تنتمي الجازية الهلالية الى القبائل العربية من بني هلال وبني سليم، القبائل التي انطلقت من الجزيرة العربية إلى إفريقية في منتصف القرن 11م، فكان هذا الزحف بمثابة الكيد والتأديب للصّنهاجيين من طرف الفاطميين في مصر المآثر =. شخصية محورية اسمها الجازية بنت سرحان الدريدي نسبة لدريد أحد بطون بني هلال، وأخت السلطان حسن بن سرحان المشهور في السيرة المعروفة، وشاركت بنو هلال هوازن في غزوة حنين ضد المسلمين في السنة الثامنة للهجرة ولكنهم دخلوا الإسلام بعد أن وفد زعيمهم هلال بن عامر على رسول الله صلى عليه وسلم، وقد شاركت بنو هلال في الفتوحات الإسلامية أيام الخلفاء الراشدين، وقد انتقل كثير منهم إلى البلاد المفتوحة كسائر القبائل، وبقي منهم من بقي في منازلهم القديمة بالطائف وصحراء نجد، ومع الوقت اشتد عودهم وتآلفت حولهم القبائل حتى قرروا التوجه نحو الغرب إلى تونس الخضراء بعد الجفاف والمجاعة التي نزلت بهم، وكان ذلك حوالي عام 442ه فيما عرف بتغريبة بني هلال، وكانت الجازية من الفاعلين الأساسيين فيها. والجازية الهلالية مثال لتجربة امرأة ولدت في مجتمع قبلي بكل ما تعنيه كلمة قبيلة من مكانة ودور للمرأة، ورغم ذلك كانت من أشهر الشاعرات والسياسيات في عهدها واستطاعت ان تساهم بفاعلية في صنع القرار. هي من الشخصيات المحورية في السيرة الهلالية والتي تمثل وثائق نفيسة بالنسبة للذّاكرة الجماعية وتمثل مرجعا ثريا حول اللّهجات العربية والحياة الاجتماعية والأخلاق الجماعية وحول صورة المرأة في تلك القبائل. والجازية هي أنموذج للمرآة الذكية الجميلة المحاربة، عرفت بالرأي والتدبير واتصفت بالعقل والفصاحة. تغريبة بني هلال وكانت الجازية من الفاعلين الأساسيين في تغريبة بني هلال المشهورة. قيل انها احتكرت ثلث المشورة في مجلس الشورى لقومها ومجلس حربهم نظرا لرجاحة عقلها وحسن تدبيرها وصواب المشورة والحكمة والروية. من أجل قبيلتها بني هلال. تركت زوجها التي كانت تحبه، والذي أنجبت منه ولدًا اسمه محمد، وقيل ولدين محمد وحامد ولم يغلبها على هذه العاطفة الخاصة إلا العاطفة العامة تجاه قبيلتها؛ والتي تستوجب سفرها معهم إلى تونس لحاجتهم إلى مشورتها وتحميسا لهم على النصر؛ ولذا فارقت زوجها وولدها الذي أحبت، وفارقت رغد العيش معه إلى جفوة الحياة القاسية التي تقوم على النقلة والحرب. والجدير بالذكر أن المرأة في بني هلال كانت لاعبًا أساسيًا في مختلف مظاهر الحياة وليست الحياة السياسية وحدها والأمثلة كثيرة، مثل شيحة أخت الأمير أبي زيد الهلالي، وخضرة الشريفة والدته، وواصفة ابنة ذياب بن غانم ومن أشهر قول الجازية ( مائة حولية في الارض العفية فوقها مائة وتحتها مائة والابل خير منها) وتقصد من قولتها ان مائة حولية اي مائة نعجة تحتها مئة خروف ترضعه وفوقها مائة جزة من الصوف والابل خير اي انها تخير الابل عن الخراف.