في خضمّ الجدل الذي رافق الجلسة العامّة لنادي حمّام الأنف تُطالعنا صورة رائعة وربّما لم يَنتبه إليها الكثيرون. الأمر يتعلّق بطفل في عمر الزّهور يرتدي «مَريول» الجمعية ويجلس وسط الحاضرين وفيهم «الكَابتن» خالد حسني الحامل لجزء كبير من تاريخ «الهمهاما». هذه الصّورة على بَساطتها تَحمل في طيّاتها جملة من الإشارات الرمزية منها تَرابط الأجيال في «بُوقرنين» وقدرة الفريق العريق وصاحب الأمجاد التاريخية على الصّمود في وجه العواصف وعلى امتداد أكثر من سبعين عاما. وذلك الطّفل هو في الحَقيقة رَمز لمستقبل الجمعية الذي سيكون زاهرا شرط تَصفية القلوب وتحسين البِنية التحتية وإيجاد الحلول الجِذرية ل»أزمة» التمويل فَضلا عن قطع الطّريق على كلّ الجهات التي تريد استغلال مدرسة هنية والسهيلي وبن شويخة وغلالة والعباسي والخلادي لتحقيق منافع شخصية أومكاسب سياسية وهذا حسب ما نطق به بعض المتدخلين أثناء الجلسة العامة المُنعقدة ليلة أمس الأوّل في البلدية التي يأمل أهل الدار أن تكون من الفاعلين في النّهوض بالنادي بعد أن نزعت جُبّة «النيابة الخُصوصية» وما رافقها من «إهمال» مُفزع للحياة الرياضية في الضَاحية الجنوبية. حضور باهت لم يرتق الحُضور إلى المستوى المطلوب فقد دارت فعاليات الجلسة العامة التَقييمية للنادي أمام عدد ضئيل من الأحباء وذلك على عكس ما كان عليه الأمر في السابق حيث كانت مثل هذه الجلسات تشهد مشاركة حشود بشرية هائلة تأتي للمساهمة في النقاشات والمُطالبة بالإيضاحات مع تقديم المُقترحات الكفيلة للنهوض بالجمعية. وقد تخلّف أيضا اللاعبون والمسؤولون السابقون عن هذا الموعد المُهمّ وذلك بإستثناء قلّة قليلة مثل خالد حسني ومعز الخلادي... وقد أطلق أبناء «الهمهاما» أثناء جلستهم العامة بقيادة رئيسي الجمعية والبلدية صيحة فزع ولم يتردّد عدد من المُتدخلين في القول إن هذا الصِّرح الكروي الكبير مهدّد ب»الاضمحلال» ما لم يتحرّك الرجال ويعالجون على الفور «أزمة» غياب المال. واقعية بن حمزة اختار رئيس «الهَمهاما» الفاضل بن حمزة سياسة المُصارحة والمُكاشفة أثناء الجلسة العامّة وقال إنّ الجمعية مُكرهة على بيع اللاعبين بين الحين والآخر لتبقى تحت الشمس ويضيف أنه لن يتردّد في التفريط في المزيد من «الكَوارجية» طالما أنه السبيل الوحيد ليعيش الفريق ويتجنّب «الضَياع» خاصّة في ظل عزوف المُدعمين و»تقصير» السلطات المحلية والجهوية في مساعدة الجمعية التي ستواجه صعوبات أكبر في ظل ارتفاع سقف المصاريف بعد العودة إلى الرابطة الأولى التي تَتمتّع فيها عدة جمعيات مُنافسة بمساعدات ضخمة وهو مؤشر آخر سلبي ومن شأنه أن يُساهم بشكل غير مباشر في تعقيد المَهمّة في حمّام الأنف. بن حمزة ذهب أكثر من ذلك وقال إنّه لن يُمارس الخطابات الشعبوية ويؤكد أنه سيواصل ضخّ المال من أجل عيون الجمعية بل أنه أعلن عدم استعداده لتقديم المزيد من التضحيات وأضاف أنّه مُتأهّب لترك منصبه بصفة فورية مع تمكين خليفته من 100 مليون علاوة على المداخيل المتأتية من عملية بيع الهدّاف عثمان السعيدي. وأكد الفاضل أن بعض الأطراف برعت في انتقاد إدارته صباحا مساءً دون أن تُساعد الجمعية بمليم واحد بل أن بعضهم يهاجمه ويطالب في الآن نفسه بالتذاكر المجانية لحضور المقابلات في نهاية الأسبوع وقال رئيس «الهمهاما» إن الاحتجاجات على التفريط في ثلة من أبناء الجمعية حكاية مَغلوطة بحكم أن الأولوية في النادي للأنفع والأصلح سواء كان من «الكَوارجية» الذين تلقوا تكوينهم في حمّام الأنف أوهؤلاء القادمين من أندية أخرى. خطاب بن حمزة لقي استحسان «الكابتن» حسني الذي قال إن الرجل وجّه رسائل مضمونة الوصول إلى كلّ الأطراف التي دأبت مؤخرا على «التشويش» على الفريق والتهجّم على مسؤوليه بدل أن تَدعمهم ماديا ومعنويا. نقاشات طرح المحبّون جملة من النقاط المُهمّة على رأسها التدخل العاجل لصيانة الملعب لتخوض الجمعية مقابلاتها في ظروف عادية كما طالب البعض بإيجاد حلول جِذرية لمشاكل التمويل في الوقت الذي هاجمت فيه فئة من الأنصار الوالي لغيابه عن فاعليات الجلسة العامّة وعدم التحرّك للنّهوض بالأنشطة الرياضية في حمّام الأنف التي تُؤطر عشرات اللاعبين في كرة القدم وكرة اليد والكرة الطائرة وكرة السلة علاوة على تَبنّي اختصاصات أخرى مثل تنس الطّاولة والصيد البحري الرياضي والمبارزة بالسيف والمصارعة. وَشدّد المتدخّلون على «عزل» النادي عن السياسيين الذي استفادوا من شعار الجمعية أثناء حَملاتهم الانتخابية وهو أمر لن يسمح أبناء الدار بتكراره مستقبلا. الجلسة العامة في أرقام - العمليات الحسابية تهمّ الفترة المُمتدة من جوان 2016 إلى ماي 2018 - الايرادات: 132 283 4 - المصاريف: 391 357 4 - الديون الجملية: حوالي مليار (بإعتبار قضية اللاعب الجزائري السابق للفريق حميد جاوشي) - مساهمة البلدية: 30 مليونا مساهمة الولاية: 55 مليونا سُلفة عادل الدعداع: 283 مليونا سُلفة الهيئة المديرة: مليار و130 مليونا التفويت في اللاعبين: 538 مليونا