يواصل المناضل السياسي المنصف بن فرج حديثه.. كوّن مصباح الجربوع مجموعة فدائية ثانية ضمّت المبروك بن محمد الحرابي وفرج المهداوي.. وكان أشهر أعمالها اصطدامها بالجيش الفرنسي في موقعة كاف العنبة حيث اعترضوا سبيل سيارة عسكرية فقتلوا ركابها وجرحوا بعضهم ولاذوا بالفرار، وظل المقاوم مصباح الجربوع يبحث باستمرار عن تعزيز صفوف الثوار فانضم اليهم علي بن عبدالله اللملومي ومحمد الحارس وفي شهر ديسمبر 1952 أطلق سراح زوجة مصباح ووالده وخفف الحصار على أخيه علي فقويت شوكة الثورة التونسية بالجنوب وانضم صالح بن نصر والفرجاني اللملومي الى الثوار وهكذا أصبحت الهجومات على جنود الاستعمار مع مطلع 1953 عنيفة وحادة بتظافر جهود وتنسيق بين جماعات مصباح الجربوع ومجموعة زايد الهداجي من مطماطة واتجهت أصابع الاتهام الى بعض الخونة والمساعدين للسلطة الفرنسية فشرع مصباح في تهديدهم بواسطة الرسائل تنفيذا لتعليمات الحزب الواردة عليه من تونس. معركة جبل ميتر وازدادت معارك المجاهدين من أبناء الجنوب الشرقي حدة وضراوة منها معركة (وادي جير) يوم 1 جانفي 1953 و(معركة وادي أرينان) و(معركة بوصرار) ومن ذلك الوقت أصبح علي الجربوع شقيق مصباح حرا من الرقابة نهائيا والتحق بصفوف المقاومين والمجاهدين وهو ما عزّز جانب أخيه المقاوم المقدام مصباح الذي خاض في 14 أوت 1953 أعظم المعارك في تاريخ جهاده (جبل ميتر) بين بني خداش وغمراسن وقد حاصرت القوات الحكومية الفرنسية الثوار التونسيين وفي مقدمتهم مصباح الجربوع واستعملوا المدافع والرشاشات والدبابات فاستمات مصباح وجماعته وقتلوا خمسين جنديا فرنسيا وجرحوا عددا آخر واستشهد في تلك المعركة بعض المجاهدين وهم صالح بن نصر وعلي بن عبد الله ومحمد بن مسعود والفرجاني بن عون ومحمد الكرعود أما مصباح فقد أصيب بأربع رصاصات غير أنه تحامل على نفسه وفرّ من قبضة الأعداء وأخذه أصحابه وصاروا ينقلونه من مكان الى آخر الى ان تعافى فرجع يواصل الكفاح في حين عاد غلاة الاستعمار الى سجن أفراد عائلته فقبضوا على والده وشقيقه وابنه وعذبوا زوجته وشقيقتيه ووضعوا جميع من بقي من أفراد العائلة تحت الاقامة الجبرية. يتبع