تعد واحة قفصة من اهم المواقع التاريخية التي تتميز بها الجهة وهي تمسح حوالي 1500هكتار وتمتد من الجامع الكبير الى حدود منطقة العقيلة طريق المتلوي وتعد موروثا تاريخيا يرتكز على تقاليد متنوعة وموقعا اقتصاديا مهم وهي مصنفة عالميا كموروث فلاحي بيئي متعدد الوظائف. نشاط فلاحي متنوع منذ القدم تتوفر بواحة قفصة عديد الضيعات الفلاحية والتي توجد بها انواع مختلفة من الاشجار المثمرة والنخيل والخضروات والغلال و قد كان الفلاح قديما يسقي ضيعته مجانا من ماء وادي الباي والقصبة وعين القصبة والترميل حيث كان الماء متوفرا بشكل كبير مما جعل من الواحة مصدرا لعيش المئات من الاهالي و قد كانت الواحة تزود السوق بالجهة يوميا بالخضر في كل الفصول بمختلف انواع الغلال من مشمش واجاص وخوخ وتين وليمون وبرتقال وغيرها كما تعرف الواحة بانتاج التمور منذ القدم لكن هذا المنتوج تراجع واصبح النخيل يستغل في استخراج مادة اللاقمي وهو ما اثر بصفة مباشرة على اشجار النخيل. واحة قفصة تتوفر بها اشجار الزيتون وتتميز بانتاج الملوخية وتربية الماشية خاصة الابقار ولكن الاشكال الكبير هو نقص الماء بعد نضوب عيون المياه بحكم تحويل الجزء الاكبر من الماء الى الصناعات التحويلية وخاصة الفسفاط وعليه انطلقت معاناة الفلاح بواحة قفصة فالعديد من اصحاب الضيعات فرطوا فيها بالبيع او يعمدون الى كرائها بسبب نقص مردوديتها وقد طالب العديد من الفلاحين من السلط بالتدخل حتى تعود الحياة مجددا للواحة. فضاءات ترفيهية واخرى للاعراس تشهد واحة قفصة منذ سنوات احداث فضاءات ترفيهية موجهة بالاساس للعائلات التي تفضل قضاء اوقات الفراغ للسهر والاستمتاع بنسمات الواحة او التجول عبر المسالك الفلاحية والاستمتاع بظلال اشجار الواحة المتشابكة هروبا من الشهيلي خاصة في فصل الصيف هذا وتشهد الواحة نشاطا جديدا يتمثل في احداث فضاءات خاصة بالاعراس حيث قام البعض من اصحاب الضيعات الفلاحية بتحويل جزء من الضيعة الى فضاء للافراح لتوفير مدخول مالي محترم. الغطس والسباحة في الفانات والجوابي. يعد الغطس والسباحة في الفانات والجوابي الموجودة بواحة قفصة من العادات والتقاليد التي لا يزال البعض من الشباب متمسكا بها رغم توفر مسابح عمومية او خاصة حيث يتوجه الشباب الى الواحة في القيلولة للاستمتاع بالغطس وبانقضاء القيلولة يغادر السباحون الواحة للعودة الى منازلهم لمواصلة العشوية في المقاهي. الفلاح أصبح مهدّدا في لقمة عيشه لابد من الاشارة الى معاناة الفلاح بواحة قفصة هذا مااكده السيد صالح ابراهيم 62سنة وهو صاحب ضيعة انطلق في العمل بها منذ حوالي 40سنة وقد اشار الى ان الواحة باتت مهددة بسبب نقص الماء واليد العاملة ملاحظا ان العديد من الفلاحين غادروا الواحة وفرطوا في ضيعاتهم بالبيع كما ان الانتاج يشهد تراجعا وخاصة الخضر والغلال واضاف السيد صالح ان الحل الوحيد هو توفير الماء لتعود الحياة من جديد وتتحرك العجلة الاقتصادية بهذا الصرح التاريخي.