تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أول تصريح له أمس بعد فوزه في الانتخابات بأن بلاده ستجتاح مناطق أخرى في سوريا لإعادة اللاجئين الى ديارهم. وتأتي هذه التصريحات وسط مخاوف من قبل المعارضة من تكريس حكم استبدادي في عهد أردوغان. أنقرة (وكالات) أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة ألقاها بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أجريت أمس الأول، أن بلاده ستواصل "تحرير الأراضي السورية" حتى يتسنى للاجئين العودة الى وطنهم بأمان. وقال أردوغان لأنصاره من شرفة مقر حزب العدالة والتنمية في أنقرة إن "تركيا ستتحرك بشكل أكثر حسما ضد المنظمات الإرهابية حتى تتحرر الأراضي بشكل كامل. وسنرفع من مكانة دولتنا في المحافل الدولية.. ليس أمامنا وقتا لإضاعته. نحن نعرف ذلك". وشهدت تركيا أمس الأول الأحد انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة تجاوزت نسبة المشاركة فيها88 %، حسب نتائج أولية غير رسمية. وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات التركية أمس الاثنين فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد، بعد حصوله على معظم الأصوات. وأظهرت النتائج الأولية، حصول مرشح "تحالف الشعب" للرئاسة رجب طيب أردوغان على 52.55% من أصوات الناخبين، فيما حصل مرشح حزب الشعب الجمهوري محرم إنجه على 30.67% من الأصوات. وسيطرت تركيا قبل نحو ثلاثة أشهر على مدينة عفرين. ثم نجحت في إقناع واشنطن بالضغط على الأكراد للانسحاب من منبج. و"المنظمات الإرهابية" هو مصطلح تطلقه تركيا على معظم الفصائل الكردية التي تعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني وعلى وجه الخصوص وحدات حماية الشعب.وتسيطر وحدات حماية الشعب التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية على معظم الأراضي الواقعة في الشمال السوري. وفي نفس السياق أكد محرم اينجه المرشح للانتخابات الرئاسية التركية عن حزب الشعب الجمهوري المعارض أن تركيا انتقلت إلى حكم "نظام متسلط" بفعل التعديلات الدستورية التي دفع رجب طيب أردوغان وحزبه باتجاهها. ونقلت تقارير صحفية عن اينجه قوله في مؤتمر صحفي في أنقرة أمس: إن على أردوغان أن "يتوقف من الآن فصاعدا عن التصرف بصفته الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الحاكم... بل يجب أن يكون رئيسا ل 81 مليون تركي". وتتهم المعارضة أردوغان البالغ من العمر 64 عاما بالميل نحو الاستبداد خصوصا منذ 15 جويلية 2016 إثر محاولة انقلاب أعقبتها حملات للنظام ضد قطاعات عريضة من المعارضة والصحافيين وأثارت قلق أوروبا.ويشكل فوزه في انتخابات الأحد تكريسا أكبر لسلطته. إذ تنتقل البلاد الآن من نظام برلماني إلى رئاسي تتركز فيه غالبية السلطات التنفيذية بيد الرئيس وذلك بموجب استفتاء أجري العام الماضي. ومن جهتها علقت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الأمريكية، على نتائج الانتخابات التركية، واصفة فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية ثانية بنسبة تتجاوز ال51%، بالخيار الاستبدادي.وقالت الصحيفة أمس إن الديكتاتور التركي رجب طيب أردوغان زعم الفوز في الانتخابات التي تسفر في النهاية عن استيلائه على سلطات جديدة عديدة توسع من حكمه الاستبدادي. رأي خبير المحلل السياسي أنطوني سكينر: «تهديدات أردوغان حول سوريا يعني أن المواجهة العسكرية المباشرة بين الجيش التركي والقوات الأمريكية أصبحت ممكنة»، وأن العلاقة بين الطرفين "باتت على شفير الهاوية.".. والخلاف في الموقف من وحدات حماية الشعب الكردية هو السبب الأساسي لتدهور العلاقة بين واشنطنوأنقرة منذ أكثر من سنة، مع العلم أنهما في الحلف الأطلسي.