ترتبط منطقة الشبيكة إداريا بمعتمدية تمغزة ويبلغ عدد سكانها حوالي1150 نسمة وقد تخلّى سكان منطقة الشبيكة عن القرية القديمة المنحوتة داخل هضبة إثر الفيضانات التي شملت المنطقة سنة 1969 وتمّ تعويض القرية القديمة بمنطقة سكنية حديثة بجانب وادي الشبيكة و تقع واحتها بالجنوب الغربي التونسي ( ولاية توزر ) وتبعد حوالي 70 كلم عن مدينة توزر ، على سفح السلسلة الجبلية " قفصة تمغزة " وتقدر مساحتها ب25 هكتارا يستغلها حوالي 70 فلاحا ويرتكز التنوع البيولوجي الزراعي بالواحة على التمور وخاصة صنف العليق فمنطقة الشبيكة معروفة به ، بالإضافة إلى الأشجار المثمرة المختلفة والخضروات حسب ما أفادنا به رئيس التنمية واحة الشبيكة محمد بنيونس . المميزات التاريخية والثقافية لواحة الشبيكة تتضمن منطقة الشبيكة استنادا على وثيقة أعدتها وزارة البيئة والتنمية المستدامة " دليل الواحات النموذجية لمشروع التصرف المستديم بالمنظومات الواحية بتونس " .بدعم من البنك الدولي وصندوق البيئة العالمية عددا من المواقع الأثرية والتاريخية ويعتبر مقام الولي الصالح سيدي سلطان بن سليمي من أهمّ المعالم التاريخية بالمنطقة وتتحدث الأسطورة القديمة عن قدرة هذا المعلم باعتبار ارتفاع موقعه على حماية القرية وسكانها من الأرواح الشريرة ولا تزال منطقة الشبيكة تحتفظ بعديد التقاليد المتوارثة وخاصة منها الوليمة أو " الزردة " والتي يتمّ تنظيمها في إطار احتفالات سنوية ، كما تعتبر التقاليد المتعلقة بتقسيم المياه والمعروفة باسم " القادوس " تراثا ثقافيا يجلب انتباه الزائرين . التنوع البيولوجي بواحة الشبيكة تنتمي واحة الشبيكة إلى صنف " المناطق الجبلية الجافة "وتنقسم مشاهدها إلى ثلاثة أصناف وهي المناطق الجبلية ومناطق الأودية ومناطق السهول التراكمية وتوّفّر كلّ منطقة تنوّعا بيولوجيا مميزا يرتكز خاصّة على صنف العليق الموجود بكثرة في المنطقة والأشجار المثمرة وعديد الزراعات العلفية والخضروات . الأهمية السياحية لواحة الشبيكة تكمن الأهمية السياحية لواحة الشبيكة حسب مشروع التصرف المستديم بالمنظومات الواحية بتونس في مخزونها القابل للتثمين ويشمل القرية االقديمة والتي تتميز بموقعها المرتفع فوق هضبة صخرية وطرقاتها الضيقة والمغطاة ومقاماتها الدينية والتي تمثل مخزونا ثقافيا وحضاريا هاما على غرار موقع الولي الصالح " سيدي سلطان بن سليمي " أهم معلم تاريخي وثقافي بالمنطقة والخصائص الجيولوجية للمنطقة المحاذية لوادي الشبيكة والتي يمكن تثمينها كمتحف طبيعي وثقافي وتنوّع المشاهد بالشبيكة وخاصة التناقض بين خضرة الواحة والمنظومات الجبلية الجرداء والتي تشكل متحفا جيولوجيا مفتوحا ويمكن من خلال تركيز مسالك سياحية مزيد تثمين منطقة الشبيكة كوجهة سياحية مميزة. الموارد المائية واشكاليات الواحة تقتصر الموارد المائية بواحة الشبيكة على استغلال المنبع المائي بالمنطقة والذي يقع في مستوى جدار كلسي يتضمن عديد الانشقاقات ويتخذ من جبل بليجي مصدرا له على ارتفاع يناهز 70 مترا وتتمّ عمليّة الريّ بالتناوب وبالطريقة القديمة جدّا وهي " القادوس " وهو وعاء خزفي كالجرّة يتسرّب من أسفله الماء قطرة قطرة ويتمّ احتساب عدد القواديس التي يحتاجها كلّ مقسم فلاحي أثناء ريّه ويستغرق القادوس 12 دقيقة ليفرغ وحاليا قال محمد بن يونس إنّه يتمّ احتساب القادوس بما يقابله من مدة زمنية فالساعة الواحدة تساوي خمسة قواديس والهكتار الواحد يتطلب ريّه 20 قادوسا أي أربع ساعات وتختلف المدّة الزمنية للريّ حسب مساحة المقسم وتشهد الموارد المائية بالشبيكة تناقصا هاما وخاصة في فصل الصيف فهو لا يستجيب للحاجيات المائية للواحة فالدورة المائية بواحة الشبيكة في حدود 15 يوما وحلّ هذا الاشكال موجود حسب طارق سويدي رئيس الاتحاد المحلي للفلاحين بمعتمدية تمغزة ويتمثل في تعزيز شبكة مياه الري بإدخال بئر الدغيمة ضمن المنظومة الواحية بالشبيكة بالتنسيق مع المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بتوزر . وبالإضافة إلى نقص مياه الري تعاني واحة الشبيكة من عدد من الاشكاليات منها الخنزير الوحشي فلقد قام المجمع التنموي واحة الشبيكة عن طريق المشروع التصرف المستديم بالمنظومات الواحية بتسييج حوالي 60 % من مساحة الواحة في انتظار تسييج كامل الواحة لحمايتها من آفة الخنزير الوحشي . كما تعاني واحة الشبيكة من مشكل تشتت الملكية وفقر التربة وظاهرة تيبس النخيل في المسلك نتيجة قلّة المياه وتستدعي السواقي الاصلاح ... مشاريع مدرّة ومستقبل واعد لواحة الشبيكة أنجز مجمع التنمية واحة الشبيكة حسب تصريح رئيسه محمد بنيونس عددا من المشاريع المدرّة عن طريق مشروع التصرف المستديم بالمنظومات الواحية بتونس ومنها تشبيب الواحة بغراسة فسائل الدقلة بنسبة 50 % وغراسة حوالي 5000 شجرة مثمرة مختلفة في إطار التنوع البيولوجي وتجديد تربة الواحة للرفع من خصوبة الأرض وتنظيفها وشراء الأدوية والبحث عن حلول لإعادة الشباب إلى الواحة بتكوينه ودعمه بمشاريع مدرّة ولقد قام المجمع للغرض بتكوين 14 شابا في التقنيات الزراعية المختلفة ودعم بعضهم في إطار المشروع التصرف المستديم في المنظومات الواحية وتمكين امرأة واحية من بعث مشروع مدرّ للدخل واقتراح عدد من المشاريع المتصلة بالواحة لإحداثها لدعم الشباب والمرأة الواحية على غرار تربية الأرانب والمداجن وصناعة سعف النخيل والخشب والصناعات التحويلية للتمور وغيرها من المشاريع المقترحة ولواحة الشبيكة حسب قول رئيس مجمعها التنموي محمد بنيونس مستقبل واعد لاستفادتها من مشروع التصرف المستديم في المنظومات الواحية بتونس .