تونس (الشروق) بحذر شديد يراقب المتتبعون للشأن السياسي في تونس مواقف الاتحاد العام التونسي للشغل بعد تعليق وثيقة قرطاج 2 حتى ان بعض الملاحظين يتحدثون اليوم عن إمكانية ان تتغير المواقف تماشيا مع تطورات الوضع خاصة بعد الخطاب الأخير لرئيس الحكومة يوسف الشاهد والذي هاجم فيه بشكل علني وصريح حافظ قائد السبسي نجل رئيس الجمهورية والمدير التنفيذي لحزب نداء تونس. اجتماع وعكس ما كان متوقعا فان الاتحاد أبدى الكثير من الحكمة حين قرر الامين العام نورالدين الطبوبي عدم الدعوة الى عقد هيئة ادارية وطنية تتولى الإعلان عن الانسحاب رسميا من وثيقة قرطاج وان يكون الاتحاد في حل من اي التزام سياسي. موقف فيه الكثير من الحكمة والدهاء والتعقل ايضا ، ادرك الاتحاد ان المعركة تحولت الى معركة داخلية فيها الكثير من الحسابات التي لا تعنيه ولا تلزمه وان الامر الان يقتضي بالتريث والاكتفاء بالمراقبة وانتظار الوقت المناسب. أدركت قيادة الاتحاد ان الامر الان صار يتجاوز الملفات المطروحة في الساحة الوطنية لتنتقل المعركة داخل حزب نداء تونس الحاكم وان الاتحاد لن يكون طرفا فيها. العارفون بشؤون الاتحاد يؤكدون ان الامين العام نورالدين الطبوبي وجد نفسه الان في وضع مريح يجعله في المدة القادمة اكثر قدرة على التحرّك وايضاً قادرًا على التفاوض بشكل اكثر نجاعة. وتضيف المصادر ان الطبوبي يدرك جيدا طبيعة الحسابات المطروحة الان لذلك يصعب جدا ان يغير مواقفه ولكن هذه المواقف قد تأخذ أشكالا اخرى تتماشى وطبيعة الظروف والمستجدات في الساحة السياسية حيث سيكون للاتحاد هدف واحد هو تحقيق مطالبه. عبء ولايخفى على اي متتبع للشأن العام اليوم ان تعليق وثيقة قرطاج خلص الاتحاد من عبء ثقيل عليه خاصة بعد ان وجد نفسه ملزما بالكثير من التوافقات السياسية في الوقت الذي يعاني فيه المشهد العام من التجاذبات الحادة ومن الصراعات والحسابات الضيقة. وفي كل الحالات فان الاتحاد لن يتراجع عن موقفه الذي يقر بان الحكومة الحالية فشلت في تحقيق أهدافها في الوقت الذي يتواصل فيه تأزم الوضع الاجتماعي والاقتصادي وارتفاع نسبة البطالة وتدهور المقدرة الشرائية للاجراء وتلاشي ما يعرف بالطبقة الوسطى. انتظار فترة الانتظار ستتواصل الان الى حين يبوح المشهد السياسي بالكثير من الأسرار والتفاصيل التي تغيب عن الكثير من الأطراف بمن في ذلك الذين يعتقدون أنفسهم انهم فاعلون في هذا المشهد ....