لاشكّ في أن خَبر انتقال مدافعنا الدولي ياسين مرياح من صفاقس إلى «أولمبياكوس» سيثلج صدور الناس المَغرمين بالكرة خاصّة أن هذه المَوهبة تعيش حالة من الضّياع منذ أشهر طويلة بفعل ألاعيب «السَماسرة» وتُجّار الكلام الذين أوهموه بأنّه الأفضل في برّ تونس بل في كامل أنحاء إفريقيا وذلك بدل دعوته إلى التركيز على الميدان وتَنبيهه إلى نقائصه وهي كثيرة بدليل الأخطاء «الفظيعة» في المُونديال الأخير. وبعد أن رأت هذه الصّفقة المُعتبرة النّور يُسدل السّتار على فصل مُهمّ من مسلسل مرياح دون أن يُغلق ملف احتراف لاعبنا بالكامل خاصّة ان عدّة جهات ستطالب بالحصول على مَنابها من «الكَعكة» التي قُدّرت قيمتها بحوالي ستة مليارات. وَيَتساءل الكثيرون عن «المَصير» الذي ينتظر نصيب الجامعة التونسية لكرة القدم من هذه الصّفقة الخارجية بما أنّ القوانين الرياضية تنصّ على تنزيل 5 بالمائة من قيمة هذه العملية في حسابات جامعتنا التي كانت قد دخلت في وقت سابق في «معارك» كلامية ونزاعات قضائية مع هيئة «السي .آس .آس» بسبب انتقالات فخرالدين بن يوسف والفرجاني ساسي وعلي معلول إلى «ماتز» الفرنسي والأهلي المصري. وقد ألزمت الجامعة آنذاك إدارة النادي الصفاقسي بدفع حوالي ربع مليار بعنوان مَنابها من هذه الصفقات الخارجية وسط إحترازات كبيرة في الطيّب المهيري الذي وصف أهله هذا القرار ب»المَظلمة». ومن المؤكد أن الخلافات القائمة بين الجانبين منذ فترة ليست بالقصيرة قد تُلقي بظلالها على قضية الحال: أي مناب الجامعة من صفقة تحوّل مرياح من صفاقس إلى اليونان. ومن المعلوم أن التوترات بين جامعة الجريء وإدارة خماخم ناجمة عن عدة تراكمات منها الصراعات المذكورة آنفا والتضييقات التي انتهجتها الإدارة الفنية للجامعة لتأهيل بعض مدربي «السي .آس .آس» («نستور» نموذجا) علاوة على الأضرار التي لَحقت بالفريق نتيجة الأخطاء التحكيمية التي «وَرّطت» خماخم وجعلته عُرضة للشطب بقرار مثير من الجامعة. وبالتوازي مع الملف المُتعلّق بنصيب الجامعة من صفقة مرياح من المُتوقّع أن تظهر «قضية» أخرى تَهمّ مناب وكيله الذي قد يلجأ إلى القضاء ما لم يقع «إنصافه» وتمكينه من حقوقه المادية هذا بعد أن تعمّدت بعض الجهات «التفريق» بينه وبين لاعبه الذي خضع ملف احترافه إلى الكثير من التجاذبات الخَفية والصراعات الجانبية حتى أن البعض كان يَتّهم بصفة علانية المدرب المُستقيل من المنتخب بالتأثير في خيارات اللاّعب. وهُناك أطراف أخرى مَعنية بصفة غير مباشرة بالملف والحديث بالأساس على جمعية أريانة ونجم المتلوي بما أن مرياح تكوّن في الفريق الأول ولعب لفائدة الثاني وهو ما يجعلهما يستفيدان بنصيب معلوم من هذه الصّفقة الخارجية هذا طبعا بعد الاستظهار بالوثائق الضرورية والأمل كلّه أن لا «تَضيع» الأوراق التي تضمن لهما مَنابهما كما حصل من قبل في العملية الشهيرة بين المساكني و»البقلاوة» وما ضاع حق وراءه طالب..