يتواصل الجدل في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك حول تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة بين شقين احدهما مساند لمضامينه والثاني رافض لما ورد فيه بما يعيد الى الاذهان معركة الهوية التي تفجرت في تونس عقب السنوات الاولى للثورة. واختار الشق الاول من التونسيين مسايرة موقف علماء الزيتونة الذي اتهم لجنة الغرض بنشر الاباحية والفاحشة وتغذية الارهاب وضرب استقرار المجتمع من ذلك اعتبر برهان النفاتي دكتور في اصول الفقه أن:» ظهور التقرير في هذه الآونة موجب لمفسدتين ، صرف النّاس عن المشاغل الحيويّة للمجتمع التّونسي و عن معالجة ما ينخر في جسمه،وتعميق الهوّة السّاحقة بين تيّار متأصّل متشبّث بهويّته،وثان وفيّ لكلّ وافد من الغرب،بما يؤجج نار التّناحر الإيديولوجي،ويسهم في استمرار التّراشق بالتّهم«. كما دون بشير البجاوي:» هو تقرير إنطباعي مع تأثر ملحوظ بما يسمى Théorie du genre المفروضة من طرف الإتحاد الأوروبي ، بالنّسبة لتوزيع المواريث فذلك محدّد بوضوح بالنص القرآني لاجدال فيه ومن يؤمن بالله واليوم الآخر يجب عليه الإمتثال لما حدده النص في هذا الموضوع» . في المقابل ادانت العديد من التدوينات المنشورة على الفايسبوك ماطال التقريرمن تشويه واقحام قضايا لم يتضمنها معلنين حملة تعاطف مع رئيسة اللجنة بشرى بالحاج حميدة ضد موجة السب والشتم والتكفير التي تعرضت لها وفي هذا السياق دون استاذ التاريخ المعاصر عبد الله الحناشي: «قد لا يستغرب العنف اللفظي والتشويه والتكفير الذي يعتمده بعض الافراد من «العامة» تجاه لجنة الحريات الفردية والمساواة وهو اسلوب مدان غير ان اعتماد نفس الاسلوب من قبل بعض المتعلمين و»المثقفين»و الناشطين «السياسيين» ، مهما كان اختلافهم مع مضمون التقرير، سلوك مدان ومستهجن ولا يليق بموقع هؤلاء...» واختار رجب الغمراسي التفاعل مع بيان الزيتونيين حيث دون: «سنة 1846: «علماء» الزيتونة ضد إلغاء العبودية، ، سنة 1956:»علماء» الزيتونة ضد مجلة الأحوال الشخصية .سنة 1957:»علماء» الزيتونة ضد الجمهورية ،سنة 2018:»علماء» الزيتونة ضد مجلة الحقوق والحريات. وكتب شكري المبخوت:» مرّة أخرى تؤكّد حامعة الزيتونة انها خارج التاريخ غارقة في الكتب الصفراء عاجزة عن الاجتهاد وإدراك الواقع والتفاعل معه. إنّهم دون الطاهر الحدّاد والفاضل بن عاشور قاصرون عن فهم التاريخ وحركته. مصيرهم مزيد من الانزواء في الفكر السلفيّ. لقد كشفوا حقيقة بضاعتهم منتهية الصلاحيّة وأسفارهم المنقولة بعيدا عن روح الشريعة وحيويّة النصّ.»