مثّل مونديال روسيا 2018 فرصة لعشاق كرة القدم لمتابعة نجوم جدد صنعوا الفرجة وجلبوا الانظار اليهم بعد ان تساقط «كبار» العالم كأوراق الخربف، واكثر ما شدّ الانتباه في نسخة روسيا، المنتخب الفرنسي الذي تمكن من بلوغ النهائي بعد اخماد ثورة «الشياطين الحمر» منتخب بلجيكا والذي مثّل مفاجأة المونديال. المنتخب الفرنسي ظاهرة في حدّ ذاته بالنظر الى الخليط من الجنسيات الذي يؤثثه، وهنا نتحدث عن الجنسيات المزدوجة للاعبي المنتخب الفرنسي، فنجم «الديكة» كيليان مبابي من اصول كاميرونية والحارس «ماندانا» من أصول كونغولية والمدافع «صامويل أومتيتي» مدافع برشلونة الإسباني من أصول كاميرونية والمدافع «رافائيل فاران» يمتلك جنسية سانت مارتين الكاريبية ويلعب في صفوف ريال مدريد الإسباني والمدافع «بينيامين ميندي» لاعب مانشستر سيتي من أصول سنيغالية و»لوكاس هيرنانديز» مدافع أتليتيكو مدريد من أصول إسبانية و»كيمبيمبي» لاعب باريس سان جيرمان أصول كونغولية و» بليز ماتويدي» نجم جوفنتوس من أصول أنغولية ومتوسط الميدان «بول بوغبا» من أبرز اللاعبين في تشكيلة المنتخب الفرنسي ومانشستر يونايتد من أصول غينية و»كانتي» من أصول مالية» ومتوسط الميدان «نبيل فقير» لاعب ليون الفرنسي من أصول جزائرية وحتى المهاجم «أنطوان غريزمان» أحد العلامات الفارقة في المنتخب الفرنسي ينحدر من أصول إسبانية و»عثمان ديبميلي» جناح برشلونة الإسباني وأحد أبرز الوجوه الشابة من أصول مالية. مقترح سويسري نجاح المنتخب الفرنسي بخليط اللاعبين من مختلف الجنسيات جعل المشرفين على الكرة العالمية يعيدون النظر في القوانين الخاصة باللاعبين ذوي الجنسيات المزدوجة خاصة بعد الصراعات الكبرى بين الاتحادات حول اللاعبين الحاملين لأكثر من جنسية. هذا الأمر جعل الامين العام للاتحاد السويسري لكرة القدم يتقدم بمقترح يقضي بضرورة تخلي اللاعبين مزدوجي الجنسية عن جنسيتهم الثانية. مقترح سويسري الهدف منه الحفاظ على اللاعبين السويسريين الذين يتلقون تكوينهم في سويسرا ثم يمثلون منتخبات اخرى وهو ما جعل الاتحاد السويسري يتقدم بمقترح للاتحاد الدولي لكرة القدم يقضي بضرورة ربط اللاعبين من مزدوجي الجنسية كي يمثلوا البلد الذي ترعرعوا فيه وتلقوا فيه تكوينهم الكروي الاول وكان له الدور الاكبر في بروزهم. ضربة موجعة للمغاربة يؤكد الامين العام للاتحاد السويسري لكرة القدم ان المقترح وقع عرضه على ال»فيفا» وسيقع النظر فيه خلال الاجتماع القادم للاتحاد الدولي، ويبدو ان هذا المقترح ستتضرر منه كرة القدم المغاربية خاصة لو وقعت المصادقة عليه ذلك ان منتخبات تونس والمغرب والجزائر تعتمد غالبا على اغلبية لاعبين يحملون الجنسية الفرنسية. فمنتخبنا الوطني مثلا يضم حاليا 7 لاعبين يحملون الجنسيتين التونسية والفرنسية وتلقوا جميعا تكوينهم في فرنسا وهم حارس المرمى معز حسان (شاتورو الفرنسي) وديلان براون (لاغنتواز البلجيكي) ويوهان بن علوان (ليستر سيتي) والياس السخيري (مونبيليه) وسيف الدين الخاوي (تروا) ووهبي الخزري (ران) ونعيم السليتي (ديجون).