غصت مدارج مسرح الهواء الطلق بالحمامات، مساء الثلاثاء الماضي 14 أوت بجمهور غفير أغلبه من الشباب قدم خصيصا لمتابعة عرضي «يوما» و»دندري». تونس «الشروق»: استهلت مجموعة «يوما» الموسيقية للثنائي رامي الزغلامي وصابرين الجنحاني، اللذين نجحا في رسم مسيرة ولو قصيرة عمرها تقريبا ثلاث سنوات، خاصة بهما، مسيرة متفردة بموسيقاها وتجربة راقية وهادفة، نجحا من خلالها كل من صابرين الجنحاني بصوتها ورامي الزغلامي بقيتارته، في كسب قاعدة جماهيرية شبابية كبيرة جدا، كما تجلى ذلك في سهرة أول أمس، وكما تجلى ذلك في الإقبال على مشاهدة الفيديوهات الخاصة بهذا الثنائي على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى موقع «اليوتيوب»... أغان مثل «اسمك» و»ليا سنين» و»قمرة وذيب»، تبدو كالقصص يرويها صوت صابرين الجنحاني النقي واحساسها الكبير فتبعث في جمهورها الشاب التفاؤل والطموح... ألحان لا تخلو من الحزن والنمطية في عرض يوما لكنها موسيقى جادةثورية وشبابية، تذكرك أحيانا بموسيقى الجاز وأحيانا أخرى ب»البلوز»، لكنها حتما موسيقى غربية توشح كلمات عربية تونسية، جسدها هذا الثنائي رفقة عازفين شبان، وهم زياد بكري على الباتري وسليم عرجون على البيانو ومحمد عزيز بن يوسف على الباس. «تعرفني...كي نغيب ونسرح نركب موج هبالي...نرجع ثنية غدواتي»، و»توحشت أمي وفرشي وخويا... توحشت الليل والكرمة كيف تميل...توحشت سنين وريحة الياسمين»، بعض من القصص الموسيقية المروية من «يوما» في عرضها بالحمامات، أغان تبرز تفرد هذه المجموعة الموسيقية الشابة، التي بعد أن بدأت تشق طريقها بنجاح، اختار بطلاها أن ينفصلا فنيا ويشق كل منهما طريقه الخاصة به، لأن لكل منهما طموحه وتوجهه الخاص، على حد تعبير صابرين الجنحاني في اللقاء الصحفي الذي تلا العرض. «الدندري»: السطمبالي الحداثي الجزء الثاني من السهرة بعنوان «الدندري» للفنان محمد الخشناوي، عرض كان بمثابة المفاجأة السارة، بالنسبة للجمهور الشاب وبالنسبة للكهول على حد سواء،حيث يحملك هذا العرض إلى عوالم موسيقى اسطمبالي، بتناول معاصر ومستحدث موسيقي دون المساس بالموسيقى الأصلية لهذا اللون الموسيقي التونسي ذي الأصول الإفريقية. في هذا العرض اكتشف الجمهور أغاني مثل «معلم صوفو» و»نانا عيشة» وخاصة الأغنية الشهيرة «بابا بحري»، ونجح الخشناوي في التوزيع الموسيقي الجديد لهذا التراث معتمدا آلات موسيقية معاصرة على غرار «الباتري» و»البيانو» و»القيتارة» و»القيتار باص»، دون التخلي عن الآلات الأساسية المميزة ل»اسطمبالي» تميز سطمبالي ك»الشقاشق» و»القمبري». «يوما» و»الدندري»، عرضان ينسجمان مع التوجه العام لبرمجة هذه الدورة الرابعة والخمسين لمهرجان الحمامات الدولي، الذي تضمن عروضا حصرية دولية وتونسية، جعلت المهرجان متفردا وذا خصوصية مقارنة ببقية المهرجانات الدولية الأخرى خلال هذه الصائفة.