تعقد كتلة حركة النهضة في البرلمان، مؤتمرها في أواخر شهر أكتوبر او بداية شهر نوفمبر 2018، وسيخصص المؤتمر لانتخاب رئيس للكتلة يتولى قيادتها في الدورة البرلمانية الخامسة. تونس (الشروق) مؤتمر كتلة النهضة او «الأيام البرلمانية « كما يحلو لنواب البرلمان تسميتها، من المنتظر ان تكون هذه المرة، مخالفة لسابقاتها لاعتبارات عدة، منها ماهو موضوعي, يتعلق بالوضع العام في تونس، ومنها ماهو ذاتي، ويتعلق ببعض الجزئيات التي أثثت الكتلة في الدورة البرلمانية المنقضية . ملفات حساسة ما هو موضوعي، يمكن حصرها في بعض الملفات الحارقة التي ستكون الكتلة طرفا فيها، وهي أساسا تشريعات تتعلق بملفات حساسة، مثل المساواة في الميراث ..، ويُنتظر ان تكون الكتلة عاملا حاسما فيها، وباعتبار الخلافات الحاصلة بين « الصقور « و « الحمائم « داخل حركة النهضة، فمن الطبيعي ان يحاول كل طرف بسط نفوذه على الكتلة باعتبارها الذراع التشريعي للحركة. ولئن كانت الكتلة تُطبّق في غالب الامر ما تتمخض عنه النقاشات في مؤسسات الحركة، الا ان بعض المحطات كشفت ان كتلة النهضة لا تُطبق بشكل آلي ما يتم الاتفاق عليه داخل الحزب، كما أن كل تيّار داخل الحركة يسعى الى الوصول لرئاسة الكتلة، ليحاول تمرير توجهاته عبرها حتى وان كان قرار الحزب مخالفا لها . أما في ما يتعلق بالمعطى الذاتي، فان الخلافات التي حدثت داخل كتلة حركة النهضة على امتداد الدورة البرلمانية الرابعة، وخاصة في محطات حساسة، مثل المصادقة على قانون المصالحة، تركت اثرا داخل هذا الهيكل، ومن المنتظر ان تبرز ملامحة بشكل جلي اثناء مؤتمرها، وخاصة اثناء النقاشات العامة . مؤتمر خاص خصوصية مؤتمر الكتلة، في مفتتح الدورة البرلمانية الخامسة، يمكن ان تكون مرتهنة أيضا، لما يحدث داخل النهضة في الفترة الأخيرة من خلافات، بلغت حد تبادل التهم في المنابر الإعلامية، وهي مسالة غير معتادة في هذا الحزب الذي سعى الى كبت خلافاته الداخلية، في مؤسساته على امتداد سنوات . الخلافات الداخلية داخل الحركة،من المنتظر ان يكون لها تاثير كبير، خاصة وان ملامحها تؤكد انها ملتزمة بنفس التقسيم الأول، « الصقور « ضد « الحمائم» . وستبرز هذه الخلافات في شكل ترشحات لرئاسة الكتلة، فالصقور سيكون لهم مرشحهم و الحمائم سيدفعون باسم يُمثّلهم، كما يمكن ان تترشح أسماء أخرى في محاولة لاستقطاب بعض الأصوات التي لا ترغب في التخندق في هذا الشق او ذاك . البحيري يفوز اربع مرات الجدير بالذكر ان رئيس الكتلة الحالي، نور الدين البحيري، قاد كتلة النهضة منذ بداية الدورة البرلمانية الأولى في 2 ديسمبر 2014، وبقي على راسها وتمكن من الفوز في اربع مناسبات . وتحصل البحيري على 44 صوتا في مؤتمر كتلة النهضة في نوفمبر 2017 . كما تحصل حسين الجزيري على 18 صوتا من جملة 64 نائبا، تغيب منهم 4 نواب وصوت نائب منهم بورقة بيضاء، في حين تم الغاء ورقة انتخابية . وصوت للبحيري، النواب المحسوبون على التيار الإصلاحي في حركة النهضة، في حين صوت للجزيري، النواب المحسوبون على صقور الحركة .