لا تصحّ البركة إلاّ بالقناعة والرضا بعطاء الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون﴾ (الزخرف 32) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إن الله تبارك وتعالى يبتلي عبده بما أعطاه، فمن رضي بما قسم الله عز وجل له بارك الله له فيه ووسعه، ومن لم يرض لم يبارك له فيه». (السلسلة الصحيحة) ومن شروط حصول البركة أداء العمل الذي أخذتَ الأجر عليه كما يجب، يقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «إن الدنيا حلوة خضرة، فمن أخذها بحقها بارك الله له فيها، ورب متخوّض في مال الله ورسوله له النار يوم يلقاه». (السلسلة الصحيحة) يعنى أن الذي يأخذها بغير حقها لن يبارك له فيها، سواء كانت وظيفة أوصنعة أوغيرها. ومن أهمّ العوامل التي تجلب البركة عدم الطمع والجشع، يقول حكيم بن حزام: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: «يا حكيم، إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، من أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، اليد العليا خير من اليد السفلى. قال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا، فكان أبوبكر رضي الله عنه يدعوحكيما إلى العطاء فيأبى أن يقبله منه، ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل منه شيئا، فقال عمر: إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم، أني أعرض عليه حقه من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه، فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتى توفي». (رواه البخاري).