هي رمز افريقي لا يقل شهرة وأهمية وتأثيرا عن الزعيم الخالد نيلسون مانديلا. ولئن كان مانديلا قد حمل جمرة التمييز العنصري 27 بين القضبان في سجون نظام بريتوريا العنصري قد حملتها ميريام ماكيبا بين جنبيها ومضت تطوف بها أرجاء العالم على امتداد 31 سنة من المنفى. على امتداد حياتها استغلت «ميريام ماكيبا» صوتها في كافة المنابر والساحات الدولية مدافعة عن حقوق الانسان. غنت للحب والعدالة والمساواة وحاربت بصوتها وكلمات أغانيها الاضطهاد والظلم والتفرقة العنصرية. ميريام ماكيبا المولود في جنوب افريقيا (مارس 1932) نذرت حياتها لمقاومة التمييز العنصري الذي سيطر على الحياة في بلادها. والحقيقة ان ارتباط «ميريام ماكيبا» بقضايا التحرر ليس ترفا بقدر ما هو انتماء حقيقي وصادق للفن الهادف الذي يحمل رسالة التغيير فهي ذاتها قد تعرّضت الى الاضطهاد فقد عانت من النفي في بلدها ومن التجريد من جنسيتها عام 1956 وذلك عقابا لها على تعبيرها عن أوجاع أبناء بلدها المضطهدين من أجل لونهم وعرقهم وانتمائهم الوطني. ميريام ماكيبا في تونس للمرة الثانية «ميريام ماكيبا» صوت الحرية وإرادة الانسان الافريقي الحرّ... كان لها حضورها المتوهج في دورة مهرجان قرطاج الدولي (صيف 1984) وهي التي سبق ان التقته لأول مرة في صيف 1969. في تلك الليلة من ليالي مهرجان قرطاج 1984 وفي ثاني زيارة لها الى تونس وصاغت «ميريام ماكيبا» صفحات فنية ابداعية خالدة فيها تنديد وتشهير بالميز العنصري. صفحات خالدة أكدت من خلالها ميريام ماكيبا أنها صوت العاشقة للنجوم والتي تروم معانقة الشمس والتحليق في الأفق حيث ارادة الانسان الافريقي الحر. لقبت «ماما افريقيا» وهو اللقب الذي أطلقه عليها الزعيم الخالد نيسلون مانديلا كما عرفت بلأسطورة وامبراطورة الأغنية الافريقية المناهضة للعنصرية والمدافعة الشرسة عن الانسان الزنجي من ضيم الاحتلال والتطهير العرقي.. نضال مرير كان ثمنه غاليا حيث النفي على امتداد ثلاثين سنة. هي «ميريام ماكيبا» التي غادرت الحياة سنة 2008 وهي تغني للحرية والمجد لإفريقيا على خشبة أحد المسارح في إيطاليا.