سورة فاطر هي السورة الخامسة والثلاثون بحسب ترتيب المصحف العثماني، وهي السورة الثالثة والأربعون بحسب ترتيب النزول. نزلت بعد سورة الفرقان، وقبل سورة مريم. وهي مكية إجماعاً، وعدد آياتها خمس وأربعون آية. سميت (سورة فاطر) في كثير من المصاحف وفي كثير من التفاسير. وسميت في «صحيح البخاري» وفي «جامع الترمذي» وفي كثير من المصاحف والتفاسير (سورة الملائكة) لا غير. ووجه تسميتها (سورة فاطر) أن هذا الوصف وقع في طالع السورة، ولم يقع في أول سورة غيرها. ووجه تسميتها (سورة الملائكة) أنه ذكر في أولها صفة الملائكة، ولم يقع في سورة أخرى. هذه السورة ختام السور المفتتحة ب «الحمد»، التي فُصلت فيها النعم الأربع، التي هي مجامع النعم؛ لأن نِعَم الله تعالى قسمان: عاجلة وآجلة. والعاجلة وجود وبقاء، والآجلة كذلك إيجاد مرة وإبقاء أخرى». وعلى الجملة، فقد اشتملت السورة على المقاصد التالية: إثبات تفرد الله تعالى بالإلهية، فافتتحت بما يدل على أنه مستحق الحمد على ما أبدع من الكائنات، الدال إبداعها على تفرده تعالى بالإلهية. و إثبات صدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، وأنه جاء به الرسل من قبله. وإثبات البعث والدار الآخرة. و تذكير الناس بإنعام الله عليهم بنعمة الإيجاد ونعمة الإمداد، وما يعبد المشركون من دونه لا يغنون عنهم شيئاً، وقد عبدهم الذين من قبلهم، فلم يغنوا عنهم من الله شيئاً. تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم على ما يلاقيه من قومه من صد لدعوته ورفض لرسالته. كشف نوايا قريش في الإعراض عن اتباع الإسلام؛ لأنهم احتفظوا بعزتهم. إنذار قريش ومن كان على شاكلتها أن يحل بهم ما حل بالأمم المكذبة قبلهم. الثناء على الذين تلقوا دعوة الإسلام بالتصديق وبضد حال المكذبين. تذكير الذين أعرضوا عن دعوة الإسلام بأنهم كانوا يودون أن يرسل الله إليهم رسولاً، فلما جاءهم رسول تكبروا واستنكفوا واستكبروا وعتوا عتواً كبيراً. بينت السورة أنه لا مفر للذين أعرضوا عن دعوة الإسلام من حلول العذاب عليهم، فقد شاهدوا آثار الأمم المكذبين من قبلهم، وأن لا يغتروا بإمهال الله إياهم؛ فإن الله لا يخلف وعده. التحذير من غرور الشيطان، والتذكير بعداوته لنوع الإنسان. بيان موقف الخلق من القرآن؛ فمنهم ظالم لنفسه باتباع هواه، وارتكاب الذنوب والمعاصي، ومنهم مقتصد في عبادة ربه، ومنهم سابق بالخيرات مسارع لنيل الدرجات. المنة على العباد بحفظ السماء والأرض عن تخلخل الأركان والزوال، فهو سبحانه المتحكم بأمرهما والمسير لشأنهما. عقوبة الذين يمكرون في الدنيا المكر بهم في الآخرة؛ إذ الجزاء من جنس العمل. الإخبار بأنه سبحانه لو عامل عباده بالعدل، لم يَسْلَم من عذابه أحد من الإنس والجان، لكنه سبحانه وتعالى عاملهم بإحسانه وفضله.