«تحرم من اجتياز الباكالوريا لمدة 5 سنوات» هي ارسالية فاجأت يوم الاعلان عن نتائج الباكالوريا نحو 585مترشحا بعد ان صرحت لجان وزارة التربية بثبوت تورطهم في حالات غش. تونس (الشروق): استياء واسع في صفوف عدد من الأولياء الذين فوجئوا يوم الاعلان عن النتائج بحرمان ابنائهم من اجتياز امتحان الباكالوريا طيلة 5سنوات بسبب اصطحاب ابنائهم لهواتف جوالة او اجهزة الكترونية لمركز الامتحان دون ان يحاول هؤلاء المترشحون استغلال هذه الاجهزة في الغش. وقد دعا عديد الاولياء الذين شعروا بان ابناءهم مظلومون وزارة التربية لتدارك وضعية أبنائهم المترشحين لامتحان البكالوريا والذين سلطت عليهم عقوبة المنع من هذه المناظرة لمدة 5 سنوات بتهمة الغش ومن بين هؤلاء المترشحين التلميذة امل برينيص من المعهد الثانوي بالزهروني شعبة اقتصاد وتصرّف والمتحصلة على معدل سنوي 13.5خلال السنة تقول وقد غلبت الدموع والدتها التي رافقتها الى مقر جريدة «الشروق» ان احدى زميلاتها طلبت منها قبل اجراء الامتحانات التطبيقية للباكالوريا التي انطلقت قبل الامتحانات الرسمية بنحو 15يوما ان تضع هاتفها الجوال في حقيبتها وهو ما تم فعلا دون التثبت من ان الهاتف الجوال مغلق و خلال الامتحان رنّ الهاتف الجوال فحجزه الاستاذ المراقب وتم اتخاذ الاجراءات اللازمة والتثبت من عدم استخدام الهاتف في الغش وقد اطمأنت المترشحة الى ان الحادثة مرت بسلام واجتازت امتحان الباكالوريا لكنها فوجئت يوم الاعلان عن النتائج بعقوبة الغش التي تحرمها من اجتياز الباكالوريا طيلة 5سنوات. عديد التلاميذ لم يستوعبوا ان القانون يفرض عليهم تحجير اصطحاب الهاتف الجوال ليس فقط داخل قاعة الامتحان بل ايضا في كامل مركز الامتحان وهو ما جعل عددا منهم يعاقبون لانهم اصطحبوا الجوال في اروقة مركز الامتحان اوالساحة... وقد صرّح العديد منهم أنهم اصطحبوا هواتفهم دون استعمالها في الغش بل ان منهم من سلموها للأساتذة المراقبين على غرار احد المترشحين الذي نشر على شبكات التواصل الاجتماعي فيديو لقي تفاعلا كبيرا من مستعملي الفايس بوك صرّح فيه انه سلّم بنفسه الجوال للأستاذ المراقب قبل انطلاق الامتحانات لكنه فوجئ يوم الاعلان عن النتائج بإرسالية حرمانه من الامتحانات. والسؤال المطروح لماذا يتم توجيه عقوبة الغش القاسية إلى المترشحين الذين لم يحاولوا الغش ولماذا لا تتم مراجعة هذه العقوبات باعتبار ان القانون جديد وبعض العائلات والمترشحين لم تدرك معنى تحجير اصطحاب الهواتف الجوالة لمراكز الامتحان كما ان بعض التلاميذ تعوّدوا على المراجعة للحظات الاخيرة والكثير منهم يستخدم الجوال للغرض عبر تصوير بعض الملخصات كما ان من بين المترشحين من سلّم طواعية جواله فلماذا تتم معاقبتهم بكل هذه القسوة؟ وللإشارة فقد عدلت وزارة التربية قوانين ضبط نظام امتحانات الباكالوريا في ما يتعلق بالعقوبات وممارسات الغش وسوء السلوك. وينصّ التعديل الجديد على تكفّل اللجان المكلفة بمهمة التحقيق في الغش أو محاولة الغش أو سوء السلوك، تقديم الملفات التي تعمل عليها إلى لجنة وطنية تتولى تقرير العقوبات ضد التلاميذ الذين ثبت تورطهم في الغش أو سوء السلوك. وكانت لجنة التحقيق هي من تتولى في السابق مهمة إصدار العقوبات في هذا الشأن وحول امكانية تعديل هذه العقوبات ذكرت مصادر مطلعة من وزارة التربية ل»الشروق» ان القانون واضح وصريح ولا يمكن عدم تطبيقه كما أن وزارة الاشراف كانت قد نبّهت الاسر والمترشحين عبر حملة واسعة وارساليات موجهة للمترشحين تنبه الى تحجير اصطحاب التجهيزات الالكترونية والهاتف الجوال لمراكز الامتحان كما نبّهت للعقوبات المسلطة على المخالفين ودعت الاولياء الى تحمّل مسؤولياتهم في هذا الشأن. وكان مدير عام الامتحانات عمر الولباني ووزير التربية حاتم بن سالم قد نبها في مناسبات عديدة ان وزارة التربية تعتزم تطبيق القانون كما صرّحا بان الوزارة كثّفت من الومضات التحسيسية التي تؤكد على المترشحين لهذه المناظرة وتحجر عليهم اصطحاب أي نوع من انواع الاجهزة الإلكترونية إلى قاعة الامتحان. كما تم التاكيد على اعتزام الوزارة تطبيق القانون، وأنه لا رجعة في قرار العقوبات. واشارت مصادرنا الى ان لجان وزارة التربية اجتمعت واخذت القرار وأقرت العقوبات ومحاولة الغش عقوبتها 5 سنوات منع من اجتياز الباكالوريا كما ان العقوبات متعلقة كذلك بالمترشحين الذين ضبطت بحوزتهم هواتف جوالة في حالة عدم استعمال. والقانون واضح وصريح ولا يمكن عدم تطبيقه او التراجع عنه. عقوبة الغش الغشّ أو محاولة الغشّ : تحجير الترسيم في الامتحان لمدة خمس سنوات (5) مع الرفت من جميع المؤسسات التربوية العمومية. سوء السلوك : تحجير الترسيم في الامتحان لمدة ثلاث (3) سنوات مع الرفت من جميع المؤسسات التربوية العمومية. الغشّ أو محاولة الغشّ المقترن بسوء السلوك : تحجير الترسيم في الامتحان لمدة ست (6) سنوات مع الرفت من جميع المؤسسات التربوية العمومية.