الاختبار قبل الأخير للمنتخب قبل التحوّل إلى روسيا كان متطابقا من حيث النتيجة بالمقارنة مع الوديات السابقة لكنه ولم يقل أهمية وفائدة. اللقاء دخله المنتخب بنوايا مختلفة حيث هاجم المنتخب منذ البداية عكس اللقاء السابق عندما لعب الدفاع في البداية وهاجم في النهاية. نفس الخطة ونفس هجومي في لقاء تركيا اعتمد معلول نفس الخطة تقريبا مثل كل اللقاءات وهذا مهم وهام لأن اللاعبين في حاجة إلى التعوّد على الرسم وكل لاعب مطالب بالتفطن إلى تمركز زميله وكيف يطلب الكرة ومتى ولكن التوجه العام في اللقاء كان مختلفا لأن المنتخب هاجم من البداية وكأن المدرب أراد اختبار الخطة التي سيواجه بها بنما الأقل قوة من النسور في حين من المنتظر أن يواجه المنتخب بلجيكا وانقلترا مدافعا أو على الأقل بأكثر توازنا. تغييرات مقصودة منذ بداية الرحلة إلى البرتغال وسويسرا كان المدرب أشار أنه سيخوض اللقاءين بتشكيلتين مختلفتين وذلك قصد الوقوف على مدى جاهزية اللاعبين وكذلك لتحديد القائمة النهائية إذ لا يعقل أن يقصي المدرب أحد اللاعبين من القائمة النهائية دون منحه فرصة للعب للحكم له أو عليه. التغييرات شملت كل الخطوط تقريبا إذ عوّل في الدفاع على بن يوسف مكان بن علوان ودي براون مكان النقاز ومعلول مكان الحدادي في حين حلّ بن يوسف مكان خليفة في الهجوم. بداية جيدة وغياب التصور في الهجوم بداية المنتخب كانت جيدة حيث منع لاعبو المنتخب المنافس من امتلاك الكرة والسيطرة عليها وكان المنتخب التركي حوالي نصف الساعة الأولى باحثا عن الكرة لأن المنتخب لعب بسرعة واندفاع وبتحرك جماعي متواصل ولكن الخطورة غابت لأن اللاعبين لم يجيدوا التصرف في اللمسة الأخيرة لأنه لم يكن هناك تصور واضح في التنشيط الهجومي واكتفى المنتخب بالتصرف الفردي واعتماد المهارات الفردية وهو ما فرض الاحتفاظ بالكرة في عديد المناسبات وخاصة عندما تكون الكرة بحوزة نعيم السليتي. وغياب التصور تواصل في الشوط الثاني وكان حامل الكرة في بحث متواصل عن الزميل المناسب للتمرير. منتخب فني تعودنا في السنوات الماضية على منتخب دفاعي سواء مع كاسبارجاك أو معلول وهذا طبعا في الحقيقة إلى سنوات عديدة ولكن مع الجيل الحالي بدأ المنتخب يتخلص من هذه العادة السيئة والحقيقة أن الخصال الفنية للاعبين هي التي فرضت التوجه الجديد ذلك أن الجيل الحالي يعتمد المهارة ويمكن القول ان المنتخب استفاد كثيرا من اللاعبين القادمين من أوروبا والمتكونين هناك أمثال السخيري والسليتي والبدري والخزري الذي تخلف عن لقاء الأمس. هدفين في دقيقة الشوط الأول كان متوسطا من الجانبين وغابت الفرص الواضحة وفي الشوط الثاني بدأ المنتخب التركي ضاغطا وتحصل على ضربة جزاء لم تكن واضحة لأن اللاعب التركي بحث عن المخالفة ولم يبحث عن الكرة ولكن المنتخب تعود على ردّة الفعل بسرعة إذ عدل البدري في نفس الدقيقة (56) بعد هدف جونك توسن. هدف التعادل الذي سجله البدري بالإضافة إلى اقصاء اللاعب التركي صاحب الهدف كان بمثابة المنعرج في اللقاء حيث فرض النسور سيطرة واضحة على المنافس الذي غلب على أدائه الانفعال بسبب المناوشات مع الجماهير التركية. أخطاء العادة دفاع المنتخب مثل نقطة الضعف الواضحة طول اللقاء الأخير وكذلك كل اللقاءات السابقة ورغم ان المنافس كان متوسطا إن لم نقل متواضعا فإن الأتراك عادوا في اللقاء وسجلوا في اللحظات الأخيرة بعد ان كان فرجاني ساسي سجل الهدف الثاني للمنتخب في الدقيقة 79 والأكيد ان معلول مطالب بإعادة النظر في تركيبة هذا الخط وكذلك التمركز لأن اللعب الجميل والمراوغات في وسط الميدان ستكون بلا فائدة في صورة تواصل قبول الأهداف بطريقة فيها الكثير من السذاجة. أخطاء الدفاع تكرّرت وكانت تقريبا نسخ مطابقة للأصل وعلى المدرب التفطن إلى ذلك وما يمكن تأكيده ان الأخطاء ناتجة بالدرجة الأولى عن عدم التكامل بين المدافعين وكذلك بين اللاعبين والحارس وهذا طبيعي لأن معز حسني غير متعوّد على اللعب مع المنتخب وهو في حاجة إلى خوض عديد اللقاءات ليصبح هناك تكامل مع زملائه. سلوك فوضوي كالعادة ما إن سجل الأتراك هدف التعادل في الدقيقة 90 حتى عمت الفوضى الملعب بنزول بعض الجماهير إلى أرضية المديان والحقيقة ان السلوك الفوضوي و«الهمجي» أصبح ظاهرة تونسية جزائرية وكلما لعب المنتخبان في أوروبا تعود الجماهير على اجتياح الملعب بل ان بعض الجزائريين حضروا أمس خصيصا لاجتياح الملعب وقد اضطر الحكم الاعلان عن نهاية اللقاء قبل أوانه. تشكيلة المنتخب معز حسني دي براون (النقاز) معلول (الحدادي) مرياح صيام بن يوسف السخيري (الصرارفي) الخاوي (بن عمر) فرجاني ساسي البدري السليتي (الشعلالي).