دفع تأكيد المستشار السياسي لرئيس الجمهورية نور الدين بن تيشة بخصوص عدم استشارة رئيس الحكومة لرئيس الجمهورية في مقترح تعيين وزير الداخلية الجديد الى بيان تعميق الازمة بين الشاهد وقرطاج والنداء. تونس الشروق: وكان المستشار السياسي لرئاسة الجمهورية نور الدين بن تيشة قد ادلى بتصريح اعلامي أكد من خلاله عدم استشارة رئيس الحكومة يوسف الشاهد لرئيس الجمهورية بشأن مقترحه في تعيين هشام الفوراتي وزيرا للداخلية. ولئن تخوّل الصلاحيات الدستورية المبينة في الفصل 89 من الدستور لرئيس الحكومة حق اختيار فريقه الحكومي واستشارة رئيس الجمهورية في حقيبتي الدفاع والخارجية فحسب، فانه جرى العرف أن تقع مشاورة بين القصبة وقرطاج بخصوص تعيين وزراء الداخلية سيما وان رئاسة الجمهورية تدير ملف الامن القومي. ولا يتعارض تصريح بن تيشة مع تصريح الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية سعيدة قرّاش أمس والتي أكدت اعلام الشاهد لرئيس الجمهورية بالقرار وذلك لان الصلاحيات الدستورية تقضي بالأعلام لا بالاستشارة، فهل في غياب الاستشارة تعميق للازمة بين القصبة وقرطاج؟ تجاهل حزب النداء من جهتها أكدت النائب هالة عمران من كتلة حزب نداء تونس للشروق أن مقترح التعيين الذي قدمه الشاهد بخصوص وزير الداخلية الجديد لم يقع فيه التشاور مع رئيس الجمهورية وفق تأكيدات من داخل قصر قرطاج، واضافت عمران أن ملف الأمن القومي يديره رئيس الجمهورية وحتى ان كانت الصلاحيات الدستورية تعطي الحق لرئيس الحكومة التعيين فانه كان عليه استشارة رئيس الجمهورية في الغرض. وأكدت هالة عمران ان حزب نداء تونس علم بمقترح التعيين عبر وسائل الإعلام وتفاجأ بذلك حيث لم تقع استشارة هياكله المركزية ولا كتلته البرلمانية بما من شأنه تعميق الازمة مع الحزب ومع رئاسة الجمهورية مضيفة بأنّ اجتماع الكتلة البرلمانية اليوم سيحسم في اتجاه التصويت بخصوص عرض المقترح على البرلمان. تعميق الازمة السياسية واوضح النائب لطفي النابلي من نداء تونس للشروق أنه خلال اجتماعهم برئيس الجمهورية الاخير لم تقع الاشارة الى مقترح التعيين المذكور بما من شأنه تأكيد عدم التشاور مع رئيس الجمهورية مضيفا بأن هذا التعيين زاد في تعميق الازمة حيث أضحى الوضع السياسي مقلقا للغاية. واعتبر النابلي ان الشاهد بإعلانه القيام بتحوير وزاري عميق في حواره التلفزي الاخير ماكان عليه جس نبض البرلمان بمقترح تعيين وحيد قائلا:» التعلل اليوم بالفراغ الأمني في اقتراح وزير جديد للداخلية لا معنى له حيث تمت إقالة الوزير السابق لطفي براهم دون وجود بديل له على رأس احدى وزارات السيادة. في المحصلة سينتهي اجتماع كتلة نداء تونس اليوم عند قرار نهائي حاسم بخصوص مقترح تعيين وزير جديد للداخلية اليوم والسيناريوات مفتوحة على تشكيل اغلبية رافضة له ،وهذا من شأنه المزيد من تعميق الازمة بين رئاسة الحكومة و حزب نداء تونس ورئاسة الجمهورية، فهل ستُفعل مبادرة المصالحة بين رئيس الحكومة والمدير التنفيذي لنداء تونس التي يجري الترويج لها في الكواليس بهدف انهاء الازمة السياسية ام ان الوضع السياسي متجه نحو المزيد من التعقيد؟