تونس - الشروق - : قرر المنتدى الوطني لتجديد المشروع الاصلاحي الدستوري البورقيبي المنعقد امس في قصر هلال من قبل لفيف من الجمعيات والجماعات الدستورية تكوين مجلس وطني دستوري ليكون فضاء جامعا لكل الدستوريين. وعقدت امس عدد من الجمعيات والجماعات الدستورية المنتدى الوطني لتجديد المشروع الاصلاحي الدستوري البورقيبي بقصر هلال من ولاية المنستير حيث أكد منظموه ان هذا المنتدى جاء نتيجة مجهود جماعي للعديد من المناضلين الدستوريين من كل الاجيال والعديد من الجمعيات مشددين على ان التمويل ذاتي عبر مساهمات تطوعية وأن هذه المبادرة ليس لها ارتباط بالاشخاص ولا بالاحزاب ولا بأجندا معينة. وأكد اعلان المبادئ لهذا المنتدى الذي حضره مايقارب 400 شخص من فئات عمرية مختلفة الالتزام بالخط الدستوري البورقيبي المتأسس على مدنية الدولة والرافض للاسلام السياسي والمتمسك بالشرعية وبدولة القانون والمؤسسات مع التشديد على أن المنتدى مفتوح لكل المنتمين للفكر الوطني الدستوري عدا من اراد اقصاء نفسه. وأكد الناطق الرسمي باسم المنتدى جمال العياشي للشروق أن منتدى امس خلص في بيانه الختامي الى قرار تكوين مجلس وطني دستوري ليكون فضاء جامعا لكل الدستوريين لمزيد تعميق الحوار حول اليات العمل الدستوري في المرحلة القادمة خاصة مع قرب المحطات الانتخابية لسنة 2019. وبين جمال العياشي أن المجلس الوطني الدستوري سيكون متركبا من ممثلين عن الجهات ومنفتحا عن الكفاءات المؤمنة بالدولة الوطنية ودور المدرسة الحداثية البورقيبة في بناء الدولة وارساء المؤسسات وكل الاراء وكل الجمعيات والشخصيات ذات المرجعية الدستورية وانه سينعقد قريبا لتدارس الخيارات والمسارات المتوجب على العائلة الدستورية اتباعها في اطار تحسيس مكونات العائلة الدستورية باهمية المشاركة في القرار. وبخصوص هيكلة هذا المجلس اوضح العياشي انه سيكون في المرحلة الاولى بمثابة التمثيلية والاطار الجامع لتوحيد العائلة الدستورية سواء المنتمية الى احزاب سياسية دستورية او غيرها مضيفا بأن هذه التمثيلية هي سيدة نفسها حيث ستختار المسار الواجب اتباعه والهيكلة التنظيمية الملائمة لها. واوضح جمال العياشي أنّ المجلس الوطني الدستوري ستكون نتائج اعماله صياغة برنامج متكامل لتلافي الازمة السياسية والاقتصادية الاجتماعية قصد المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية ضمن روزنامة محددة سيعلن عنها قريبا مضيفا بأن تاريخ 4 اوت هو منطلق مسار الحوار الذي أسس لوعاء جامع للتوحد ضمن اليات الديمقراطية والصراحة والشفافية والمصالحة بين كل مكونات العائلة الدستورية. واعتبر العياشي أن العديد من الاطراف عملت على افشال مؤتمر امس وشنت حملات فايسبوكية واتهامات غير أن المنظمين عملوا بمقولة الزعيم الحبيب بورقيبة بخصوص الاتجاه نحو الهدف دون الاكتراث بالجزئيات مضيفا بأن انعقاد المؤتمر في جهة قصر هلال كان له رمزية حيث ان مؤتمر 2 مارس 1934 لم يكن فيه سوى 60 شخصا مجمعين حول الزعيم بورقيبة ليتبين في ما بعد صواب خياراته.