رَحل نبيل معلول إلى قطر لكن الجدل حول تجاوزاته مع المنتخب والأموال التي لَهفها من جامعة الكرة لم يَنته بعد ولاشك في أن غياب عنصر الشَفافية في تَعاملات مكتب وديع الجريء ساهم بشكل فعّال في الصّخب الكبير بشأن العلاقة التعاقدية التي كانت تربط الجامعة والمدرب المُستقيل. وكانت لجنة النفاذ إلى المعلومة قد طالبت بتقديم الإيضاحات بخصوص تفاصيل عقد المدرب الوطني هذا في الوقت الذي واصلت فيه الجامعة سياسة التضليل والتَعتيم لتغيب بذلك الحقائق وتَتضارب الأقوال حتى أن الوزارة قالت إن معلول يقبض 40 مليونا في حين يؤكد مكتب الجريء أنّ «أجيره» كان يَتقاضى 34 ألف دينار فحسب. الخبر اليقين المعلومة اليقين جَاءت بعد إطّلاعنا على نسخة من العقد الذي كان يربط معلول بالمنتخب قبل الالتحاق ب»الدحيل» مَرفوقا بالمساعد «الظَاهرة» نادر دواد الذي يُوفّر له صديقه الرّزق في تونسوقطر. وتشير النّسخة التي بحوزتنا الى أن الراتب الشهري الخام لمدربنا الوطني المُستقيل يُقدّر ب 40 مليونا. ولئن يبدو هذا المبلغ عَاديا في نظر البعض فإن المنح المرصودة للمدرّب أثناء تحقيق الأهداف المرسومة وخلال التربّصات المُغلقة يطرح أكثر من سؤال ذلك أن العقد ينصّ على حصول «الكُوتش» على ضعف المنحة المرصودة ل»الكَوارجية» ما يعني منطقيا بأن معلول «التقمَ» 200 مليون أويزيد بعد التأهل إلى المُونديال بما أن المبلغ المخصّص للاعبين في حدود مائة ألف دينار أو أكثر بقليل (هذا دون اعتبار منح الإنتصارات). ولا نعرف للأمانة ما هو الدّور الاستثنائي الذي قام به المدرب ليظفر بمنحة مُضاعفة في حين أن اللاعبين هم من استبسل في الميدان وهم من أنقذ تونس من هزيمة مُحقّقة أمام الكونغو الديمقراطية على درب العبور إلى النهائيات المُونديالية التي بَلغتها عناصرنا الدولية في خمس مرات ما يدل على أن الذهاب إلى روسيا ليس بالإنجاز الفريد كما زَعم معلول. والأدهى والأمر أن السّطر الأخير من الفصل الرابع للعقد يمنح معلول الحقّ في الحصول على منحة ب 200 دينار عن كلّ يوم عمل في التربصات المُغلقة هذا في الوقت الذي يتشدّق فيه الرجل صباحا مساءً بالوطنية وبالتضحيات الجسيمة والتَنازلات العديدة التي قدّمها من أجل عيون المنتخب. ويعرف القاصي والداني أن عدد المعسكرات في عهد معلول كان كبيرا وهو ما عاد على صاحبها حتما بمداخيل مُعتبرة ليضيفها إلى رصيده البنكي المُنتفخ أو ليبني قصرا فَخما في الحمّامات أوقمرت والفضل للمنتخب الذي أغدق عليه المال وقَدّم له المُونديال على طبق من ذَهب. الطريف أن العقد يُشدّد في فصله السادس على أهمية البرمجة الدقيقة والتي كانت غائبة في تحضيرات المنتخب مع معلول الذي نظّم تربّصات عشوائية أضرّت بعناصرنا الدولية وأفسدت نسق بطولتنا المحلية. اخلالات من جهة أخرى يفرض العقد المُبرم بين الجامعة ومعلول عدم الادلاء بأية تحاليل فنية أوتصريحات صحفية دون استشارة الإدارة الفنية والجامعة وقد «عبث» معلول طبعا بهذا الاتفاق بما أن أنه أشعل الأجواء بخطاباته الاستفزازية المُسيّسة تارة والمُغلّفة بالدين تارة أخرى (كتمجيد قطر والتأكيد على أن مصيره مع المنتخب رهن صلاة الإستخارة). كما تحدّى الرّجل الجميع ولم ينقطع عن التحليل في الأستودويهات القطرية في تَعدّ صارخ على المنتخب الوطني وسط صَمت المسؤولين لتورّطهم في اللّعبة نفسها: أي لُعبة المصالح. اللّغز متواصل التفاصيل المذكورة عن العلاقة التعاقدية بين معلول والجامعة تهمّ الفترة التي سبقت إتفاق الطرفين على تمديد العقد إلى 2022 مقابل امتيازات أرفع بتأكيد رسمي من المدرّب نفسه. ولم يقع بعد الكشف عن جملة الامتيازات التي غَنمها معلول بعد تنقيح العقد الذي كان من المفروض أن يتواصل من 1 ماي 2017 إلى 30 جوان 2019 (قبل التمديد إلى 2022 ثمّ إعلان الإنفصال في الأيام الأخيرة). وتحوم الكثير من الشكوك حول الاتفاقية الاضافية بين معلول والجريء الذي انتهج التَعتيم ولا يُمكننا إلاّ أن نُعلمه بأنه «شيء ما يَتخبّى» في تونس.