غريب أمر مكتب الرابطة المحترفة لكرة القدم في طريقة تعاملها مع الأندية في الآونة الأخيرة سواء أثناء تحديد تاريخ انطلاق الموسم الكروي المقبل 2018-2019 أو في الاستفتاء حول اختيار طريقة إجراء مرحلة «البلاي أف» نهاية الموسم. حيث راسل مكتب الرابطة الأندية يوم الثلاثاء 24 جويلية الفارط وقدم المقترحات التالية : المقترح الأول يتمثل في إجراء بطولة بمجموعتين ذهابا وإيابا تضم كل مجموعة 12 فريقا على أن يصعد مباشرة صاحب المرتبة الأولى في كل مجموعة إلى الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم في حين ينزل أصحاب المراتب 11 و12 في كل مجموعة مباشرة إلى رابطة الهواة المستوى 1. في حين يتمثل المقترح الثاني في إجراء بطولة بمجموعتين ذهابا وإيابا على أن يترشح أصحاب المراتب الأولى والثانية لمرحلة «البلاي أف» التي تتضمن إجراء 3 مباريات لكل فريق فقط في ملاعب محايدة على أن يصعد صاحبا المرتبة 1 و2 مباشرة للرابطة المحترفة الأولى وينزل أصحاب المراتب 11 و12 في كل مجموعة لرابطة الهواة المستوى 1. والغريب أن المراسلة طلبت من الأندية الرد على هذه المقترحات في أقل من 48 ساعة أي قبل يوم الخميس 26 جويلية باختيار أحد المقترحات علما وأن يوم الأربعاء 25 جويلية يوافق عيد الجمهورية وهو يوم عطلة سنوية. ووجدت هذه المراسلة معارضة شديدة من طرف الأندية المعنية وأثارت العديد من التساؤلات، حيث كشفت عجز مكتب الرابطة عن تأمين المباريات الحاسمة خاصة المؤهلة للصعود مما يؤكد رغبة المسؤولين في إنهاء الموسم الرياضي في أقصر حيز زمني كما عمقت أزمة الثقة بين مختلف الأطراف وأكدت العشوائية في التسيير وسوء البرمجة والفوضى التي السائدة بجامعة كرة القدم. فهل يعقل أن يتم تغيير نظام البطولة مع كل موسم جديد ؟ خاصة وأن الجميع مازال يتذكر كيف قام مكتب الرابطة المحترفة لكرة القدم بتغيير نظام النزول وضمان البقاء بالرابطة 2 إثر انتهاء بطولة الموسم الفارط 2017 - 2018 في حين أن مثل هذه القرارات يجب أن يتم الإتفاق عليها قبل انطلاق الموسم الكروي. وفي سياق آخر، مازال مكتب الرابطة محترفة لم يعلن عن التقسيم النهائي للمجموعتين ولم يحدد تاريخا رسميا لانطلاق بطولة الموسم القادم. ويواجه المشرفون على الأندية صعوبات عديدة في انطلاق فترة التحضيرات واختيار أماكن التربصات الفنية وتاريخ انطلاقها وفي برمجة المباريات الودية ... ويبدو أن بطولة الرابطة المحترفة 2 لكرة القدم قد بقيت معلقة تخضع للعشوائية المقيتة في التسيير وتطرح أكثر من سؤال عن مدى «الإحترافية» التي يتحدث عنها أعضاء المكتب الجامعي وغيره من أصحاب القرار بجامعة كرة القدم. فهل بمثل هذه التصرفات والإجراءات يمكن تطوير كرة القدم التونسية ومنافسة المنتخبات العالمية؟ أم أن ماكينة الإصلاح مازال معطبة؟