة وبن قردان والتي جرت بملعب رادس وما نتج عنها من تصريحات عنيفة ومسيرات في كل من بن قردان وقفصة تثير اهتمام شبكة التواصل الاجتماعي (الفايسبوك). فقد أطلق مختلف مستعملي الفايسبوك صيحات فزع بعد أن تطورت الأحداث بشكل لا يليق بصورة التونسيين ويضرب في الصميم الروح الرياضية والأسوأ أنه يؤسس لاندلاع فتنة وحرب جهوية. وقد حذر رياض المولهي في تدوينة له من التداعيات السلبية لتصرفات بعض أشباه المسيرين في كلا الفريقين وتصريحاتهم النارية التي تمهد للتفرقة والجهوية ومن شأنها أن تفتح الأبواب على مصراعيها إزاء الفتنة. وأضاف رياض: «أعتقد أن سلطة الإشراف عليها التدخل بطريقة حازمة لوقف نزيف العنف والجهوية المقيتة التي اذا ضربت في المجتمع فلن ينجو من آثارها السلبية أحد». واعتبر نادر الزين في تدوينة له أن المؤسف أن تتحول مباراة رياضية الى تبادل للعنف وتنظيم مسيرات هنا وهناك وتهديد بوقف إنتاج الفسفاط وتبادل التهم هذا إضافة الى تعمد البعض من أهالي قفصة وبن قردان الى تبادل الشتم والسب. وهي كلها مؤشرات لاندلاع حرب جهوية. وإذا كانت الرياضة ستؤدى بنا الى هذا الوضع فإنني أدعو سلطة الإشراف الى إيقافها و"مخزن مسكر ولا كرية مشومة" كما يقول المثل. واعتبر البعض الآخر من مستعملي شبكة التواصل الاجتماعي (الفايسبوك) أن البلاد مازالت في مرحلة انتقالية هشة وحساسة وأن ما حصل من عنف وتهديدات من هنا وهناك لا يخدم مصلحة هذا الانتقال الذي بات مهددا. وفي هذا أكد محيي الدين البراهمي في تدوينة له:» تونس قد تدخل في دوامة من العنف والجهوية ولذلك من الضروري وضع حد لهذا المشكل ودعوة النخبة السياسية والناشطين في المجتمع المدني والعقلاء في الجهتين الى تهدئة المواطنين». في حين اعتبر البعض الآخر أن سلطة الإشراف قامت بالمطلوب منها. وكونت لجنة نزيهة من الخبراء والمختصين للتحقيق في الأحداث. وإن على المواطنين في قفصة وبن قردان أن يضعوا ثقتهم في سلطة الإشراف ويعملوا على احترام علوية القانون ويغلبوا المصلحة الوطنية على مصالح أنديتهم.