الشروق مكتب صفاقس تعيش معتمدية عقارب من ولاية صفاقس على مدار السنوات الأخيرة حراكا ثقافيا غير مسبوق بشكل لافت وعلى مدى كامل أشهر العام. الانطلاقة كانت مع تظاهرة عقارب فنون وتراث لقدماء تلاميذ معهد عقارب في دورة أولى متميزةوذات خصوصية معينة اختارت ظاهرة الوشام كعنوان مميز. وترتفع وتيرة هذه التظاهرات بشكل لافت خلال أشهر الصيف والجميل أن هذه التظاهرات لم تعد حكرا على مركز المدينة بل شملت قرى عقارب وأريافها وحتى بعض الأحياء الشعبية العريقة على غرار حي الشعاشعة. فمع انطلاق شهر جويلية الماضي انطلقت باقة التظاهرات بأيام التراث بمنطقة التراكة في فضاء سندباد الذي يديره صديق الأطفال فيصل بن حفصية وبإمكانيات مادية ذاتية استطاع أن يؤثث عروضا فرجوية جمعت بين الأصالة والتراث وعروض موجهة للأطفال على امتداد 3 أيام لاقت نجاحا كبيرا واستقطبت جماهير متعطشة للترفيه والابداع. وبعد أن طويت صفحة مهرجان عقارب للفروسية في مدينة عقارب والذي بدوره كان محطة ثابة لجماهيره العريضة من كل مكان تستعد منطقة المراعنية لإنطلاق مهرجان ثقافي جديد أطلق عليه مهرجان المراعنية للفنون ببادرة من ابناء المنطقة والجميل ان هذه الدورة ستنفتح على. إبداعات أبناء عقارب التي تعج بالكفاءات الفنية خصوصا وأن الورشة الفنية بعقارب بدأت تنحت اسما لها باحتضان وتكوين المواهب في عديد الاختصاصات وستكون شريكا ثقافيا فاعلا في بعض التظاهرات. ومن المنتظر أن تنطلق بعده مباشرة دورة جديدة لمهرجان التراث بالجبارنة الذي أصبح محطة ثابتة وبارزة في المشهد الثقافي في تونس نظرا لعراقته وحسن تنظيمه وثراء فقراته وقيمة العروض والأسماء التي تمر به حيث أصبح ينافس أكبر مهرجانات تونس فنيا وتنظيميا وحضورا. وبعد الجبارنة ستكون منطقة أولاد المبروك على موعد هذا العام مع باقة جديدة من مهرجان المندرة الذي ولد كبيرا وأصبح قبلة عشاق الأصالة والتراث. وسيكون مسك ختام هذه التظاهرات كرنفال الشعاشعة في دورة ثانية من المنتظر ان تدعمها مندوبية الثقافة بصفاقس نظرا لتميز الدورة الأولى وتخصصها في الفروسية بالحي الشعبي الشعاشعة بعقارب. ولئن أثارت هذه التظاهرات العديدة جدلا واسعا بحجةإمكانية إضعافها لمهرجان الفروسية بعقارب إلا أنها مثلت متنفسا للأهالي وقربت الترفيه من الناس وأصبحت أرقاما مهمة في المشهد بل بدأت تكسب مشروعية وشعبية مما خلق حراكا لافتا وجوا من التنافس بين أبناء المعتمدية الواحدة. والمطلوب اليوم انفتاح هذه المهرجانات على مبدعي المنطقة في شتى المجالات بدل الجري وراء الأسماء الرنانة والمطلوب أيضاتمويل هذه التظاهرات من قبل رجال الأعمال بالمنطقة والجهات الرسمية حتى لا تتوقف.