بين بطل يُصارع الشك واتّحاد يريد تأكيد الجدارة بالعودة إلى دائرة الأضواء احتضن ملعب رادس أمس لقاء الترجي وتطاوين في نطاق الجولة الافتتاحية لبطولة «المُحترفين». وقد استنجد نادي «باب سويقة» بخبرته ليتجاوز هذا «الفخّ» ويفتتح حَملة الدفاع عن اللّقب بفوز مُهمّ من شأنه أن يخفّف ولو إلى حين من حدّة الاضطرابات التي تعيشها الحديقة «ب» نتيجة الأداء المُتذبب لفريق بن يحيى. من أوسع الأبواب لم يُمهل الترجي الرياضي ضيفه سوى 8 دقائق ليهزّ شباكه بهدف حَمل توقيع الظّهير العائد من بعيد إيهاب المباركي. الهدف صنعه الجزائري يوسف البلايلي الذي وظّف مهارته الفنية وقام بتوزيع الكرة بشكل مُمتاز نحو المباركي وقد استثمر ظهير «المكشخين» تمركزه الجيّد ليغالط الحارس خمير بضربة رأسية. ويتحمّل حارس الاتحاديين قسطا من مسؤولين الهدف الأصفر والأحمر بما أن الكرة كانت في مُتناوله لولا الهفوة التقديرية التي ارتكبها أثناء مُحاولته «اليائسة» لقطع توزيعة البلايلي نحو المباركي الذي افتتح النتيجة وأكد عودته القوية إلى التشكيلة الترجية التي افتقدت خدماته لفترة طويلة بفعل الإصابة على الأربطة المُتقاطعة. الاتّحاد خطير بعد الأسبقية الترجية تحرّك الاتحاد وكان بوسعه تعديل النتيجة عن طريق الزكار الذي وجد نفسه وجها لوجه مع بن شريفية وذلك في الدقيقة 16. وقد تدخل حارس المحليين برشاقة عالية وأنقذ مرماه من هدف مُحقّق. تألق بن شريفية أثناء هذه العملية الهجومية الخطيرة لتطاوين يحمل في طيّاته جملة من الدلالات منها رغبته الكبيرة في التأكيد على أنه لن يتنازل بسهولة عن عرشه الذي أصبح تحت التهديد بقدوم حارس آخر خبير وهو رامي الجريدي الذي كان أمس على بنك الاحتياط. دون نجاعة تحصّل سعد بقير على فرصة ذهبية ليعانق شباك الضيوف ويظفر بجرعة معنوية تساعده على استرجاع مستواه. وكان يوسف البلايلي قد منح سعد تمرير رائعة في الدقيقة 37 ليجد خرّيج تطاوين نفسه في موقع جيّد لهز شباك فريقه الأصلي غير أنه مرّ بجانب الحدث بعد أن افتقدت تصويبته إلى الدقة اللاّزمة. الخنيسي يستفيق بعد فراغ رهيب اهتدى المهاجم ياسين الخنيسي أمس إلى الشباك وتمكّن طه من خطف الهدف الثاني للترجيين في الدقيقة 43 مستفيدا من العملية الجيّدة التي قام بها بقير والبدري الذي شكّل المحطّة الأخيرة التي مرّت منها الكرة قبل وصولها إلى الخنيسي السّعيد بقطع «الصّيام» عن التهديف. خصم محترم لم يحجب تقدّم الترجي الأداء الجيّد لإتحاد تطاوين الذي هدّد مرمى بن شريفية في أكثر من مناسبة عن طريق الزكار والخلوي والخرايفي وعبد السّلام. وقد أظهر الضيوف امكانات طيّبة تُثبت سعة المؤهلات الفنية لبعض عناصره وتبرهن كذلك عن قيمة العمل المُنجز بقيادة المدرب اسكندر القصري الذي ساعدته معرفته الكبيرة بالترجي على تقديم «طبخة» فنية عطّلت «الماكينة» الصفراء والحمراء في عدة فترات من اللّقاء الذي عادت نتيجته للمحليين بفضل عنصر الخبرة والقيمة الفنية لعدد من أبناء بن يحيى الذي لم يتخلص من التشنّج إلا بعد تسجيل الهدف الثاني. ومن الواضح أن مدرب الترجي عاش لحظات صعبة بعد التعادل المخيّب للآمال أمام الأهلي المصري الشيء الذي جعله ينفعل في لقاء الأمس وذلك إلى حين الاطمئنان على النتيجة والتخلص من مسلسل الفرص المهدورة والتي كانت من أبرز العوامل التي حكمت على الفريق بالسّقوط أمام الأشقاء في رابطة الأبطال. تشكيلتا الفريقين الترجي الرياضي: بن شريفية – شمام – الذوادي (محمود) – المباركي (المسكيني) – بن محمّد (الربيع) – كوم – كوليبالي – بقير – البدري – البلايلي – الخنيسي اتّحاد تطاوين: خمير – خلفة – المهذبي - العمراني (بن عبيد) – المحمدي - المسعي – الكوني- الخلوي (بوحاجب) – الخرايفي (دياكيتي) – عبد السلام - الزكار