التقى مؤخرا رئيس الحكومة يوسف الشاهد بالقيادي السابق في حركة نداء تونس الأزهر العكرمي. ويأتي اللقاء وسط تساؤلات عن دلالاته خاصة في هذه الفترة بالذات. تونس (الشروق) جاء لقاء رئيس الحكومة يوسف الشاهد بالوزير السابق والقيادي السابق في حزب نداء تونس الازهر العكرمي في وقت تردد فيه ان حزب نداء تونس يسعى منذ مدة بتخطيط من مؤسسه الباجي قائد السبسي الى استرجاع «الغاضبين» الذي غادروه منذ اكثر من عامين وابرزهم الازهر العكرمي. كما جاء ايضا في خضم «معركة» التعيينات الاخيرة التي تدور بين القصبة وقرطاج التي تردد حولها كلام كثير. اللقاء الذي دام أكثر من ساعة تطرق إلى الوضع العام في البلاد وخاصة الوضع السياسي وما رافقه من تقلبات في الآونة الاخيرة. ومن جهة اخرى فان اللقاء يبدو أنه تم بناء على دعوة من يوسف الشاهد بالنظر الى المكانة التي يحظى بها العكرمي على الساحة السياسية وإلى اطلاعه على المشهد السياسي العام في البلاد ومواكبة أهم تفاصيله.. وكان الازهر العكرمي من بين من ساهموا في تأسيس حزب نداء تونس سنة 2012 ثم استقال منه في جانفي 2016 وشغل منصبين حكوميين الاول في 2011 مع حكومة الباجي قائد السبسي والثاني في 2015 مع حكومة حبيب الصيد. معركة التعيينات اللقاء جاء وفق المتابعين في سياق «معركة» التعيينات الاخيرة التي يشهدها كل من قصر قرطاج والقصبة. حيث أقدم رئيس الجمهورية الباجي مؤخرا على تعيين رئيس الحكومة السابق حبيب الصيد في خطة مستشار سياسي وفي اليوم نفسه اعلن يوسف الشاهد عن تعيين الوزير السابق في فترة حكم بن علي كمال الحاج ساسي مستشارا برئاسة الحكومة قبل ان يتردد ان قائد السبسي ينوي ايضا تعيين وزير الداخلية السابق لطفي ابراهم في خطة مستشار امني بقصر قرطاج الى جانب امكانية الاعلان عن تعيينات اخرى في الايام القادمة. واثر لقاء الشاهد بالعكرمي ترددت امكانية تعيين هذا الاخير في منصب وزاري جديد قد يكون في وزارة العلاقات مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان التي استقال منها مؤخرا مهدي بن غربية، كما تبقى فرضية تعيينه في احد المناصب الاستشارية برئاسة الحكومة واردة ايضا. وفي هذا السياق يطرح محللون تساؤلات حول علاقة لقاء الشاهد بالعكرمي بتعيين حبيب الصيد مؤخرا مستشارا في قصر قرطاج. فقد سبق للزهر العكرمي ان اشتغل مرتين مع حبيب الصيد، مرة أولى في حكومة الباجي قايد السبسي سنة 2011 عندما شغل منصب وزير لدى وزير الداخلية (الحبيب الصيد)، مكلف بالإصلاح ومرة ثانية في عهد حكومة حبيب الصيد اثر انتخابات 2014 وزيرا لدى رئيس الحكومة مكلفا بالعلاقة مع مجلس نواب الشعب قبل ان يستقيل من هذا المنصب في اكتوبر 2015. أزمة النداء من جهة أخرى فان اللقاء أثار انتباه المتابعين ايضا بعد ان تردد في الفترة الماضية ان رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي خطط لحلحلة ازمة حزب نداء تونس عبر إعادة فتح ابواب الحزب امام الغاضبين المُنسحبين منه، ومنهم الازهر العكرمي وعبد الستار المسعودي ومحسن مرزوق ومنذر بلحاج علي وغيرهم بعد ان نجح في إعادة رضا بلحاج إلى حضيرة الحزب.. لذلك يرى المتابعون ان يوسف الشاهد قد يكون قرر التسريع بمحاولة ضم العكرمي الى فريق القصبة وقطع الطريق بالتالي امام كل محاولة ضمه مجددا الى حزب النداء وذلك كردة فعل منه ( الشاهد) على تمسك «حزبه» نداء تونس باستقالته من رئاسة الحكومة. وفي هذا السياق تردد ان الشاهد خطط ايضا للقاء بقية الندائيين الغاضبين في الايام القادمة ربما للغرض نفسه وهو ابعادهم عن محاولات اعادتهم الى حزب النداء وبالتالي اضعاف كل خطط اخراجه من ازمته.. وتبقى كل الفرضيات واردة في هذا السياق وفق ما ستكشف عنه تطورات الايام القادمة سواء في علاقة ب»معركة» التعيينات بين القصبة وقرطاج او بأزمة حزب نداء تونس..