من واجب الحكومة ان توفر الدواء لكل المرضى، المشكل اليوم ان الحكومة تتعامل مع ازمة الدواء في تونس وكأنها أزمة عادية مثلها مثل كل الأزمات التي اعتاد عليها التونسي في السنوات الاخيرة... وزارة الصحة تعمل الان على حصر أسباب أزمة الدواء في السرقة والتهريب لكن الحقيقة غير ذلك... الحقيقة في غاية البساطة وبعيدة عن التعقيد فقط تتمثل في ان الصيدلية المركزية أصبحت عاجزة عن تسديد مستحقات مخابر الأدوية والموزعين فتوقف التزويد... السرقة والتهريب مجرد شماعة لإخفاء الفشل والإخفاق واليوم ليس امام وزارة الصحة والحكومة الا ان توفر الدواء لكل المرضى... رحلة التونسي للبحث عن علبة دواء صارت متعبة ومعقدة وطويلة وبعض المرضى توقفوا عن استعمال الدواء في حين لاتزال الوزارة تتحدث عن التهريب والسرقة... ببساطة شديدة لماذا لا تقبضوا على اللصوص والمهربين وتقدموهم للمحاكمة، لماذا فقط تتحدثون عنهم في وسائل الاعلام... لاول مرة اصبح التونسيين يصطفون ويقفون في طوابير في فضاءات الانتظار في المطار في انتظار وصول الدواء من بعض المسافرين القادمين من الخارج وتونس كانت لوقت قريب قبلة لآلاف المرضى القادمين من ليبيا والجزائر للعلاج في مصحاتها... يكفي من المغالطات على المسؤول الذي يحترم نفسه وشعبه ان يقول الحقيقة، والحقيقة واحدة وهي الاعتراف بالفشل والعجز عن الادارة وحل الأزمات... لم تكف التونسي الأزمات التي يعيشها ازمة ارتفاع الأسعار والانهيار الاقتصادي وازمة العطش وقطع الماء في مدن كثيرة ليعيش الان أزمة فقدان الدواء... ليس امام الحكومة الان سوى إيجاد حلول في اقرب وقت ليس فقط لازمة الدواء التي صارت مزمنة بل لكل الأزمات التي نعيشها... آلاف المرضى الان بلا دواء والوزارة لازالت تتحدث عن التهريب والسرقة من مستودعات التخزين التي هي أصلا فارغة... المستشفيات اليوم تعيش وضعا كارثيا لا يمكن وصفه وبلغ الامر بالأطباء الى إصدار البيانات وإطلاق صيحات الفزع وهناك اليوم مرضى يعانون الالم وينتظرون من يوفر لهم علبة دواء... على الدولة ان تستيقظ قبل فوات الاوان...