كان لجمهور مهرجان الحمامات الدولي في دورته الرابعة والخمسين التي تحمل شعار «الحمامات تعشق الحياة», ليلة الخميس 09 أوت موعد مع عرض موسيقي لسفيرة الفن الإفريقي الايفوارية» دوبي قناهوري»رفقة ثلاثة عازفين وهم «جوليان باستر» على القيتارة, «بيار شانو» على البيانو و«بودجوديبو» على الباتري. هي فنانة متعددة المواهب,جريئة في اختياراتها الموسيقية ومواقفها, هي المبدعة صاحبة رسالة سعت دوما إلى تبليغها من خلال مواقفها الحازمة وهو ما تجلى في أغان مثل Youkouli, Djoli و Africa. كانت على الركح كالمحاربة الساحرة اذ ياسرك جمالها الاخاذ ورقصها الافريقي الاسر.. لهذه الفنانة حضور متميز على الركح برقصاتها الإيفوارية غير المألوفة, باعتماد حركات رياضية رشيقة, أثبتت تعدد مواهب هذه الفنانة المشعة على المسرح, فموسيقى «دوبي قناهوري»عبارة عن مزيج رائع من الأنغام يكشف عن أنفاس الإيقاعات الإفريقية المتطورة. «Le monde», «N'Fletoun», «Lobé» مقطوعات أدهشت من خلالها «دوبي قناهوري» الجمهور الحاضر بموسيقاها المتفردة و قوة الأداء وجودة الرقصات المتعددة و المختلفة النابعة من إفريقيا جنوب الصحراء, المليئة بالألغاز و القصص التي تتحدث عن صعوبة الحياة وهضم حقوق المراة والعديد من الفئات الإجتماعية الهشة. «دوبي قناهوري»... المحاربة الإفريقية دوبي كانت مرتدية ملابس جلدية ومتقلدة اكسسوارات افريقية تذكرنا بمقاتلي الزمن الغابر فهي المناضلة بافكارها تناهض الميز العنصري والعرقي ونهب ثروات افريقيا وجعلها ترزح تحت وطاة التخلف... «La source» مقطوعة أهدتها «قناهوري» إلى الأجداد «الذين يمتلكون الحكمة في التعامل مع الأشياء». الموسيقى كانت مجنونة من طرف عناصر الفرقة الموسيقية, وخاصة عازف «الباتري» «بودجوديبو» الذي تفنن في تجسيد الإيقاعات, وإخراج كل ما لديه من طاقة على هذه الآلة في أغنية «Akissi». «MIZIKI»اختتمت بها «دوبي قناهوري» السهرة, فهي أغنية حملت نفس اسم الألبوم الذي يعتبر هاجسها الأول في إعطاء أهمية أكبر للقارة الإفريقية الغنية بثرواتها وتنوعها الثقافي, ليبقى هدفها الأسمى توحيد قوى المرأة الإفريقية. إنها مكاشفة موسيقية متحررة بأنغام تمتزج فيها روح الحداثة و عبق الماضي لتراث موطنها الكوديفوار...تراث بقيت وفية له وللغتها الأم Le Bété. «دوبي» فنانة متكاملة تحرص أن تكون قريبة من قلوب متابعيها, لذلك هي متطلبة في اختياراتها وتشرف على ولادة أغانيها لحنا وتوزيعا وكلمات وذلك لحسن حظ الجمهور الذي تفاعل بايجابية قصوى مع مقترحات هذه الفنانة الإفريقية الأصيلة.