تتتالى من يوم إلى آخر التّطورات داخل حزب نداء تونس في علاقة بعودة بعض الغاضبين وبالتحرك الأخير لأعضاء الهيئة السياسية وكذلك بما يتردّد عن مغادرة بعض «المُنتدبين» الجُدد. تونس (الشروق) تقلبات عديدة ومثيرة يعيش على وقعها هذه الأيام حزب نداء تونس لتبقى بذلك كل الاحتمالات والسيناريوهات واردة للفترة القادمة وما قد يترتب عن هذه التحركات سواء على مستوى عودة «الغاضبين» وكذلك هيكلة الحزب واتخاذ القرارات المناسبة حول المؤتمر الانتخابي. يحصل ذلك وسط تلميحات من المتابعين إلى الدور الكبير والتكتيكي الذي يلعبه مؤسس الحزب الباجي قائد السبسي لإعادة ترتيب الاوضاع داخله ولاتخاذ القرارات المناسبة للفترة القادمة، لكن كيف سيكون ذلك... بلحاج ومرزوق وجلول أبرز تحرّك صلب نداء تونس في الفترة الاخيرة كان محوره القيادي السابق فيه رضا بلحاج الذي غادره منذ حوالي عامين قبل أن يُعلن مؤخرا عودته مع الاستقالة من الحركة السياسية التي اسسها، حركة «تونس أولا». ووفق ما ذكرته «الشروق أونلاين» امس فان بلحاج قد تكون أسندت له مهمة قيادية داخل الحزب وهي «المكلف بالهياكل في الحزب» خلفا لرئيس الكتلة النيابية سفيان طوبال. هذه التطورات جاءت بعد ان التقى بلحاج برئيس الجمهورية مطلع الاسبوع في قصر قرطاج وهو ما يؤكد الدور المحوري لمؤسس النداء في هذا التطور.. ما حصل مع رضا بلحاج قد يحصل ايضا مع غاضبين آخرين على غرار محسن مرزوق وناجي جلول الذين تردد اسميهما في الايام الاخيرة في علاقة بأزمة الحزب وكلاهما في تواصل مع الباجي قائد السبسي وقد تُعرض عليهما العودة ايضا مع امكانية اسنادهما مواقع قيادية متقدمة في الحزب. العكرمي والمسعودي والبكوش ضمن ملف عودة الغاضبين، سبق أن ترددت أسماء كل من الأزهر العكرمي وعبد الستار المسعودي. غير ان ذلك بدا مستبعدا في الفترة الاخيرة خاصة بعد ان انتقد الازهر العكرمي اول امس وبشدة عودة رضا بلحاج إلى النداء وانتقد في السياق ذاته بطريقة غير مباشرة المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي. أما بالنسبة لعبد الستار المسعودي فلم تتضح الرؤية بعد لكنه سبق ان التقى الباجي قائد السبسي وأشار إلى أنه لا يرى مانعا في عودة القيادات المستقيلة. ومن الاسماء الاخرى المتداولة ايضا اسم الطيب البكوش، الأمين العام الحالي لاتحاد المغرب العربي، والذي تردد أن مشاورات أجريت معه قصد اقناعه بالعودة الى الصفوف الامامية في قيادة الحزب، خاصة بالنظر الى وزنه السياسي الكبير، ولم تتضح كذلك حقيقة عودته من عدمها. الجدد... وحرب يوسف وحافظ ملف «المنتدبين الجدد» ممن يتردد انهم اربكوا استقرار الحزب يبدو انه أصبح يمثل ايضا شغلا شاغلا للمؤسس الباجي قائد السبسي وقد يكون اتخذ في شأنه بعض القرارات قد تتضح في الفترة القادمة على غرار استبعاد بعضهم او تحجيم ادوارهم. ومن المشاغل التي من المُرجّح ان الباجي قائد السبسي بصدد إيلائها أهمّية بالغة «أزمة» الحرب المعلنة منذ مدة بين المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد والتي ساهمت في مزيد ارباك المناخ العام في البلاد وارباك عمل الحكومة وما ترتب عنه من تاثيرات سلبية على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي. ولن يكون الحلّ لتجاوز ذلك إلا بوضع حد لهذه «الحرب» وفق ما قد يخطط له قائد السبسي من اجراءات وقرارات. ماذا بعد؟ حلحلة ازمة النداء لن تكون حسب المتابعين فقط بعودة الغاضبين أو المغضوب عليهم ولا بمعالجة مسالة الوافدين الجدد او حل معركة حافظ قائد السبسي ويوسف الشاهد، بل تتعداها الى المسالة التنظيمية داخل الحزب. فالقيادة الحالية للحزب لا يوجد حولها اجماع، ويبدو ان مؤسس الحزب الباجي قائد السبسي على اقتناع تام بذلك خاصة في علاقة بمواقف بعض الندائيين من وجود ابنه حافظ قائد السبسي على رأس الحزب. لذلك يذهب محللون الى القول ان السبسي الأب قد يكون من بين ما يخطط له ابعاد نجله عن القيادة الحالية ولو ظاهريا وتكليف وجه ندائي توافقي بذلك، الى جانب منح بعض المواقع القيادية للغاضبين العائدين والنظر في مسالة بقاء المنتدبين الجُدد. ومن المسائل التنظيمية الاخرى التي لن يغفل عنها قائد السبسي الأب ملف المؤتمر الانتخابي للحزب. فالرجل يعرف جيدا، بحكم حنكته السياسية ( وسبق ان صرح بذلك) ان الاحزاب الناجحة هي التي تنظم مؤتمراتها الانتخابية، وبالتالي سيكون ذلك ضمن اهتماماته وقد تتضح الرؤية حول موعد المؤتمر في الفترة القادمة.