تعود أول زيارة لمحمد حسن الى تونس سنة 1988 حيث جمعه لقاء بالشاعر الجليدي العويني والملحن سمير العقربي... لتتكرر زياراته الفنية والتي كان من ضمنها مشاركته المتميزة في مهرجان الصحراء الدولي بدوز الى جانب مهرجان القصور الصحراوية بتطاوين. وفي سنة 2000 كان لمحمد حسن لقاء لأول مرة مع جمهور مهرجان قرطاج الدولي، لقاء فني قدم خلاله صاحب «يسلم عليك العقل...» مجموعة من أغانيه القديمة الشهيرة «ليش بطى» و«حبيبة يا تونس» و«جرح الحبيب» و«دزيتلك مرسول» كشف من خلالها كفاءته الكبيرة كملحن ومطرب... الحفل الذي امتد على طول الساعتين شهد فيه ركح المسرح الأثري بقرطاج نصب خيمة كبيرة وشاركت فيه بالغناء المطربة الليبية مريم السعفي وقد تخللت الاغاني قراءات شعرية لفضل المبروك. ويحفظ التاريخ الفني لمحمد حسن اعتزازه بالانتماء الى الوطن العربي والمدافع بصدق وصفاء وقوة وإيمان عن التاريخ العربي وتراثه الحضاري والابداعي. ويحفظ له التاريخ كونه أول من أدخل آلة «الربابة» في الغناء الليبي. وقد عاش محمد حسن حياته مؤمنا بأن هناك شهرة عربية محلية ولا وجود لشهرة عالمية إذ يقول «ألا يكفي أن نستمع الى بعضنا البعض من المحيط الى الخليج، فنحن عالم قائم بذاته، بلغته، بأحاسيسه الموحّدة». وعن مفهومه للعالمية يقول محمد حسن «أن تغنّي بلغة أخرى غير لغتنا فهذا أمر ممكن، ولكن لا يمكننا أن نغني بأحاسيسنا ومشاعرنا وهواجسنا بلغة غير العربية»... هذا هو الفنان الخالد محمد حسن الذي غادرنا الى دار الخلد يوم 17 ديسمبر 2017 بتونس بعد معاناة مع المرض ورحلة علاج لعدة أشهر. انتهى