بَعد إنتظار طويل و»نضال» كبير سَيطير «النسور» غدا إلى روسيا التي يؤكد سفيرها في تونس السيد «سيرغي نيكولاييف» بأنها سَتحتفي بعناصرنا الدولية وستخصهم باستقبال حافل تعزيزا للعلاقات الوثيقة والروابط القديمة بين البلدين وإحتفاءً بفريقنا الذي يجلس في الصّفوف الأمامية في التصنيفات الشهرية ل «الفيفا». وبعد أن قال التونسيون في غَمرة الفرحة المُونديالية:» يا روسيا جَايين...» ردّ بلد الرئيس - الرياضي «بُوتين» التحية بأفضل منها حيث سخّرت كلّ السلطات الرسمية والجهات الدبلوماسية في موطن «العملاق» «ياشين» والمُبدعة «شارابوفا» كلّ مجهوداتها لخدمة بعثتنا التونسية وتمكينها من جميع التسهيلات الضرورية لتجوب الأراضي الروسية الواسعة وتتنقّل بين مُدنها الشاسعة في كنف الأمن والحرية مثلها مثل سائر الأمم المشاركة في المونديال بين 14 جوان و15 جويلية. في أتمّ الجاهزية الدبلوماسية الروسية تؤكد أن بلادها في أتمّ الجاهزية لإحتضان النهائيات المونديالية بشهادة كلّ الملاحظين والمسؤولين على رأسهم قائد الإتّحاد الدولي «جياني أنفانتينو» العَارف بأن «الدب» الروسي الذي يجرّ خلفه تاريخا كبيرا ومجدا تليدا لا «يلعب» في مثل التظاهرات الرياضية الكَونية. وبعد أن نجحت روسيا في إمتحان كأس القارات أعلنت البلاد حالة الإستنفار القصوى لتكون النسخة المُرتقبة من كأس العالم استثنائية بكلّ المقاييس. بطاقة خاصّة بمشجعي المونديال روسيا ستمنح المُشجعين القادمين من كلّ فجّ عميق بطاقة خاصّة لدخول ملاعب المونديال وللتمتّع بمشاهدة اللقاءات في أجواء مُمتازة وظروف آمنة وسيتنقّل أنصار المنتخبات المشاركة (32 بلدا بإعتبار الروس) بصفة مَجانية بين المدن المُستضيفة للنهائيات. وستدور المُنافسات كما هو معروف في المناطق الروسية التالية: «موسكو» و»سان بيترسبورغ» و»سوتشي» و»كازان» و»سامارا» و»فولغوغراد» و»روستوف – نا - دونو» و»كالينينغراد» و»إيكاترينبورغ» و»سارانسك» و»نينجي نوفغورود». انتعاشة كبيرة احتضان روسيا لهذه التظاهرة الكروية الضّخمة إنعكس بالإيجاب على الأوضاع الإقتصادية والتنموية في المناطق الحاضنة للمنافسات المُونديالية حيث ساهم في خلق مواطن شغل وأنعش الأجواء في كامل البلاد. وقد تمّ تجهيز 16 مستشفى وإقتناء 622 سيارة إسعاف مع تجديد 20 محطّة للسكك الحديدية علاوة على الترفيع في طاقة إستيعاب المطارات بنسبة تتراوح بين 30 و100 بالمائة. هذا وقامت السلطات الروسية بإحداث ثمانية ملاعب جديدة ونجحت في تأمين 95 مركزا للتمارين. من أجل مشاركة تونسية متميّزة المنتخب الوطني سيكون في ضيافة الرّوس بداية من يوم غد وسيدخل فريقنا هذه المُغامرة وفي البال التألق أمام إنقلترا وبلجيكا و»بَنما» في سبيل العبور إلى الدّور الثاني وهو حلم الأجيال. منتخبنا سيكون مسنودا بحوالي أربعة آلاف مشجّع سينتقلون من تونس إلى روسيا وذلك حسب الأرقام التي كشفتها السفارة الروسية التي تتوقّع إرتفاعا في عدد الأنصار بالنظر إلى إمكانية قدوم بعض أبنائنا المهاجرين في أوروبا. الوجه الآخر للمونديال بالتوازي مع الأهداف الرياضية ستشكّل الرحلة الروسية فرصة مثالية للترويج للمنتجات السياحية والابداعات الثقافية التونسية على هامش هذه التظاهرة الكونية ولم تَغفل وزارة السياحة هذا الجانب التسويقي المهمّ حيث جاءت الزيارة التي قامت بها سلمى اللّومي إلى «موسكو» لتثبت حرص تونس على إستثمار المونديال ل»إستقطاب» المزيد من السياح الروس وهؤلاء القادمين من مختلف بقاع العالم لمتابعة هذا التجمّع الكروي الضّخم. ومن جهته، سيضرب الجمهور التونسي الذّاهب إلى المُونديال عصفورين بحجر واحد بما أنه سيوفّر الدّعم المعنوي ل «النسور» في مُغامرته العالمية عَلاوة على إستكشاف الإرث الحضاري والمخزون الثقافي للروس الذين سيجّهزون لضيوفهم برنامجا حافلا يجمع بين الكرة والسياحة والموسيقى والترفيه.