احتفالا بخمسينية المهرجان الدولي للصحراء بدوز ومائوية الأديب الراحل محمد المرزوقي، أعد المخرج التونسي حافظ خليفة، أصيل الجهة، عملا ملحميا جديدا يصور "أسطورة التراث الإنساني" وهي سيرة بني هلال، ستعرض في افتتاح التظاهرة واختتامها. وأعد الصياغة الشعرية لهذا العمل، الذي حظي بدعم من الصندوق الوطني للتشجيع على الإبداع الأدبي والفني، حاتم الغرياني، فيما تولى الدكتور رضا بن منصور إعداد التصور السينوغرافي والتاليف الموسيقي. وبينت لجنة تنظيم المهرجان الذي تقام فعالياته من 28 إلى 31 ديسمبر الحالي، في بيان صحفي، أن السيرة الهلالية "هي السيرة الشعبية العربية الأقرب إلى ذاكرة الناس، والأكثر رسوخاً في الذاكرة الجمعية. وتبلغ نحو مليون بيت شعر، وهي مزيج من التاريخ والأدب، تاريخ لبطل ومجموعة، وأدب يظهر أحوال العامة وثقافتها وذائقتها الفنية ومواقفها من الحياة. وغايتها التأثير في المتلقين وإمتاعهم، وليس إخبارهم بوقائع تاريخية". وتغطي هذه الملحمة مرحلة تاريخية كبيرة في حياة بني هلال، أبطال السيرة الهلالية، و تبدأ جذورها في سيرة الزير سالم جد الهلالية، قبل أن تمتد لتشمل تغريبة بني هلال وخروجهم إلى تونس . وجاء في البيان الصحفي أن عنوان الملحمة "خضراء" جاء نسبة إلى تونس وما أسهمهته قبائل بني هلال (التي هي اصول قبيلة المرازيق) من إثراء للنسيج الاجتماعي والثقافي والحضاري عند استقرارهم بتونس، وهو نص مستلهم مما كتبه الكاتب الكبير امحمد المرزوقي في (السيرة الهلالية) و(رواية الجازية الهلالية) وهو بحث اجتماعي في المأثورات البدوية وأهم خصائصها. هذا العمل الجديد لحافظ خليفة يستعيد أهم مميزات الحياة البدوية في الماضي، وأبرز ما طبع الحياة البدوية في الحل والترحال في البادية والصحراء وعلاقة المتساكنين بمحيطهم الخارجي. وقد عرف الأديب امحمد المرزوقي بتركيزه في كتاباته على السيرة الهلالية بجميع جزئياتها وولعه بهذه السيرة التي ظلت راسخة في مخيال المجتمعات العربية وهي جزء لا يستهان به من موروثنا الأدبي والحضاري. تجمع ملحمة "خضراء" عددا من أهم الأسماء الدرامية البارزة على المستويين التونسي والعربي على غرار محمد كوكة وصالح الجدي وصلاح مصدق و دليلة المفتاحي وكمال العلاوي وليلى الشابي ووحيدة الدريدي ونادرة لملوم وسهام مصدق وعبد اللطيف بوعلاق ونوريد الدين العياري وتوفيق الخلفاوي. كما يشارك في تقديم هذه الملحمة ثلة من المبدعين المسرحيين بولاية قبلي على غرار منصور الصغير، وعبد الناصر بن عبد الدايم وبلقاسم بلحاج علي.
