دفعت الازمة السياسية التي تعيشها البلاد بعديد السياسيين الى التحرك في محاولة منهم لاستغلال التقلبات لفائدتهم وذلك عبر البحث عن تموقع جديد على الساحة السياسية. تونس الشروق: بالتوازي مع تواصل الازمة الحكومية والتقلبات المختلفة داخل حزب نداء تونس، تحاول بعض الوجوه السياسية استغلال الاوضاع لفائدتها وذلك عبر التحرك هنا وهناك والمناورة واطلاق التصريحات المثيرة او التعبير عن نوايا مختلفة. حزب بن غربية الفترة الاخيرة شهدت استقالة وزير العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الانسان مهدي بن غربية الذي ربط الاستقالة بالازمة السياسية الاخيرة ووصفها بانها خدمة للمصلحة الوطنية. لكن تردد في الايام الاخيرة ان بن غربية شرع منذ استقالته في الاعداد لمشروع سياسي جديد (حزب أو حركة). وكانت « الشروق اونلاين» قد اشارت امس الى ان هذا الحزب قد يكون وراءه رئيس الحكومة يوسف الشاهد وسيضم عدة وجوه وشخصيات سياسية هامة وقد يكون من بينهم بعض اعضاء الحكومة الحالية. عودة بلحاج الى النداء ومنذ يومين اعلن المنسق العام لحركة تونس اولا رضا بلحاج عودته الى حزبه الاصلي نداء تونس الذي غادره منذ سنوات وأسس الحركة المذكورة. ويبدو أن بلحاج خطط لاستغلال الازمة التي يعيشها نداء تونس وبحث مؤسسه الباجي قائد السبسي في المدة الاخيرة عن استرجاع « الغاضبين» الذين غادروه وهناك من اعتبر ان بلحاج تلقى وعودا من الباجي قائد السبسي بأن تسند له مهمة قيادية عليا فِيه. ويتردد ان عودة بعض الغاضبين الآخرين الى النداء أصبحت وشيكة. تحرّك طوبال الأزمة الاخيرة ايضا دفعت بمجموعة من نواب كتلة نداء تونس يقودها رئيس الكتلة سفيان طوبال وأطلقت على نفسها اسم «الهيئة السياسية» الى التحرك بشكل منفرد عن الحزب وقالت ان لها كل الشرعية في التحرك باسم الحزب وأعلنت دعم الاستقرار الحكومي (وهو موقف مخالف للموقف الرسمي للحزب) ودعت الى عقد مؤتمر للحزب.. وهذا التحرك صنفه المتابعون أيضا ضمن قائمة تحرّكات الوجوه السياسية التي وجدت في الازمة الاخيرة دافعا للظهور السياسي وللبحث عن تموقع جديد. حظوظ النجاح هذه التحركات قد تكون متبوعة في الأيام القادمة بتحركات مماثلة من وجوه سياسية أخرى حسب ما سيخطط له كل منها في اطار استغلال الازمة القائمة بين الفاعلين او أزمة الحزب الحاكم نداء تونس. ويرى متابعون ان هذه التحركات قد تكون اما بتكوين مشروع سياسي جديد او بالانضمام الى حزب قائم او بالعودة الى الحزب الاصلي (بالنسبة لمن غادروا نداء تونس) او عبر «الانشقاق» عن الحزب الأصلي. لكن يبقى التساؤل الأهم بعد مثل هذه التحركات هو مدى قدرتها على النجاح وعلى تقديم الإضافة إلى الساحة السياسية ومدى قدرتها على المساهمة في اثراء الحياة السياسية في الفترة القادمة التي ستشهد بداية الاستعداد لانتخابات 2019. فرضا بلحاج قد يصطدم داخل النداء بواقع مغاير لما تركه عند مغادرته قبل سنوات. وسفيان طوبال قد لا يجد السند اللازم للمواصلة في ما أقدم عليه مؤخرا رفقة مجموعة من النواب. وبالنسبة لمهدي بن غربية فانه في صورة ذهابه فعلا الى تكوين حزب فان حظوظ النجاح تبقى بدورها غير مضمونة في ظل ما ستشهده الساحة السياسية من تطورات. ويرى المتابعون أيضا انه اذا كانت تحركات هؤلاء في هذه الفترة فقط من أجل استغلال الازمة القائمة أو من أجل تصفية حسابات سياسية او شخصية ضيقة فان مصيرها سيكون الفشل ولن تقدم اية إضافة للمشهد العام وستكون حظوظها ضئيلة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة.