المغذية احدى مناطق الجنوب التونسي غربي هنشير سيدي مهذب الواقع بمعتمدية الصخيرة، هذه المنطقة الهادئة كانت يوم 6 أفريل 1920 مسرحا لمعركة حامية الوطيس جمعت مجموعة من المقاومين بقيادة الثائر محمد الدغباجي وعدد من الصبايحية والمتعاونين مع قوات الاحتلال الفرنسي وجنود قدموا للنجدة. في وادي مغذية حطّ محمد الدغباجي الرحال صحبة عدد من رفاقه عندما داهمته القوات الفرنسية التي أمطرتهم بوابل من الرصاص.. وتم تبادل اطلاق النار بكثافة بين الطرفين استشهد خلالها أحمد بن المرزوقي الغيلوفي وجرح كل من الدغباجي في ذراعه وابراهيم بن حفيظ وحسين الجماعي ومحمد بن عمّار. وفي الجانب الفرنسي تم قتل اثنين الى جانب بعض المتعاونين معه بلقاسم بن عمّار العمامي ومحمد بن سعيد الفطناسي. انسحب محمد الدغباجي من وادي المغذية في اتجاه سلسلة جبال مطماطة وقد جنّدت فرنسا عددا كبيرا من قواتها لمطاردة الدغباجي ورفاقه في الجبال. معركة المغذية ألهمت عديد الشعراء الشعبيين الذين خلدوها في قصائد شعرية من ضمنها قصيد «تلاقوا ملقى شين» للشاعر مبارك بن عمر الزيتوني وهو أصيل بلدة الزركين الواقعة بين مارث وقابس وينتمي الى عرش الحمارنة ومما جاء في هذا القصيد: هابل ع الزين مسقط في الجيب عقالين حلف الدغباجي بيمين عاتي ورزين معركة الجلبيانة حط محمد الدغباجي الرحال بمنطقة جلبيانة غربي بني خداش. وسرعان ما طوقته قوات الاحتلال الفرنسي يوم 12 أفريل 1920... لم يستسلم محمد الدغباجي فكان حكيما في تعاطيه مع هذا الموقف من خلال الصمود والرد بشجاعة وكثافة على عملية اطلاق النار عليه.. كسب محمد الدغباجي الرهان صحبة رفاقه بقتل خمسة من الجانب الفرنسي في حين لاذ خمسة آخرون بالفرار. معركة الجلبيانة كانت أيضا موضوعا تناوله العديد من الشعراء الشعبيين الذين أرّخوا لهذه المعركة في قصائد أشهرها: جو الخمسة وهذا مطلعها. الخمسة اللي لحقوا بالجرّة وملك الموت يراجي لحقوا مولى المعركة المرّة المشهور الدغباجي يتبع