شهر رمضان هوشهر القرآن الكريم بامتياز فيه أنزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة مباركة عظيمة قال فيها المولى سبحانه وتعالى (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّامُنذِرِينَ* فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ* أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ)(الدخان) فهونعمة عظيمة حق لنا أن نفرح بها ونعلن اغتباطنا بها ألم يقل الله تعالى: (يٰأَيُّهَا 0لنَّاسُ قَدْ جَاءتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مّن رَّبّكُمْ وَشِفَاء لِمَا فِى 0لصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ .قُلْ بِفَضْلِ 0للَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ)[يونس:57 58]. ولوتأملنا فيما ورد من الفضائل لهذا الكتاب العزيز لرأينا عجبا فهوالكتاب الذي لوأنزل على الجبال الرواسي لتصدعت وخشعت (لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا 0لْقُرْءانَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَٰشِعاً مُّتَصَدّعاً مّنْ خَشْيَةِ 0للَّهِ) [الحشر:21]، وهوالكتاب الذي تكفل الله سبحانه بحفظه ولم يكَل حفظه إلى ملك أونبي (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا 0لذّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَٰافِظُونَ) الحجر/9. وهوالكتاب المهيمن على ما عداه من الكتب التي أنزلها الله جل وعلا: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ 0لْكِتَٰبَ بِ0لْحَقّ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ 0لْكِتَٰبِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ).(المائدة 148). وقد سمعه الكفار يوم أنزل على رسول الله فكانت الصاعقة الكبرى لأنه سحرهم ببيانه وقد وسوس لهم الشيطان بأن لا يسمعوه ويحدثون الضوضاء والجلبة عند تلاوته، وقد سجّل القرآن الكريم هذه المؤامرة وفضحهم قال تعالى (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون) فصلت /26. فتواصوا على ذلك ولكنهم لم يستطيعوا فقد أخذ بيانه بألبابهم . ومن عظمة القرآن أيضا أن الله سبحانه وتعالى قد جعل الملائكة تهفولسماعه وتشهد تلاوته في مجالس الذكر فعن أبي هريرة قال قال رسول الله (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينه إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ) . وأما ما ورد في فضل تعلمه ما رواه البخاري عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله: ( خيركم من تعلم القرآن وعلّمه), وقد بين عليه الصلاة والسلام الفرق بين المؤمن الذي يقرأ القرآن ويتعاهده ويكثر من تلاوته وبين المؤمن الذي لا يقرأ القرآن ولا يكثر من قراءته فقال (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة: ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو).