تونس الصباح ليلة أمس الاول وفي اطار حفلات الدورة 43 لمهرجان قرطاج الدولي كان الموعد مع الثنائي المغربي كريمة الصقلي وعبد الرحيم الصويري اللذان اخذا الجمهور الحاضر في رحلة عبر مختارات غنائية من المدوّنة الغنائية لا المغربية فحسب وانما ايضا الشرقيةوالتونسية. كريمة الصقلي: الصوت الأنيق الجزء الأول من الحفل كان بامضاء المطربة كريمة الصقلي التي يطلق عليها النقاد في المغرب الاقصى الشقيق لقب «صاحبة الصوت الملائكي» والتي استطاعت من خلال ادائها لباقية غنائية تونسية ومغربية وشرقية ان تُطرب الجمهور المتكون ليلتها من افراد من الجالية المغربية المقيمة بتونس فضلا عن عدد من العائلات التونسية التي جاءت لتسهر على انغام ايقاعات الموسيقية المغربية ذات النكهة والخصوصية. بعد اغنية اولى ارصدتها تحية منها لتونس فاجأت المطربة كريمة الصقلي الجمهور الحاضر بادائها لواحدة من اشهر الاغاني الخفيفة في تاريخ الاغنية التونسية المعاصرة.. انها اغنية «قالو زيني عامل حالة» الشهيرة للراحلة علية وقد ادتها على طريقتها وبصوتها الجميل.. وعلى الرغم من انها لم تكن قد حفظت كلماتها كاملة وعن ظهر قلب فان الجمهور الحاضر الذي استحسن اختيارها لهذه الاغنية بالذات ردّدها معها في اجواء فنية ممتعة ومؤنسة. بعد اغنية «قالوا زيني عامل حالة» التونسية وفي محاولة منها للمراوحة بين ما هو ايقاعي خفيف وطربي فني اختارت المطربة كريمة الصقلي اداء واحدة من امتع الاغاني الطربية الشرقية ونعني بها اغنية «يا حبيبي تعالى الحقني شوف اللي جرالي» للراحلة اسمهان.. وهي تؤدي هذه الاغنية بدا صوت الفنانة المغربية كريمة الصقلي اقرب ما يكون الى الصفاء والعذوبة والقوة وقد صفق لها الجمهور الحاضر طويلا على حسن ادائها لهذه الرائعة الفنية. كذلك غنّت المطربة كريمة الصقلي من بين ما غنت «حبينا» وهي اغنية من كلمات الشاعر التونسي آدم فتحي وألحان الفنان لطفي بوشناق وهي واحدة من أغاني ألبومها «وصلة» وذلك قبل ان تختم باداء كوكتال غنائي مغربي اصيل ضمّ مقطوعات من اشهر الاغاني المغربية الشهيرة مثل «علاش يا غزالي» و«مرسول الحب» و«آش ادّاني» و«جريت وجريت».. وغيرها. عبد الرحيم الصويري: القوي الاصيل هذا الحفل المغربي اللائق والجميل بلغ ذروة فنيته وطربيته مع صعود الفنان الاصيل عبد الرحيم الصويري على الركح.. ففضلا عن قوة حضوره الركحي واجادته التواصل مع الجمهور فان للفنان عبد الرحيم الصويري طاقة صوتية حباه الله بها تقدر انها لم تعد موجودة لدى فناني هذا الزمان ممن اصبحوا يعوّلون على ادائهم للأغاني على الوسائل والوسائط التكنولوجية اكثر مما يعوّلون على اصواتهم وحناجرهم!!! الفنان عبد الرحيم الصويري الذي تربّى ونشأ وصقل صوته وموهبته في حلقات الانشاد الديني افتتح وصلته الغنائية باداء مديح «يا محمد صاحب الرسالة والنور الهادي» الشهير وذلك قبل ان يتحف الجمهور باداء مجموعة من الاغاني المغربية الجميلة مثل «آش ادّاك تمشي للزين» ،«يا بنت المدينة عليك نغني» ومجموعة من المواويل التي أبان من خلالخا عن عمق موهبته وعذوبة وقوة صوته.. وقد وجد من الجمهور الحاضر تجاوبا وقبولا كبيرين.