تقرير البنك المركزي: الاقتصاد التونسي أحدث أكثر من 95 ألف موطن شغل سنة 2024    ترامب يُقلّص مدّة إقامة الطلاب والصحافيين    عاجل: الرصد الجوّي يُحذّر من امطار رعدية وغزيرة    بشرى للتونسيين: أمطار غزيرة مساء اليوم    خزندار: القبض على مفتش عنه متلبّسًا بالسطو على المنازل    الرابطة الأولى: برنامج مواجهات اليوم من الجولة الرابعة ذهابا    الرابطة الأولى: تشكيلة النجم الساحلي في مواجهة مستقبل قابس    الحماية المدنية: 135 تدخلا لإطفاء حرائق خلال ال 24 ساعة الماضية    هام/ انطلاق الحملة الوطنية المجانية والإجبارية لتلقيح الحيوانات ضد داء الكلب بداية من هذا التاريخ..#خبر_عاجل    الرابطة الأولى: تشكيلة إتحاد بن قردان في مواجهة الترجي الجرجيسي    أسعار الزقوقو في نابل    عاجل/ بداية من هذا التاريخ: إجراءات جديدة للحصول على رخصة السياقة..    طلبة من كلية الطب بسوسة يشاركون في برنامج تكويني في مجال الطب الصيني التقليدي بالصين    جدل بيئي في القنطاوي بعد تسرب مياه التطهير إلى البحر    ترامب يطالب بتقديم الملياردير سوروس وابنه للعدالة    جامعة كرة القدم تستنكر الاعتداء على الحكم المساعد مروان سعد وتدعو لنبذ العنف في الملاعب    الرابطة الأولى: برنامج مباريات اليوم و النقل التلفزي    النادي البنزرتي يندد بالاعتداء على الحكم المساعد ويدعو جماهيره للانضباط    إعلام ليبي: توتر أمني وقلق من اندلاع حرب في طرابلس وسط دعوات محلية لرفض الاقتتال وتغليب الحوار    تركيا: اعتقال مالك "Assan Group" في إطار تحقيق يتعلق بالتجسس    بابا الفاتيكان يوجه "مناشدة قوية" للمجتمع الدولي لإنهاء الحرب في غزة..#خبر_عاجل    محرز الغنوشي يُحذّر من تواصل ارتفاع الحرارة مع امطار منتظرة    ولاية زغوان:جلسة عمل حول وضعية المباني المهددة بالسقوط بالمدينة العتيقة    وزير الصحة يوصي بالانطلاق في مشروع توسعة المعهد الوطني للتغذية    "مايكروسوفت" تطرد موظفين عارضا تعاونها مع إسرائيل    الهند: مقتل 15 شخصا على الأقل في انهيار مبنى سكني    الولايات المتحدة.. قيود جديدة على المنظمات الناشطة في دعم المهاجرين    العاصمة.. الاحتفاظ بامرأة بشبهة تورطها في حرق قطط    أماكن تزورها .. كركوان..جوهرة من العصر البوني على ضفاف المتوسط    التّشكيلية والفوتوغرافية مَنَا العبيدي (القصرين)...مُنجزاتي الفنيّة ... حوار راق بين الأصالة والحداثة    في اليوم الترويجي للاحتفالات بالمولد النبوي الشريف .. مرسى القنطاوي يحتضن حرفيّي القيروان    نابل: "المسرح مرآة المجتمع: معالجة الظواهر السلوكية والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر" شعار الدورة 35 للمهرجان الجهوي للمسرح بدور الثقافة ودور الشباب والمؤسسات الجامعية    علماء من الوطن القبلي ..الإمام المنزلي 000 1248 ه / 1832 م .. محمد بن مَحمد (بالفتح) بن فرج، ويعرف بالإمام المنزلي    تاريخ الخيانات السياسية (60) .. أبو ركوة الأموي    وزير الصحّة يكرّم ممثل منظمة الصحّة العالمية بتونس إثر إنتهاء مهامه في تونس    'ألماد' يتقدم بثبات: وزارة الصناعة تُعلن الانتهاء من أولى مراحل فرز العروض    عاجل: جامعة كرة القدم تندّد بشدة بالاعتداء على الحكم مروان سعد    من بينها أنواع متعلقة بالسكري والقلب وضغط الدم والأعصاب: شبكات دولية متورّطة في تهريب أطنان من الدواء    المنظمة التونسية لارشاد المستهلك تدعو الى تحديد الكلفة الحقيقية لانتاج اللحوم الحمراء    تونس ضيف شرف معرض بلغراد الدولي للكتاب 2026    وزير الاقتصاد "نتوقع نسبة نمو ب2 % لصادرات النسيج في موفى سنة 2025 "    الصخيرة: مشروع اعادة تهيئة ميناء الصيد البحري واصلاحه من شأنه تطوير النشاط الاقتصادي للجهة    بلاغ مروري بمناسبة مقابلة النجم الساحلي و مستقبل قابس    سليانة: تجميع مليون و577 ألف قنطار من الحبوب    عاجل/ تم توثيق جريمتها بالفيديو: الاطاحة بامرأة تحرق القطط    مقام الولي الصالح سيدي مهذب بالصخيرة ... منارة تاريخية تستحق العناية والصيانة والمحافظة عليها من غياهب النسيان.    مفتي الجمهورية يروي سيرة الاحتفاء بالمولد النبوي بأسلوب عصري    كاتب الدّولة المكلّف بالموارد المائية يدعو الى مزيد التّنسيق لاستكمال التّقريرالوطني للمياه لسنة 2024 خلال الشهر القادم    جولة سياحية للفنانة أحلام للتعريف بالوجهة التونسية في المنطقة العربية    عاجل: وزارة الصحة توضّح: ترشيد الأدوية لا يعني حرمان المرضى    عاجل/ سقوط امرأة وطفلين من لعبة بفضاء ترفيهي بهذه الجهة    الاتحاد الأوروبي يحظر جل الأظافر بعد تحذيرات صحية خطيرة    آخر المستجدات حول انتخابات عمادة المحامين: 9 ترشحات من بينها امرأة واحدة    أمطار رعدية بعد ظهر اليوم بهذه المناطق.. #خبر_عاجل    أمراض قد تسببها لدغات البعوض    سهرة فلكية بمدينة العلوم لمواكبة الخسوف الكلي للقمر    أحلام: ''رجّعوني على تونس...توحشتكم''    بعد جراحة دقيقة في ألمانيا... الفنانة أنغام تعود إلى مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نفحات .. كل العمر في ليلة
نشر في الشروق يوم 11 - 06 - 2018

يحتفل المسلمون هذه الليلة بليلة القدر المباركة. إنها الليلة التي أُنزل فيها القرآن على سيدنا محمد (صلعم)، حسب ما يتّفق عليه العلماء. ولقد ذكر القرآن ليلة القدر وخصّها بسورة هي سورة القدر:
﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ﴾. بل إن القرآن عظّمها: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ﴾ وأبرز وزنها الذي يساوي أكثر من ألف شهر: ﴿خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾، أي ما يفوق 83 سنة وأربعة أشهر.
ويزيد القرآن فيؤكد على قيمة ومزيّة هذه الليلة في سورة الدّخان (آية 3 و4): ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ. فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾.
وتكتسي لفظة «القدر» التي وردت 3 مرات في سورة القدر معاني متعدّدة ومتقاربة ممّا يفتح، في ذات الوقت المجال أمام تنوّع التفاسير، ويدعو إلى القيمة الفارقة لهذه الليلة.
فكيف يمكننا فهم القدر؟
القدْر هو القيمة والشرف أي أنه وقع تشريف هذه الليلة على كل الليالي الأخرى.
والقدر من التقدير أي أنه يقع تحديد وتقدير الأمور خلال هذه الليلة.
والقدر كما يرى بعض المفسرين هو التّضييق لأن الأرض في هذه الليلة تضيق بالملائكة الذين يتنزّلون على الأرض لكثرتهم. ويعتمد هؤلاء المفسرون في ذكر معنى التضييق على الآية الكريمة من سورة الفجر: ﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ﴾.
وذهب مفسّرون آخرون إلى مقاربة بين القدْر والقدَر (بفتح الدّال) ليعطوا إلى ليلة القدْر معنى ليلة القدَر، أي اللّيلة التي تُقدر فيها الأحكام المستقبلية وتكتب فيها المقادير وتحدّد فيها الأرزاق والآجال والتدابير الإلهية، اعتمادهم في ذلك على ما ورد في سورة الدخان (آية 4): ﴿وفِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾. ولعل هذا التوجّه في التفسير كان الغالب مما دفع بالمترجمين إلى اختيار عبارة (destin) لترجمة ليلة القدر إلى الفرنسية (La Nuit du Destin).
فليلة القدر إذن هي ليلة فارقة مشرّفة وعظيمة، وهي تتصل في الفكر الإسلامي بسلسلة الليالي المباركة التي أُنزلت فيها كل الكتب المقدسة. ففي حديث للنبي (صلعم) رواه قتادة عن وائلة قال: «أُنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لستّ مضين من رمضان، وأُنزل الزّبور لاثنتي عشر من رمضان، وأُنزل الانجيل لثمان عشر خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين مضت من رمضان».
أي ليلة إذن هي ليلة القدر؟
عن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه أن النبي (صلعم) قال: « إِنِّي أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ، ثُمَّ نُسِّيتُهَا أَوْ أُنْسِيتُهَا ، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ من كلّ الْوَتْرِ». وفي حديث آخر أخرجه أحمد والترمذي والحاكم قال (صلعم): «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ أو فِي تسع تبقين أو خمس تبقين أو ثلاث تبقين، أو آخر ليْلة».
هل أراد النبي (صلعم) إخفاء ليلة القدر حتى لا يتصرّف المسلم بانتهازية ويكتفي بعبادة ليلة واحدة؟ أم هل أراد إخفاءها حتى يبقى المسلم في حالة صحوة روحانية دائمة ويعيش في علاقة ثقة مع اللّه؟
إن الرسول يدعو كل منّا أن يختلي بنفسه ليُلقي نظرة مختلفة على ذاته وعلى العالم الذي يحيط به. إنها دعوة للاحتفال بتلك اللحظات بالصلاة والتأمل والذّكر في سكون الليل حتى نشهد نور القرب من اللّه.
فإذا أثمر سعينا إلى السّكينة وتزامن بحثنا عن سلامنا الداخلي مع أنوار ليلة القدر المباركة فإننا سنفوز قطعا عندها بثلاثة وثمانين سنة وأربعة أشهر من العبادة وقراءة القرآن والذّكر والقرب من اللّه.
يقول الامام القشيري: «الليلة المباركة هي الليلة التي يكون العبد فيها حاضرا بقلبه، مشاهدا لربّه، يتنعّم فيها بأنوار الوصلة. ويجد فيها نسيم القربة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.