دمشق (وكالات) تلوح محافظة إدلب كمنطقة ساخنة مع اقتراب الجيش السوري من حسم أمرها مع ما بقي من الجيوب المسلحة في جنوب البلاد. واعلنت تقارير اعلامية ان ادلب هي الوجهة العسكرية المقبلة قائلة إن مسلحي جبهة النصرة يحشدون منذ الآن على امتداد خطوط الدفاع تحسباً لاجتياح قريب. وفي خضم مضاربات إعلامية حول ملامح المواجهة وسيناريوهات الحل، عادت وزارة الخارجية التركية لتحذر من مغبة مهاجمة المواقع المسلحة في المدينة، وذلك بعد نحو أسبوع من موقف مماثل من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان في مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. ويبدو أن السيناريو الذي اعتمدته الدولة السورية مؤخراً باتفاقات التسوية في محيط دمشق، وتجميع مقاتلي الفصائل المسلحة في "إدلب" قد يكون الخطوة "الأذكى" في حربها التي تخوضها منذ ستّ سنوات على أرضها، والتي سترسم ملامح معارك المرحلة القادمة. من جهته أكد أحمد منير مستشار وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية في سوريا، تلقي عددا كبيرا من الطلبات من سكان محافظة إدلب وريفهابإجراء تسويات وتهيئة دخول الجيش السوري إلى تلك المناطق. وأوضح منير خلال مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" :"كثير من أهالي إدلب وريفها يتواصلون مع وزارة المصالحة الوطنية ومع الجيش (السوري) ومع مركز المصالحة الروسي في حميميم، من أجل إجراء تسويات مباشرة وتهيئة دخول الجيش السوري إلى هناك". وقال في هذا الصدد، إن المصالحة شعار وطني ترفعه الدولة، مشيرا إلى أنها مكنت قوات الجيش السوري من تحقيق انتصار كبير في الجنوب حيث كانت يد الجيش على الزناد، والأخرى ممدودة إلى المصالحة والمسامحة، حسب تعبيره. وأضاف منير أن ما يدور فوق الأرض يعتبر انتصارا للشعب السوري، قائلا: "الشعب السوري سينتصر بالمصالحة والمسامحة.. إدلب قادمة إلى المصالحة والمسامحة وإنهاء التكفير فيها سيكون بجهود أبنائها". بدوره قال الشيخ سعود المبارك أحد وجهاء إدلب وعضو لجنة المصالحة فيها لوكالة "سبوتنيك": "إن عجلة المصالحات الوطنية كانت قد بدأت بشكل غير علني منذ سنة ونصف السنة بعدة مناطق بمحافظة إدلب بالتنسيق بين القيادة السورية وبرعاية من الجانب الروسي حيث توصلنا إلى ضم 500 قرية وبلدة إلى نظام المصالحات الوطني بعد سلسلة من المشاورات والاتصالات التي تمت مع أهالي هذه البلدات".