بعد نهاية المباريات القوية في كأس العالم، عادة ما تكون المدرجات ممتلئة بنفايات الطعام والأكواب والأشياء المتناثرة هنا وهناك. ومن المؤكد أن الجمهور الياباني كان لديه سبب للاحتفال مساء الثلاثاء الماضي، بعد أن فاز منتخب بلاده بالمباراة الافتتاحية له في المونديال أمام كولومبيا بهدفين مقابل هدف وحيد، ليكون هذا أول فوز للساموراي الياباني على أحد منتخبات أمريكا الجنوبية. وبعد أن أدى المنتخب الياباني مهمته بنجاح داخل الملعب، كانت هناك مهمة أخرى للجمهور الياباني بالخارج تتمثل في تنظيف المقاعد التي كان يجلس عليها في المدرجات. وظهر الجمهور الياباني وهو يمسك بحقائب كبيرة ويسير بين المدرجات ليجمع القمامة حتى يترك المكان نظيفا كما وجده تماما. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها الجمهور الياباني بمثل هذه التصرفات، ودائما ما كان يظهر في المناسبات الكروية بسلوك رائع. عادة الطفولة شوهد جمهور السنغال وهو يفعل الشيء نفسه في كأس العالم هذا العام، لكن اليابانيين هم من لهم الريادة في هذا المجال ومشهورين به الآن. وقد تفاجأ العديد من الأجانب الذين يحضرون المباريات بسلوك الجمهور الياباني. ويعد تنظيف الأماكن بعد انتهاء مباريات كرة القدم امتدادا للسلوكيات الأساسية التي يجري تدريسها في المدارس، حيث ينظف الأطفال قاعات الدراسة وممراتها، والتذكير المستمر بهذه الأشياء طوال فترة الطفولة يحوّل هذه السلوكيات إلى عادات بالنسبة لكثير من السكان.